ما هو الفيروس الذي يُهدد طفلك في الصيف وطرق الوقاية منه؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/1815377-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
يُصاب الطفل بفيروسات صيفية
عندما يحل فصل الصيف، فمن المتوقع أن يُصاب الأطفال بالكثير من الأمراض الصيفية، كما يُطلق عليها، وهي الأمراض التي ترتبط بحدوث العدوى الفيروسية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة في الأجواء، وما يُصاحبها من انتشار الحشرات الطائرة المختلفة، التي تكون مصدراً أساسياً في نقل العدوى والأمراض للكبار والصغار. من بين الفيروسات التي يتوقع الأطباء انتشارها خلال فصلي الصيف والخريف هو فيروس كوكساكي؛ حيث يعاني من أعراضه الكثير من الأطفال؛ ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتور أحمد أبو ربيع إستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، الذي أشار إلى ما هو الفيروس الذي يهدد طفلك بكثرة خلال فصل الصيف وطرق الوقاية منه، وكذلك الفرق بينه وبين الهربس الفموي وطرق العلاج.. في الآتي:
تعريف فيروس كوكساكي
فيروس تحت المجهر
اعلمي أن فيروس كوكساكي ينتمي إلى عائلة فيروسات تُسمى الفيروسات المعوية والتي تعرف علميّاً كذلك باسم عائلة الفَيرُوسَات البِيكُورْناوِيَّة، كما أن هذا الفيروس ينقسم إلى نوعين هما فيروس كوكساكي من النوع أ، ويسبب هذا النوع أمراضاً للطفل مثل ما يعرف بداء اليد والقدم والفم، وكذلك التهاب ملتحمة العين، والنوع الثاني هو فيروس كوكساكي وهو من النوع ب: ويسبب هذا النوع من الفيروس عادة أمراضاً قد تكون أقل شيوعاً، ومنها ما يُعرف بألم الجنبة.
لاحظي أن هذا الفيروس ينتشر بكثرة في فصل الصيف والخريف، وهو من الفيروسات التي لا تحتاج إلى علاج دوائي أو حجز للطفل في المستشفى، ولكنها من الفيروسات التي تستلزم الراحة في السرير فقط حتى يتم التعافي منها، وذلك في حال عدم حدوث مضاعفات، ويمكن حصول الطفل فقط على مسكنات للألم وأدوية خافضة للحرارة لتقليل الأعراض.
ما هي أهم أعراض إصابة طفلك بفيروس كوكساكي؟
طفل مصاب بالعطس
توقعي أن يُصاب طفلك بعدة أعراض حال إصابته بعدوى فيروس كوكساكي، ومن أهم هذه الأعراض إصابته بارتفاع في درجة الحرارة، وقد تصل درجة حرارة الطفل في هذه الحالة في بعض الأحيان إلى نحو 40 درجة مئوية.
لاحظي أن الإصابة بفيروس كوكساكي يؤدي إلى ظهور تقرحات وألم في الحلق وتجاويف الفم؛ حيث تظهر القروح في الجزء الخلفي من الفم، وذلك بعكس الإصابة بالهربس الفموي؛ حيث تظهر القروح في الجزء الأمامي من فم الطفل.
توقعي أن يعاني طفلك من صعوبة في بلع الطعام ورفضه بشكل عام، وقد تظهر عليه بعض الأعراض الهضمية ومنها القيء أو الإسهال؛ على الرغم من قلة تناوله للطعام فيكون القيء مائياً.
اعلمي أن الإصابة بفيروس كوكساكي عند طفلك تؤدي إلى أن تظهر عليه أعراض الرشح والأنفلونزا والسعال، وستلاحظين أنه يعطس ويسعل وكأنه مصاب بفيروس البرد والرشح فعلاً، ولكن الحصول على مسحة من حلق الطفل تؤكد إصابته بالفيروس.
