أكدت الدراسات أن نفسية الحامل السلبية تؤثر في صحة الجنين؛ بمعنى احتمال ولادة طفل كثير البكاء والعصبية، عكس الأم التي تتسم بالهدوء والانسجام فترة حملها، ورغم معرفتها أن الجنين يتأثر بكل ما تأكله أو تشربه في فترة الحمل؛ فهي تنسى أن الحالة النفسية تنتقل أيضاً إلى الجنين ثم إلى الطفل المولود وتؤثر فيه مستقبلاً. في هذا التقرير سنتعرف إلى أسباب الحالة النفسية السلبية للحامل، وتأثيرها في الجنين، وهل يتأثر بها الطفل مستقبلاً؟ وذلك بحسب موقع «Parenting».
أبحاث تؤكد انتقال مشاعر الأم للجنين
- تشير الأبحاث التي أجرتها كليات الطب بالقاهرة، إلى أن مشاعر الأم يمكن أن يكون لها تأثير في الجنين، الذي يبلغ من العمر ستة أشهر أو أكثر.
- حيث يمكن أن يكون للطريقة التي تشعر بها الحامل خلال فترة الحمل دور مهم في تحديد مواقف الطفل ووجهات نظره في أثناء نموه.
- فإذا كانت الأم تشعر بالتوتر والقلق بشكل مزمن، ينتج جسمها الكثير من هرمون الكورتيزول أو هرمون التوتر، ويمكن نقل هذا الهرمون عبر المشيمة.
- وإذا كان طفلك يتعرض باستمرار لهذا الهرمون في أثناء وجوده في الرحم؛ فمن المحتمل أن ينتهي الأمر إلى ولادة مبكرة قبل الموعد المحدد.
- كما أكدت الدراسات أن 10% من الحوامل يعانين من الاكتئاب، وأن أطفالهن سيُصابون بالاكتئاب عندما يكبرون، إلى جانب انتكاسات عاطفية.
- وكذلك يشعر الجنين إذا كنتِ لا ترغبين في الحمل وغير راضية عن الطفل الجديد، أو كنتِ تشعرين بالامتعاض تجاه طفلك بسبب الألم الجسدي.
تعرفي إلى المزيد: أسباب فقدان الشهية عند الحامل
تشوهات الجنين بسبب ضغوط الأم
- نعم، الحزن يؤثر بشكل كبير في نمو وتشكل الجنين في بطن أمه؛ حيث إن الضغوط العاطفية والنفسية الشديدة يمكن أن تكون عاملاً في إصابة الجنين بتشوهات متنوعة.
- كما أن الضغوط النفسية التي تؤثر في نفسية الأم الحامل بشدة، مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو الافتراق أو الحزن على ميت، يمكن أن تؤدي إلى حالات تشوهات غير طبيعية في الجنين.
- كما أن فرص تعرض الجنين للتشوهات تزداد عندما تحزن الأم لفقدان أحد أطفالها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتزداد نسبة الخطورة إذا كان الموت غير متوقع.
- وتحليل ذلك أن الضغط النفسي يتسبب في ارتفاع هرمون الكورتيزون، الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلص نسبة الأكسجين في الأنسجة، وهما عاملان يتسببان في تشوهات خلقية عند الجنين.
تعرفي إلى المزيد: فوائد الزنجبيل للحامل.. وأضرار الإفراط في تناوله
ضغوط الحامل تضر الجنين والطفل مستقبلاً
- العوامل الوراثية ليست فقط هي ما يحدد الطباع المزاجية للطفل، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو ما زال في رحمها.
- لهذا فالحامل تحتاج لملاحظة حالتها النفسية؛ لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين وتصله من خلال المشيمة.
- علمياً التعرض إلى بعض الضغوط النفسية المتباعدة لا يضر الجنين، ولكن ما يضره هو التعرض الدائم لها.
- إذا تعرض الجنين داخل الرحم إلى ضغوط نفسية مستمرة، غالباً سيكون طفلاً عصبياً، لا ينام بسهولة، يعاني من نشاط مفرط، وقد يعاني من نوبات مغص.
- وقد أظهرت العديد من الأبحاث أن نوبات المغص التي يعاني منها الطفل تكون نتيجة لحالته النفسية وعدم قدرته على تنظيم بكائه.
- و الأم عندما تتعرض لضغط نفسي أو زيادة في نسبة القلق أو الاكتئاب؛ فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً.
- كما أن الأمهات اللاتي تتسم حياتهن بالمنافسة والعمل، واللاتي يتصف سلوكهن بالسرعة في الأداء، والتصميم على التغلب على المشكلات؛ يكون أطفالهن مثلهن، أي يُولدون أطفالاً حادين، متنبهين، وردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التي يعيشون فيها، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن يكونوا كثيري البكاء وتهدئتهم صعبة.
الحالة النفسية للحامل.. طوال أشهر الحمل
- تترافق فترة الحمل مع العديد من المشاعر المؤثرة في نفسية الحامل، ومع مشاعر الفرح حالة ثبات الحمل والتأكد من سلامته.
- كما تنشأ مشاعر الغضب بتأثير التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل، إلى جانب المضايقات المرضية المرافقة للحمل، وثقل البطن.
- الخوف والقلق من التفكير الزائد حول الحمل، أو من ولادة طفل مريض، أو معاق، أو حتى القلق من الموت في أثناء الولادة، وكلها مشاعر سلبية .
- ويمكن أن ينتج حزن المرأة الحامل كذلك بسبب الشعور بخيبة الأمل حول عدم نجاح مخطط الولادة، أو بسبب ضعف الرعاية المقدمة للطفل .
- وهناك الشعور بالحساسية حول ما تسمعه الحامل، في ما يخص حالات الإجهاض أو الولادة المبكرة أو حالات الاكتئاب وفقدان الشهية والجنين.
- والجميل أن ترتبط مشاعر الحب بقوة وفعالية مع هرمون الأوكسيتوسين «هرمون الحب»؛ حيث إن وجوده يعزز تقلصات الرحم في أثناء المخاض.
الحامل وصحتها العاطفية
- الصحة العاطفية جزء من صحة المرأة الحامل؛ فعند شعور الأم الحامل بالرضا والصحة؛ فإنها ستكون أكثر قدرةً على التأقلم مع كل المشكلات.
- تقديم الرعاية العاطفية لها فوائد للأم والطفل؛ لأن الطفل معرض لكل شيء يواجه الأم: من الأصوات والطعام وحتى الهواء الذي تتنفسه.
- وكذلك المشاعر والعواطف التي تشعر بها؛ فعند الشعور بالسعادة والهدوء يسمح للطفل بالنمو والتطور، وإن حدث العكس سيتأثر نموه وحركته.
أسباب تغير نفسية الحامل
- تتغير نفسية المرأة الحامل بسبب تفاعل الهرمونات؛ حيث يزيد إنتاجها خلال فترة الحمل مثل: هرمون البروجسترون والإستروجين.
- هذه الهرمونات تؤثر في المشاعر، وفي قدرة العقل على مراقبة هذه المشاعر؛ ما يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي ومشاعر الحزن والإحباط.
- كما يُشكل تقدم الحمل ضغطاً إضافياً على الأم الحامل؛ نتيجةً للتغيرات النفسية، حول القضايا الحياتية المصاحبة للحمل وما بعد الولادة؛ ما قد يصرف الحامل عن رعاية حملها ونفسها، وعدم القدرة على التحكم في هذه العواطف، إلى جانب التغيرات الجسدية المصاحبة للحمل.
- إذن، عدم القدرة على التحكم في العواطف يتسبب في التأثير في الصحة العقلية والبدنية؛ ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العواطف الطبيعية.
- وقد تتأثر نفسية الحامل وتتراجع؛ نتيجة لعدم الحصول على النوم الكافي الناتج عن الإرهاق، وعدم الراحة، أو الإجهاد.
- ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.
