استرالية تحتفل بالتخرج بعمر 73: لا تتوقفوا عن التعلم

التخرج من الجامعة
أسترالية تحتفل بالتخرج بعمر ال 73 - الصورة من pexels
أسترالية تحتفل بالتخرج بعمر 73- الصورة من pexels
التخرج من الجامعة
2 صور
 

يظل عشق التعليم والحصول على درجة تعليمية عليا حلم الكثيرين مهما جرى بهم قطار العمر، ولم تمكنهم محطاته من التوقف قليلًا أمام طموحهم العلمي فيرضونه، فتضطرهم محطات حياتهم المزدحمة دائما لتخطى محطة التعليم وصولًا لمحطات أخرى بالحياة كالعمل وجمع المال والزواج وتربية الأبناء وغيرها، ليدركوا فجأة وبعد مرور عقود أن شغفهم التعليمي ما زال قائمًا وطموحهم العلمي ما زال متأججًا، فيقرروا العودة لصفوف الدراسة لا تثنيهم معضلة ضعف التحصيل ولا تفت في عضدهم مشكلات صحية بسبب كبر السن، ولا حتى تحديات فارق العمر بينهم وبين الطلبة من زملائهم بمقاعد الدراسة، فالإصرار يكون دائما هو سيد الموقف والأمل بتحقيق الحلم هو الإلهام الحقيقي والقوة الدافعة المحفزة للنجاح.
الأسترالية شارون ساتون.. أحد هؤلاء الشغوفين العاشقين للتعليم ممن فاتهم نفس القطار السابق، ولم تتوقف ولم تيأس بل قررت أن تركب القطار التالي حتى ولو تأخر لما يقرب النصف قرن.
وفقًا لموقع abc.net.au، فقد احتفلت الجدة الأسترالية البالغة من العمر 73 عامًا بتخرجها من الجامعة بعد ستة عقود وسط عائلتها المكونة من زوجها وأولادها وأحفادها بسعادة غامرة.

• حافية القدمين


نشأت شارون ساتون في فقر شديد لدرجة أنها كانت تذهب إلى المدرسة الابتدائية حافية القدمين فتعلمت القراءة والكتابة فقط بسن صغيرة ثم تركت الدراسة ولم تتمكن من الالتحاق بالمرحلة الثانوية بسبب ظروف الفقر التي كانت تعيشها والتي اضطرتها للعمل منذ سن 12 عاماً لتوفير لقمة العيش لعائلتها.
تقول ساتون لموقع abc.net.au: "لم أتوقف عن التعلم أبدًا، حتى في تلك السنوات الـ 55 ما بين الانتهاء من المدرسة الابتدائية وبدء الجامعة، لا أعتقد أنني توقفت عن التعلم أبدًا"

• معلمة تاريخ وجغرافيا...!

عندما كانت ساتون طفلة، درست بالمرحلة الابتدائية وكانت تحب مدرستها كثيرًا و تحلم بأن تصبح معلمة تاريخ وجغرافيا، تقول: "كنت أقرأ دائمًا شيئًا ما وأجد شيئًا جديدًا." لافتة أنها كان يحدوها الأمل دائما أنها ستذهب للمدرسة الثانوية وتستكمل دروسها.
تقول: "بذلك الوقت كنت أخبر أمي شيئًا عن العام القادم عندما أذهب إلى المدرسة الثانوية، إلا أنني فوجئت أنها تخبرني أنه لن توجد مدرسة ثانوية، لأن أمي وأبي لم يكن لديهما المال لشراء الزي الرسمي أو الكتب أو الأحذية"
تؤكد ساتون "كنت في الثانية عشرة من عمري عندما بدأت العمل في مصنع للملابس، والذي يطلق عليه اليوم اسم ورشة العمل، إلا أنني لم أفقد الأمل أبدا، فقد قطعت وعدًا على نفسي لنفسي أنني سأذهب إلى الجامعة يومًا ما"