كيف تفرقين بين الإصابة بفيروس كوكساكي وفيروس الهربس الفموي الذي يصيب الأطفال؟
اعلمي أن الكثير من الأمهات يخلطن بين الإصابة بفيروس كوكساكي والإصابة بالهربس الفموي، وتقوم الأم بتقديم علاج مخصص ومتداول للأعراض المرافقة للإصابة بفيروس كوكساكي على اعتقاد منهن أن الطفل قد أصيب بالهربس الفموي، ولكن ذلك لا يكون صحيحاً؛ لأن الهربس الفموي عرض جلدي شائع عند الأطفال بسبب نوع من الفيروسات المعدية التي تختبئ في خلايا الجهاز العصبي لدى الطفل.
لاحظي أن من أهم الفروق بين الإصابة بفيروس كوكساكي والهربس الفموي أن ضعف الجهاز المناعي عند الأطفال خاصة إذا كان عمر طفلك أصغر من عمر عشر سنوات يؤدي إلى رفع معدل إصابته بالهربس الفموي.
توقعي أن ينتقل فيروس الهربس الفموي بين الأطفال عن طريق المصافحة ولمس الجروح وتناثر اللعاب ومص الأصابع، التي تكون ملوثة من الهواء المشبع بهذا الفيروس، ويمكن انتقال الإصابة من الأم إلى الرضيع عن طريق الرضاعة، وذلك لأن الكبار والبالغين يصابون بالهربس الفموي مثلهم مثل الصغار.
اعلمي أن أعراض الإصابة بالهربس الفموي قد تستمر لمدة قد تصل لأكثر من أسبوع في بعض الحالات ويمكن علاج هربس الأطفال الفموي في المنزل، أما بالنسبة لفيروس كوكساكي فترتفع درجة العدوى خلال الأسبوع الأول من الإصابة بالفيروس، ويميل هذا الفيروس إلى الانتشار بين الأطفال دون عمر 5 أعوام، وتعتبر المنشآت المزدحمة بالأطفال مثل المدارس بيئة مثالية لانتشار الفيروس وحدوث العدوى.
طرق خاطئة في علاج فيروس كوكساكي
أمّ مع طفلها المريض
اعلمي أن المضادات الحيوية التي تُباع دون وصفة طبيبة لا تفيد على الإطلاق في علاج الفيروس أو القضاء عليه؛ لأن المضادات الحيوية من الأساس لا تُفيد في علاج الفيروسات، فهي مخصصة لعلاج العدوى البكتيرية فقط، ويجب أن تتوقعي أضرار الإفراط في إعطاء الطفل المضادات الحيوية عموماً على مناعة الطفل.
حاولي أن يخلد طفلك إلى الراحة في السرير أغلب الوقت، مع الحرص على تناول السوائل الدافئة، وسوف يتحسن الطفل من الأعراض السابقة في غضون عشرة أيام أو أسبوع، ولا توصف له أدوية خافضات الحرارة؛ لأن الجسم يعتمد على مناعته الذاتية، وغالباً ما يظهر التحسن على صحة الطفل في غضون أسبوعين ما لم يتحسن بعد أسبوع واحد من ظهور أعراض الإصابة.
قدمي لطفلك بعض السوائل الملطفة مثل تقديم اللبن الزبادي للطفل، ويجب الإكثار من تناول السوائل عموماً للطفل؛ للمحافظة على توازنها ومعدلها داخل جسم الطفل؛ لكي لا يُصاب بخطر الجفاف، ويمكنك تقديم محلول معالجة الجفاف للرضع؛ لأنهم أكثر عُرضة للإصابة بالجفاف من الأطفال الأكبر سناً.
توقعي أنه وفي بعض الحالات قد تظهر على الطفل بعض الأعراض التي تكون مقلقة وخطرة مثل الصداع الحاد، أو آلام حادة بالمفاصل والعظام أو ارتفاع كبير ومقلق في درجة الحرارة، وكذلك عدم توقف القيء المهدد لصحة الطفل، وقد يُصاب الطفل بفقدان الوعي أو ظهور بعض أعراض الهلوسة نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وفقدان السوائل.
راجعي الطبيب بأسرع وقت، ففي حال ظهور الأعراض المقلقة والتي تنبيء عن حدوث مضاعفات عند الطفل؛ حيث يمكن أن تؤدي العدوى بفيروس كوكساكي إلى الإصابة بالتهاب السحايا الذي يؤثر على دماغ الطفل، ويستدعي ذلك دخول المستشفى والخضوع للرقابة والعلاج.