يُعتبر شراء الملابس أحد أهم الطرق التي تفرغ من خلالها النساء طاقتهن السلبية، فنتيجتها مجربة وفعالة ولكنها للأسف تعمل عمل المسكنات، فالمشاعر الإيجابية التي نشعر بها بعد شراء قطعة ما كرد فعل على حالة حزن أو ملل لا تتعدى الساعات القليلة، فتستقبل خزاناتنا قطعاً كثيرة قد لا نكون بحاجة إليها من الأساس، وتشغل مساحات أكبر من غرفنا لتتركنا في حال إحباط، تتجلى أكثر عند وقوفنا أمام الخزانة كل صباح للبحث عن إطلالة تناسبنا، والنتيجة أننا نكرر نفس الستايل يومياً، ونسمع صوتنا الداخلي يهمس لنا: "تنقصني ملابس كثيرة، يجب أن أشتري قطعاً جديدة".
إذا كنتِ قد دخلتِ في هذه الدائرة المفرغة، فأنتِ في المكان الصحيح حيث سأشاركك تجربتي الشخصية في التخلص من التسوق العاطفي لتحصلي على خزانة عملية تستخدمين كل القطع الموجودة بها، وتوفرين ميزانيتك لشراء ما يلزمك ويناسب شخصيتك وشكل جسمك.

مواجهة المشكلة الطريق الأقصر لحلها
ففي البداية كان يجب أن أعترف بوجود مشكلة حقيقية والبحث وراء الأسباب التي تدفعني للتسوق العشوائي، وتوصلت إلى أن جميعها أسباب عاطفية المحرك الأساسي بها الشعور بالملل أو الغضب، فبدلاً من تناول قطعة من الشوكولاته المفضلة، ألجأ على الفور إلى شراء أي قطعة أزياء تعجبني، خاصة الحقائب، فهي الأكسسوار الأحب إلى قلبي، وهنا يكون الاختيار للموديلات اللافتة وليست العملية التي أعتمدها في إطلالاتي اليومية، أيقنت في لحظة أن عليّ التخلص من هذه العادة، بفهمي لنفسي وإيجاد طرق أخرى للسيطرة على حالات توتري.
الخطوة الأولى: أعادت ترتيب خزانتي
ليس فقط لحصر القطع التي أملكها، وما ينفعني منها في الفترة القادمة، ولكن لتخفيف شعور التوتر بالتخلص من التفاصيل المزدحمة من حولي، نعم فكثرة الأشياء غير المستخدمة، ينعكس سلبياً على نفسية المرأة، ففور إتمام هذه الخطوة شعرت براحة كبيرة، وكأني أبدأ فصلاً جديداً، سأملؤه بما أحب وأرتاح له من أزياء وأكسسوارات، فالهدف هنا في تعزيز الثقة، وربط حالة الشراء بالاحتياج الحقيقي وليس لتخفيف التوتر.

هل جربتِ التسوق من خزانتك سابقاً؟
قد تبدو الفكرة غريبة، ولكنني طبقتها، وقد ساعدني ذلك في حصر القطع التي على التخلص منها، لإفساح المجال إلى موديلات أكثر عملية لتحل مكانها، قمت بتقسيم ملابسي إلى ثلاثة أقسام، الأول، قطع أحبها وتؤمن لي الراحة ولا أستطيع الاستغناء عنها، والثاني، قطع أحبها وتشكل لي ذكريات جميلة ولكني لا أرتديها، وأخيراً، قطع أشتريتها في وقت الملل وغالباً لا تناسب ستايلي ولا شكل قامتي، ولاتخاذ قرار سريع بشأن القسمين الأخيرين، أمسكت بكل قطعة على حدة وطرحت على نفسي سؤالين: كم من الوقت مر ولم أرتديها؟ وهل يمكنني تنسيقها بشكل جديد؟ فإذا كانت الإجابة على السؤالين: لا، أتخلص منها بلا تردد، وبهذه الطريقة حصلت على خزانة مرتبة أستخدم بها كل قطعة، بل وأستطيع تنسيقها بأكثر من طريقة.
اكتشفي نصائح تساعدك في إختيار الملابس التي تناسب الجسم المستطيل
التسوق الذكي مفتاحك لخزانة عملية
يجب أن يعتمد تسوقك بالدرجة الأولى على احتياجك إلى قطعة ما، ولتطبيق ذلك على أرض الواقع، اتبعت النقاط التالية:
- تجنب التسوق وقت الغضب: فبدلاً من الذهاب إلى أحد مراكز التسوق الشهيرة، كنت أجلس لأتناول قهوتي المفضلة، أو أعالج ذلك بالمشي، فهو من الرياضات التي تخفف التوتر وتحافظ على هرمونات السعادة في أعلى مستوياتها.
- شراء ملابس تناسب قامتي: فهذه الخطوة تحديداً جنبتني شراء عشرات القطع غير المناسبة لي، حتى وإن أعجبتني، فما أكثر صيحات الموضة الرائجة التي لا تناسبنا، فالسر هنا هو اقتناء قطع تؤمن لنا الراحة وتعزز ثقتنا بأنفسنا عند ارتدائها.
- تفضيل عنصر الجودة على الكم: وهو مبدأ تعلمته من والدتي، ولكن في ظل الموضة السريعة وتعدد الصيحات التي لا تصمد أكثر من موسم، أضطررت للتخلي عنه، ولكن للحق هو من أفضل الطرق للحصول على خزانة مليئة بالقطع الفخمة والأنيقة، والتي تتحول بمرور الزمن إلى استثمار حقيقي يصمد لسنوات عديدة.
الخطوة الثانية: التخلص من الشراء العاطفي

