يعتقد بعضهم أنَّ المرأةَ كائنٌ ضعيفٌ، بسيطٌ، يستحقُّ الشَّفقةَ، حسبَ اعتقادهم، وأنَّها غير قادرةٍ على القيامِ إلا بالمهامِ الأساسيَّةِ التي خُلِقَت لأجلها مثل الأمومةِ، وتربيةِ الأولادِ، والاعتناءِ بالأسرة، ولا تستطيعُ العملَ خارجَ هذا الإطار، متجاهلين، أو متناسين أنَّ العملَ خارجَ المنزلِ، أسهلُ بعشراتِ المرَّاتِ من تعبِ الحملِ والولادةِ، وتربيةِ الأولاد، فمَن تلدُ نصفَ المجتمعِ، وتُربِّي النِّصفَ الآخرَ قادرةٌ على جعلِ المجتمعِ بأكمله تحت إمرتها، وقادرةٌ على قيادته وفق ما تريد، خاصَّةً في الفترةِ الأخيرةِ، إذ أثبتت المرأةُ كفاءتها في العملِ إلى جانبِ الرَّجلِ، بل وتفوَّقت عليه في بعض الأماكنِ والمواقف.
واليوم، نُسلِّط الضَّوءَ على امرأةٍ إماراتيَّةٍ، نشأت في عائلةٍ محبَّةٍ للعلم، والدُها طبيبٌ، وأمُّها صيدلانيَّةٌ، وأخوها رائدُ أعمالٍ. إنَّها الدكتورة مايا طارق الهوَّاري التي تحملُ شهادةَ دكتوراه في الذَّكاءِ العاطفي. لقد تميَّزت منذ صغرها بالشَّخصيَّةِ القويَّةِ، وحبِّ العلمِ، إضافةً إلى حكمتها البالغة، ولعبت الدكتورةُ مايا أدواراً رائعةً، تكلَّلت بإنجازاتٍ كبيرةٍ حيث توَّجت مسيرتها هذه بدراسةِ الدكتوراه في الذَّكاءِ العاطفي وإدارةِ الذَّات والقيادة، هذا إضافةً لإدارتها مدرسةَ دبي كرمل، وقد كانت في كلِّ ذلك ممثِّلةً لدولتها في مؤتمراتٍ عدَّة.
هذه الإنسانةُ، جمعت بين خبرتها الحياتيَّةِ، وخبرتها العمليَّةِ، وكرَّست جهودها في جعلِ الوعي في المجتمعِ كالهواءِ، يتنفَّسه الجميع، ونظراً لحبِّها للمعرفةِ ونشرِ العلمِ، عملت على كلِّ وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعي، لتكون وسيلةً، تبثُّ من خلالها معلوماتها في آذانِ الكبارِ والصِّغارِ، خاصَّةً فئةَ الشَّبابِ الذين يُشكِّلون الشَّريحةَ الكبيرةَ والفاعلةَ في المجتمع، فكانت قدوةً رائعةً لجميعِ فئاتِ المجتمع، وشاركتهم تفاصيلَ من حياتها الشَّخصيَّةِ التي كانت تُشبه حياةَ بعضهم، وتحدَّثت معهم عن الأمورِ التي تعرَّضت لها، فكانت امرأةً شفَّافةً، ما جعلَ مصداقيَّتها كبيرةً في عقولهم.
نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ الدكتورة مايا طارق الهوَّاري امرأةٌ كباقي النِّساء، لكنَّها حوَّلت الحجارةَ التي ظهرت في طريقها إلى سلَّمٍ، تصعدُ به نحو النَّجاحِ، فأصبحت منارةً، يستلهمُ منها النَّاس كلَّ أفكارِ التَّطوُّرِ وابتكارِ الحلولِ الجيِّدةِ للمشكلاتِ، فهي سفيرةُ المرأةِ العربيَّةِ وقدوتها في تحقيقِ النَّجاحِ في الحياة.
