الأرض تستقبل إشارة راديو من مجرة تبعد 9 مليارات سنة ضوئية

مجرة
الأرض تستقبل إشارة راديو من مجرة تبعد 9 مليارات سنة ضوئية - الصورة من موقع unsplash

لا يزال علماء الفلك يحاولون منذ أزلٍ بعيد معرفةَ عدد المجرات الموجودة في الكون، والمجرة هي تجمعات هائلة الحجم تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، وتحتوي كذلك على غبار كوني ومادة مظلمة، وبقايا نجمية، وتتخللها مجالات مغناطيسية مروعة.

إشارة إذاعية

وفي هذا الصدد، اكتشف فريق دولي من علماء الفلك لأول مرة إشارة إذاعية تنبعث من مجرة تبعد نحو تسعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض، وذلك وفقا لدراسة حديثة نشرتها "ديلي ميل" البريطانية.

موجة راديوية

وبحسب الدراسة، فقد تمكن علماء من كندا والهند من التقاط إشارة من المجرة المسماة SDSSJ0826 + 5630 بمساعدة تلسكوب عملاق في الهند، ويمكن أن تسمح الموجة الراديوية لعلماء الفلك بالرجوع إلى الماضي وفهم الكون المبكر الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر نحو 13.7 مليار عام.

بدوره، قال أرناب تشاكرابورتي، عالم الكونيات والمؤلف المشارك في الدراسة حول اكتشاف الموجات، إنه يعادل نظرة إلى الوراء في وقت قدره 8.8 مليار عام'.

وأشار، إلى أنه لم يتم إرسال الإشارة من قبل كائنات فضائية، لكنها جاءت بدلًا من ذلك من مجرة تشكل النجوم انبعثت عندما كان عمر الكون 4.9 مليار عام فقط.

أول كشف من نوعه للإشارة اللاسلكية

ويعد هذا الاكتشاف أول كشف من نوعه للإشارة اللاسلكية من مثل هذه المسافة الهائلة، وأضاف تشاكرابورتي، أنه يمكن للمجرة أن تصدر أنواعًا مختلفة من إشارات الراديو حتى الآن، وكان من الممكن فقط التقاط هذه الإشارة المعينة من مجرة قريبة، ما يحصر معرفتنا في تلك المجرات الأقرب إلى الأرض.

ولفت المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن رصد الموجة كان اكتشافاً مهماً بشكل خاص لأن التردد كان بطول موجة محددة ويعرف باسم "خط 21 سنتيمترا"، ويعرف هذا أيضاً باسم خط الهيدروجين وهو الخط الطيفي للإشعاع الكهرومغناطيسي بتردد 1420.

تابعي المزيد: صورة مذهلة لاصطدام مجرتين على بعد 60 مليون سنة ضوئية من الأرض

خط الهيدروجين

وينتشر الهيدروجين عبر الفضاء، ويمكن أن يساعد على رسم خرائط المجرات، ويستخدم خط 21 سنتيمترا للقيام بذلك، وكان التلسكوب العملاق في الهند Giant Metrewave قادراً على التقاط الإشارة الخافتة بسبب عدسات الجاذبية، وهي ظاهرة تحدث بشكل طبيعي.

وأوضح عالم الكونيات المشارك في الدراسة الجديدة، أن عدسة الجاذبية كانت ظاهرة تحدث بشكل طبيعي "تضخم الإشارة المقبلة من جسم بعيد لمساعدتنا على النظر إلى الكون المبكر''.

وأفاد تشاكرابورتي، أن مجرة أخرى قامت بثني إشارة الراديو المنبعثة من SDSSJ0826 + 5630، التي قامت بعد ذلك بتضخيم الموجة والسماح للتلسكوب في الهند بالتقاطها.

وقد استخدم العلماء الكشف لقياس محتوى الكتلة الذرية للمجرة، واكتشفوا أن هذه المجرة بالذات تبلغ ضعف كتلة النجوم المرئية لنا من الأرض.

ماهي المجرة؟

المجرة هي تجمعات هائلة الحجم تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، وتحتوي كذلك على غبار كوني ومادة مظلمة، وبقايا نجمية، وتتخللها مجالات مغناطيسية مروعة.

وكلمة مجرة مشتقّة من الجذر اللغوي "مجر" وتعني "كثير الدهم"، وتتراوح أحجام المجرات وأعداد النجوم فيها بين بضعة آلاف في المجرات القزمة، إلى مائة ترليون نجم في المجرات العملاقة، وكلها باختلاف أحجامها تتخذ من مركز ثقل المجرة مداراً لها.

وتُصنف المجرات بناءً على شكلها المرئي إلى ثلاث فئات رئيسة هي: (الإهليجية، والحلزونية، وغير المنتظمة).

ويُعتقد أن هناك قرابة 170 مليار مجرة في الكون المنظور، لكن الاكتشافات العلمية الحديثة تخالف ذلك وتنبئ عن وجود عدة ترليونات من المجرات، على مسافات تصل إلى ملايين الفراسخ، وهذا اعتماداً على كتلة المجرة وحجمها.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر