أرجوك، انتظر دورك، وقاوم أي ألم عزيزي المريض، مهما كانت إصابتك، ومهما كان وجعك، ليس بيدنا شيء نفعله لك لأننا «نطبق النظام».
انتظر أن يصرخوا باسمك حتى يراك الطبيب، سامحني «النظام فوق كل شيء».
هل النظام يطبق فقط في المستشفيات؟ هنا فقط كان لكلمة «النظام» نصيبُ الأسد.
أسلوب حياتنا المعقد والفوضوي، الطرقات المزدحمة بالسيارات، الحوادث التي تتفاقم في كل يوم، والإهمال الواضح في الإدارات والقطاعات الخاصة، المشاريع التي لم تقم إلى الآن، وغير ذلك الكثير والكثير، ألا تحتاج تلك الأمور للنظام؟
فعلاً، فجميع تلك الفوضى في كفة ونظام المستشفيات في كفة خاصة جداً.
هنا فقط يتم تجاهل المريض، وتجاهل إصابته، وعدم الاكتراث لصوت ألمه، رغم صراخه وطلبه المتكرر بالمساعدة، فهو يريد مهدئاً؛ حتى يسكن ألمه، هذا ما يريده فقط..!
فيتم الصراخ بوجهه من قبل المراقب أو الممرض مرددين: «عذراً، انتظر دورك».. للأسف رأيت وشاهدت حالات كثيرة، كان بمقابلها قلوب تجردت من الإنسانية، ما ذنب ذلك الرجل الكبير، المقعد فوق كرسي متحرك ويبكي بألم، وما ذنب تلك المرأة التي تعاني من حروق بليغة في قدمها؟!
هل عليهما انتظار دورهما لساعات؟
ماذا إن تفاقم الألم لشيء أخطر؟ من المسؤول حينها؟ هل النظام سيعيد لهم ما فقدوه، فهذه الحالات ليست عادية، بعضها قد تكون حروقاً أو كسوراً أو جروحاً عميقة، وغيرها الكثير من الإصابات.
لكنْ سؤالاً يتناهى لذهني هو: أين هم أبناء الوطن، خريجو كليات الطب ومعاهد التمريض؟!
أين تلك الكفاءات التي يتوجب تواجدها داخل المستشفيات، إن كان فعلاً تم تعيينهم هناك.
إذن لماذا يقولون لا يوجد غير طبيب واحد وهو المناوب؟ وكل هذه الإصابات محملة على عاتقه، لذا يجب الانتظار لساعات وساعات... إذن عزيزي المريض لا عليك، فقط «انتظر دورك، ودع ألمك ينتظر قليلاً».