• حلم يتجدد بعد 40 عام


كالمعتاد لا تسير الحياة دائمًا كما تشتهي السفن فالحياة وتحدياتها أخذت ساتون هي وزوجها إلى المناطق النائية لمدة 40 عامًا، حيث عملوا في محطة نائية للماشية في غرب كوينزلاند، وقامت في تلك الفترة بتربية الأبناء واستطاعت تعليم بعض من أبنائها من خلال التعليم عن بعد.
تقول السيدة ساتون: "لقد أرضى ذلك قليلاً من رغبتي في التدريس".
بعد تقاعدها، عاد الحلم القديم لتصدر الصفحة الرئيسية بحياتها فتعهدت ساتون بإحياء حلمها بالدراسة والتعليم وقبل خمس سنوات التحقت بجامعة صن شاين كوست بأستراليا، وقد درست بكالوريوس الآداب بدوام جزئي وتخصصت في اللغة الإنجليزية وتخصصت في التاريخ ودراسات السكان الأصليين.
تقول ساتون abc.net.au: "اعتقد أنني خضت هذا الأمر لمعرفة ما إذا كان بإمكاني التعامل مع الدراسات الجامعية، فلم أكن أعرف شيئًا عن الدراسة بالجامعة، ولم أكن أعرف حتى ما هي الكتابة الأكاديمية."

•سنوات الدراسة

أسترالية تحتفل بالتخرج بعمر 73- الصورة من pexels


وفقا للصفحة الرسمية لـ 7NEWS Sunshine Coast عبر الفيس بوك فقد اجتازت ساتون سنوات الدراسة كلها بتفوق، وهي تشعر بالفخر بنفسها لتمكنها من اجتياز حياتها الجامعية ووصولها للتخرج، خاصة لأنها كانت محاطة بأشخاص أصغر سناً في فصولها الدراسية، لافتة أنها لم تتجاوز خط النجاح فحسب، بل حصلت على علامات جيدة وتفوقت في العديد من الموضوعات والكثير من المهام العلمية بالجامعة.

تقول: " كانت هناك بعض الفروق الكبيرة والكثيرة بنظام التعليم لذلك أنا فخورة بهذه الحقيقة"، لافتة أنه "على الرغم من أن متطلبات التكنولوجيا كانت تمثل تحديًا كبيرًا"، لكن السيدة ساتون شقت طريقها بنجاح.

تقول: “يمكنني أن أتذكر تقديم مهمتي الأولى وأتساءل عما إذا كان الأمر يتعلق بالثقب الأسود للتكنولوجيا وما إذا كنت سأراه مرة أخرى" موضحة: "كانت عروض PowerPoint التقديمية كابوسًا مطلقًا، لكنني دائمًا ما كنت اتجاوز حدود المحتوى."

• لم يفت الأوان بعد

بعد الانتهاء من دراستها، كانت السيدة ساتون تكمل استمارات التخرج عندما أصبحت فجأة عاطفية، تقول: "بدأت في البكاء. فقد فكرت أن ما يحدث حقيقي وأنني وفيت وعدي لنفسي وحققت حلمي وسأحصل في الواقع على شهادة جامعية. "
تؤكد: "البيئة والجو جيدان للغاية، والاختلاط مع الشباب والاستماع إلى آرائهم حول الأشياء - إنها تجربة رائعة أفتقدها بشدة بالفعل" لافتة أنها أحبت الذهاب إلى الجامعة، ومن ثمّ فهي تود العودة والحصول على درجة علمية أخرى، حيث ستحاول إقناع زوجها والذي اعتقد عندما تقاعدا أنهما سيقضيان كل الأيام معًا.
بالنهاية تؤكد السيدة ساتون إن أي شخص قد فكر في مزيد من الدراسة يجب أن "يقوم بذلك".
والآن ما رأيك بهذه الحكاية الملهمة لسيدة دؤوبة دفعها عشقها للتعليم لاستكمال دراستها الجامعية حتى وهي مسنة بالثالثة والسبعين من العمر، إليك قصة أخرى لامرأة ملهمة أخرى ولكن هذه المرة بعمر 99 عاماً تحصل على البكالوريوس ثم اخبرينا هل يمكنك العودة لصفوف الدراسة في سن السبعين..!