من المشاكل الصحية والأعراض المرافقة للحمل، التي تتعرض لها الكثير من النساء الحوامل مشكلة الشعور بتقلص الساق أو كلتيهما معاً، وذلك في الشهور الأخيرة من الحمل خصوصاً، وتكون هذه المشكلة مؤلمة مع ساعات الليل، مما يمنع الأم الحامل من النوم المتواصل المريح، وقد تحدثت إحدى الأمهات عن تجربتها في التعامل مع هذه الآلام والتي لا تحتاج إلى علاج دوائي، ولكنها تحتاج إلى اتباع بعض النصائح والإرشادات لتقليلها حتى تنتهي بالولادة.
إحدى الأمهات التقت بطبيبة أمراض النساء والولادة الاستشارية مريم يعقوب، ومن خلال التواصل المستمر معها تمكنت من التعرف إلى أسباب حدوث تقلص وتشنج ساق الحامل أي إصابتها بتشنج ساقها خصوصاً مع اقتراب الولادة، واتبعت نصائح خففت من تلك الأعراض، فقدمت هذه التجربة لقارئات "سيدتي وطفلك" في الآتي:
لماذا أُصبتُ بتشنجات الساق في الشهر الثامن خصوصاً؟
- اعلمي أنني ومن خلال تواصلي مع طبيبة النساء والولادة عرفت أن تقلصات الساق أثناء الحمل عبارة عن تقلصات عضلية لا إرادية، ولكنها تكون مؤلمة وتصيب عادة ما يُعرف بمنطقة الربلة أو القدم أو كلتيهما معاً، وهي عرض شائع أثناء الحمل، وغالباً ما تبدأ أعراضه خلال الليل وفي الثلث الأخير من الحمل ومع اقتراب موعد الولادة، وقد تحدث بعض التقلصات خلال طلق الولادة أيضاً، وتعد من علامات قرب الولادة.
- لاحظي أنك يجب عليكِ عدم القلق من ظاهرة ألم وتشنج الساق؛ حيث تبين أن هذه الحالة ليس لها أي أسباب معروفة حتى اليوم، وإن كانت هناك بعض الدراسات العلمية التي تدور حول إمكانية ربط نقص المعادن في الجسم وحدوثها، وقد تبين فعلاً أن نقص عناصر هامة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم في جسم الحامل يرتبط ارتباطاً كبيراً، وقد يترافق مع نقص السوائل والماء في جسم الحامل بهذه الظاهرة؛ حيث إن عضلات الجسم عموماً ترتبط ارتباطاً هاماً بنسبة السوائل، وفي حال حدوث الجفاف في الجسم فهي تُصاب بالتقلصات، ويكون من الصعب تحريكها.
- اعلمي أن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتي تكون غير صحية لا يمكن اعتبارها كنوع من السوائل التي تفيد صحة العضلات عموماً، ومنها تناول الشاي حتى لو تم إضافة الحليب إليه، وكذلك شرب القهوة ومشتقاتها مثل الكابتشينو والنيسكافيه، فهي أيضاً تسبب أعراضاً جانبية ترتبط بصحة وكفاءة العضلات.
- توقعي أن تُصابي بالشد العضلي في منطقة الساقين وكذلك في منطقة القفص الصدري، وذلك بسبب تعرضك للتعب العضلي عموماً وسوء استخدام عضلاتك خلال الحمل؛ مثل حمل الأشياء الثقيلة والوقوف لمدة طويلة في المطبخ، ولذلك يجب عدم التساؤل هل من الآمن الوقوف لساعات طويلة خلال فترة الحمل؟ لأن ذلك يؤثر بالطبع على الساقين وأسفل الظهر كما يترك أثراً صعود الدرج بكثرة على ساقيك وعضلاتهما.
- لاحظي أنه كلما تقدمت شهور الحمل سوف تعانين من الشد العضلي في الساقين، وقد مررت بهذه الحالة، واستعنت بطبيبتي التي أخبرتني أن السبب هو زيادة وزن الجنين وما يحيط به من سوائل، والتي تضغط على الأوعية الدموية والأعصاب التي تمتد إلى الساقين، وكلما كان طعامي غير صحي حصلت زيادة في وزني، فمن الطبيعي أن تزيد هذه المشكلة.
- اعلمي أن التغيرات الهرمونية التي تُصاحب الحمل خلال فتراته الثلاث تؤدي إلى حدوث تغيرات في الجسم، ومن بينها حدوث الشد العضلي، ويجب أن تتوقعي أن تكون هذه مرحلة مؤقتة سوف تزول مع الولادة.
