في اليوم العالمي للغة الأسبانية قصة ملهمة لسعودي في تحدى الإعاقة وتعلم اللغات


عبدالله المديميغ، مترجم ومدرب لغة وصاحب قناة ومؤلف كتاب لتعليم اللغة الإسبانية، استطاع بالإرادة الصلبة، والطموح، وعدم الاستسلام أمام العوائق، أن ينجح في تكوين عالمه الخاص الذي لا يتأثر بالصعوبات والتحديات في حياته منذ ولادته، كونه من ذوي الإعاقة الحركية.

جذبته اللغة الإسبانية في الصغر وخلال فترة المراهقة، خاصةً أنه من متابعي كرة القدم، وعشاق فريق ريال مدريد،، فجدَّ واجتهد حتى نال درجة البكالوريوس في هذه اللغة من جامعة الملك سعود.
وفي اليوم العالمي للغة الأسبانية "سيدتي نت" تلقي الضوء على هذه الشخصية الملهمة.

تطوير النفس

عبدالله المديميغ مترجم وصاحب قناة ومؤلف كتاب لتعليم اللغة الإسبانية

 


يشدِّد عبدالله دائماً على أن الإعاقة الحركية لم تحد يوماً من أحلامه وطموحاته، يقول حول ذلك: "إعاقتي بدأت منذ الولادة، لكنني لم أستسلم، ولم أتوقَّف أبداً عن تطوير نفسي، وبناء طموحاتٍ كبيرة، ولم أرضَ أن أصبح أسير الغرفة، أو المنزل، لأن عقلي يعمل جيداً، وأستطيع التعلُّم والعمل والنجاح، كما أنني لا أحبُّ أن ينظر إليَّ أحدٌ نظرة شفقةٍ، أو تعاطفٍ، بل أريدهم أن يثنوا على اجتهادي ونجاحي، ويتعاملوا معي وفق ذلك".

ولم تتوقف طموحات المديميغ عند تعلُّم اللغة الإسبانية فقط، بل وذهب بها إلى مرحلة الإتقان، كاشفاً: "أصبحت اليوم مترجماً من الإسبانية إلى العربية والعكس، وكنت سابقاً مترجماً لنادي النصر، ووزارة الإعلام، وأسَّست قناةً لتعليم هذه اللغة في يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، كما عملت على تأليف كتابٍ خاصٍّ بتعليمها، إضافةً إلى تقديم دوراتٍ حول أساسيات الإسبانية".

 

كل مشكلةٍ ولها حلّ

عبدالله المديميغ مترجم وصاحب قناة ومؤلف كتاب لتعليم اللغة الإسبانية

 


وعن الصعوبات التي وقفت أمامه في بدايات توجُّهه لتعلُّم اللغة الإسبانية، ذكر عبدالله: "في الحقيقة، الصعوبةُ في تعلُّم لغةٍ جديدةٍ مثل الإسبانية، تكمن في قلة المتحدثين بها، وأعني صعوبة وجود أشخاصٍ لغتهم الأم هي الإسبانية، لذا يجد الشخص صعوبةً بالغةً في تطوير نفسه بها".

وقال: "كل مشكلةٍ ولها حلٌّ، فأنا وضعت هدفاً أمامي، وهو إتقان اللغة مهما كلفني الأمر، وسعيت إلى تحقيقه حتى من خلال أبسط الأمور من حولي، وخلقت لنفسي بيئةً إسبانيةً خالصةً، مثلاً حوَّلت لغة هاتفي الجوَّال إلى الإسبانية، وكذلك ألعاب الفيديو لرفع مستوى اللغة لدي، وهذا ما حدث في غضون عامٍ واحدٍ فقط".

ويعدُّ الوضع أسهل اليوم بالنسبة للراغبين في تعلُّم اللغات الأجنبية، في رأي المديميغ: "اليوم بالطبع أصبح الوضع أكثر سهولةً بوجود التطبيقات والمواقع والبرامج المساعدة للترجمة، التي تتيح لأي شخصٍ استخدامها ببساطة إذا لم تتوافر إمكانية دخول المعاهد والجامعات والسفر للخارج من أجل اكتساب اللغات".

 

نصائح لإتقان اللغة

أشار المديميغ إلى أن "‏أكثر اللغات عندنا طلباً ورغبةً في تعلُّمها وإتقانها الإنجليزية في المرتبة الأولى، ثم الإسبانية لأن مَن يتحدثون بها لا يقتصرون على الشعب الإسباني فقط، بل وتعدُّ اللغة الأم لشعوب أمريكا الجنوبية أيضاً، ما عدا البرازيل".

ووجَّه نصيحةً للراغبين في إتقان اللغات قائلاً: "الخطوة الأساسية، هي تعلُّم أساسيات اللغة، لكنَّ الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فإتقان اللغة يحتاج إلى عملٍ مضاعفٍ ومكثفٍ، لأنك إذا اكتفيت بما تعلَّمته دون العمل على تقويته وتعزيزه، فستنسى ما تعلَّمته بعد فترةٍ وجيزة".

وأضاف: "أشدِّد دائماً على أهمية الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة، وألَّا نخجل، أو نخاف من الخطأ، أو نسيان بعض الكلمات، أو التعابير، ولنتذكَّر دائماً أن اللغة الإسبانية أو غيرها من اللغات الأجنبية، ليست لغتنا الأم، لذا من الطبيعي أن نخطئ، ولن نتعلَّم إلا من خلال أخطائنا هذه، لأننا عندما نعمل على تصحيحها وتعلُّمها بالطريقة الصحيحة، ستبقى في أذهاننا بشكلها الصحيح، وستضاف إلى المعلومات الصحيحة التي اكتسبناها سابقاً".

اقرؤا المزيد: الطريقة المثلى لتعلّم الأطفال لغات أجنبية