لم تكفِ الحيل السابق ذكرها في كبح اندفاعي لشراء مزيد من القطع الزائدة عن حاجتي، فكان عليّ التفكير في حل المشكلة من جذورها، فهناك أسباب أخرى خفية تؤثر على عقلنا الباطن دون أن نشعر، ومن أبرزها:
- متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي: خاصة إذا كنتِ مهتمة بالتعرف إلى جديد الموضة، فتلقائياً ستمتلئ الصفحات الرئيسية لمواقع التواصل الاجتماعي لديكِ بعشرات المنشورات التي تشاركها مدونات الموضة الشهيرات، ونصيحتي هنا لكِ من واقع تجربتي، هى تقليل ساعات تصفحك لهذه المواقع قدر المستطاع، أو تعاملي معها كمصدر إلهام لتنسيق أزيائك أو التعرف إلى أحدث الصيحات، ففي اللحظة التي تؤثر فيها على قرارات شرائك، هنا نستطيع أن نقول أن هناك مشكلة، جربي مثلي تنسيق أي إطلالة تعجبك لدى إحدى المؤثرات باستخدام القطع المتوفرة في خزانتك بالفعل، ستشعرين بالسعادة، وستجدد ثقتك في القطع الموجودة لديك، فهذه الحيلة قد تعيد حبك لقطعة كنت قد نسيتيها ولم ترتديها لعدة مواسم، مما سيشعرك بالاستثمار الحقيقي.
- عدم التركيز على الأساسيات: هذا خطأ شائع تقع فيه الكثيرات، ففي بداية كل موسم، يجب أن تفكري في ما ينقصك من القطع الأساسية كالتيشيرتات والقمصان والجينز، واجعليها أولوية لكِ، دوني القطع التي تنوين شراءها في قائمة، وبعد إنجازها، ابدئي في التفكير في اقتناء قطعة أو اثنتين Statement أو من إحدى الصيحات الموسمية الرائجة، كمكافأة لكِ على الالتزام بخطتك في ترشيد تسوقك العشوائي.
- الخروج للتسوق مع الصديقات: أعلم أنك تحبين طلعات التسوق مع صديقتك المقربة، فقد كنت مثلك، ولكن بعدما جربت التسوق بمفردي أدركت أن ذلك يسمح لي بالتركيز أكثر على ما يلزمني من دون التأثر بآراء الآخرين، وبالتالي أوفر على نفسي الانجرار وراء صيحات قد تكون مفضلة بالأساس لصديقتي، وبالتبعية أعجبتني ولكنها في الحقيقة لا تناسبني.
الخلاصة: تذكري دائماً أن الموضة لا تتعلق فقط بتبني أحدث الصيحات الرائجة، بل بخلق ستايل يعكس شخصيتك، وفي سبيل ذلك يتوجب عليكِ إنشاء خزانة ملابس تخدم إطلالتك اليومية بشكل عملي يرضيك ويعزز من ثقتك بنفسك، مما ينعكس على حالتك النفسية، وبالتالي لن تلجئي مجدداً إلى التسوق العاطفي.
ربما ترغبين في التعرف إلى أغرب صيحات البنطلون الجينز الرائجة في ربيع 2025 وأسرار تنسيقها