نصائح اتبعتها لتقليل تشنج وتقلص ساقي خلال شهور حملي الأخيرة
- اعلمي أن أولى الخطوات التي اتبعتها لتقليل أعراض تشنج الساق المزعجة، والتي كانت تسبب لي القلق أثناء نومي هي الحصول على فحوصات دقيقة وقياسات تفصيلية لمستوى الأملاح الهامة، وفي حال كان هناك تدنٍ في مستوى أحدها فيجب الحرص على تناولها على شكل مكمل غذائي، ولكن ضمن نصائح طبيبتك؛ حيث نبهتني الطبيبة التي أتابع حالتي لديها إلى أن زيادة مستويات بعض العناصر قد يكون ضاراً على صحتي وصحة الجنين، كما يجب الحصول على مصادر هذه العناصر من الغذاء بشكل يومي للحفاظ على مستواها.
- اعلمي أن من أهم النصائح التي يقدمها الأطباء للحوامل لتقليل الشد العضلي وآلام الساق خلال الحمل هي الحصول على التغذية الصحية السليمة المتوازنة والبعد عن تناول المخبوزات والمعجنات، والتي تتسبب في حدوث الألم والالتهابات في الأربطة التي تصل العضلات في الجسم.
- احرصي على تناول حصتك اليومية من عنصر الكالسيوم، فيجب أن تحصل الحامل مثلاً على 1000 ملليغرام من عنصر الكالسيوم في اليوم، ولذلك فالحصول على أصناف غذائية طبيعية من مصادرها من خلال تغذية الحامل الصحية يعد أفضل الطرق لعدم انخفاض مستويات الأملاح الهامة، التي تغذي وتعزز صحة العضلات مثل تناول الموز والبطاطس المسلوقة والمشمش، وكذلك تناول الحبوب الكاملة بأنواعها والفواكه المجففة، والتي تعتبر كنزاً لهذه العناصر إضافة لضرورة تناول البروتين الصحي بشكل يومي؛ لتعزيز الشعور بالشبع وعدم زيادة الوزن بشكل مبالغ فيه.
- اهتمي بممارسة رياضة خفيفة ومنتظمة بشكل يومي، ومن بينها ممارسة ما يعرف بتمارين إطالة عضلات الربلة؛ حيث يمكنك أن تمارسيها عن طريق الوقوف في مواجهة الحائط على مسافة ذراع تقريباً، ثم قومي بإسناد كفيك على الحائط وحافظي على كعبيك على الأرض طيلة الوقت؛ وذلك عن طريق إعادة ساقك اليمنى إلى الخلف، ثم قومي بثني ركبتك اليسرى مع المحافظة على ساقك اليمنى بحيث تبقى مستقيمة، وحافظي على ركبتك اليسرى بحيث تبقى مثنية؛ حتى تتمكني من شد عضلة ربلة ساقك اليمنى، واستمري في تمرين الإطالة لمدة تصل إلى نحو 30 ثانية، مع الحرص الدائم على استقامة ظهرك والقيام بدفع الوركين إلى الأمام، وتجنبي خلال ذلك استدارة قدميك للداخل أو الخارج مع ضرورة تبديل الساقين.
شروط اختياري للحذاء لتقليل تشنجات ساقي في ثلث حملي الأخير
- راعي أن تختاري حذاءً من النوع الجيد؛ لأنني لاحظت أن اختيار نوع الحذاء يلعب دوراً أساسياً في تقليل آلام التقلصات، التي تزداد مع كبر حجم بطني، مع ضرورة مراعاة أن هناك دراسات تؤكد: مخاطر ومضاعفات صحية لارتداء الكعب العالي والحزام أثناء الحمل ويجب أن تبتعدي عن الوقوع في هذين الخطأين خصوصاً.
- اهتمي باختيار حذاء جيد بحيث ألا يتحرك فيه الجزء الخلفي بتاتاً، وأن يكون الحذاء من النوع الذي يوزع ثقل الجسم بشكل صحيح، ويفضل أن يكون سهل الاستخدام بمعنى سهل الخلع والارتداء، ويجب أن ترتدي الحذاء المناسب الذي لا يسبب تحرك الجزء الخلفي من القدم.
- لاحظي أنه ومن خلال تجربتي في ارتداء حذاء ذي جزء خلفي متين، قد تمكنت من تقليل آلام تشنج الساق بنسبة كبيرة، على العكس من ارتداء الأحذية الرخيصة التي تُباع في الأسواق على أنها مخصصة للحوامل، ويكون الجزء الخلفي منها سيئاً وخفيفاً ومصنوعاً من خامات غير جيدة سرعان ما تتآكل، وتتسبب في آلام الكعبين.
قد يهمك أيضاً: تمارين للحامل للحصول على جسم مشدود طيلة فترة الحمل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
