mena-gmtdmp

في يوم المرأة الإمارتية..موزة الحمراني: مستقبلنا مشرق وعلينا استثمار الفرص

رسامة ومصممة وسائط متعددة تحمل شهادة البكالوريوس في تصميم الوسائط المتعددة من جامعة زايد، دبي. تتمحور ممارساتها حول تجارب نشأتها في منطقة الخليج، وتتطرق إلى الموروثات الثقافية والوجودية والأساطير والحالة الإنسانية. تتسم أعمالها غالباً بالفكاهية المنمقة، حيث تشتمل على عناصر حركية ورسومية بالإضافة إلى عبارات توضيحية.

إعداد: لينا الحوراني

هي موزة الحمراني، التي تتجذر ممارساتها في الانبهار الطفولي المقترن بتجاربها بوصفها شخصاً بالغاً؛ ما يعكس إحساساً بالمرح والدهشة، توصف أعمالها بازدواجيتها المتناقضة؛ ونشاطها البصري يحمل نغمات ساخرة  في كثير من الأحيان. بعد أن بدأت في العمل كرسامة، دخلت الحمراني مؤخراً عالم الفن الرقمي والأعمال التركيبية، منطلقة من بيئة حاضنة للأعمال الفنية والتصاميم المعاصرة، للفنانين المحليين والعالميين، والمقيمين في دولة الإمارات، في هذا اليوم وتحت شعار"يداً بيد نحتفي بالخمسين"، الذي نحتفل فيه بيوم المرأة الإماراتية، حاورنا موزة الحمراني بوصفها فنانة إماراتية شابة تتطلع بفنها إلى المستقبل.
عُرضت أعمال موزة الحمراني في عدد من المعارض منها "كسر الأساطير الخليجية الثقافية" في مدينة الكويت، و"الرسوم المتحركة العربية" في منارة السعديات، أبوظبي، ومهرجان سكة العاشر للفنون والتصميم، ومعرض "المجتمع والنقد الفني.. منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين 20/2019 الدفعة 7".

الأساطير والحالة الإنسانية

موزة الحمراني


لا تعتبر نفسها متخصصة في مجالٍ واحدٍ من مجالات الفنون. تحكي عن مسيرتها الفنية قائلة: "بدأتُ مسيرتي بصفتي رسامة توضيحية، ولكن مع ازدياد فضولي تجاه مختلف أساليب التعبير، بدأتُ أتنقل من مجالٍ إلى آخر. من الرسوم المتحركة، إلى فنون الطباعة اليدوية، وصولاً إلى دمج التكنولوجيا مع الرسم لابتكار أعمال تركيبية وتفاعلية. وقد تطرقت من خلال فني إلى الموروثات الثقافية والأساطير والحالة الإنسانية؛ لأن على الفنان أن يستلهم من المشاهد التي يعيشها بنفسه، ليقدم أعمالاً فنية تعبر عن شغفه وواقعه. والإنسان لا يعيش وحيداً في هذا العالم، فغالباً ما تكون هناك مجموعة من الأشخاص يشاركونه بعض الاهتمامات والتجارب؛ ما يُنتج وسيلة تواصل فريدة يقدمها الفن، حيث يكون التفاعل مع الآخرين بطريقة غير مباشرة، وقد صادف أن اهتمامي ينطلق من تجاربي الثقافية وحالتي الإنسانية بوصفي امرأة خليجية نشأت في بيئة معينة، وتعرضت لنمط معين من الإعلام ، وهو ما أثر بشكلٍ واضح في نوعية الأعمال الفنية التي أقدمها".

شاركت في برنامج الممارسة النقدية التابع لمؤسسة تشكيل وزمالة الشيخة سلامة للفنانين الناشئين

منحتُ المحتوى حياةً ثانية

منحتُ المحتوى حياةً ثانية


بأسلوب فكاهي وممتع، تعرض موزة أعمالها الفنية، وهي تعيد حس الفكاهة في الفن هذا إلى عائلتها التي تتحلى بقدرٍ كبيرٍ منه، تتابع قائلة: "أرى أن الفكاهة وسيلةٌ ممتازةٌ للتعايش مع بعض الأمور الخارجة على نطاق السيطرة من حولنا؛ لذلك أوظفها كثيراً في أعمالي الفنية، أولاً لأُضحك نفسي، ولعل الجمهور يجد فيها ما يُضحكه أيضاً. أحب أسلوب السخرية عموماً في الأفلام والمسلسلات التي أتابعها، وأراه أداةً قويةً في الفنون؛ لذا أحاول توظيفه كلما سنحت الفرصة.
وقد عملت على تحويل المحتوى الرقمي الزائل، الذي تم إنشاؤه مع بداية انتشار الإنترنت في منطقة الخليج العربي، إلى تجربة رقمية ملموسة وغامرة؛ فخلال رحلتي في إنشاء معرض الصفحة الرئيسية، وبدعم من مؤسسة تشكيل للفنون، قمتُ ببحث معمق في إرشيف المواقع الخليجية من بدايات الألفينات. وعلى مدار ساعاتٍ وأيامٍ طويلة من الاستكشاف، جمعتُ كماً كبيراً من المحتوى الرقمي، من صورٍ ومقالات، وحتى الأسماء المستعارة التي اعتاد بعض الكتاب التخفي خلفها في ذلك الوقت. هذا المحتوى يُعد زائلاً بطبيعته؛ إذ لم يُصمَّم ليبقى، كانت له وظيفة محددة وقد أداها. في معرض الصفحة الرئيسية، منحتُ هذا المحتوى حياةً ثانية، وفعلتُه من جديد عبر أعمال فنية معاصرة وتفاعلية في تجربة المعرض".

الصفحة الرئيسية

أعمال لا تغطي الهوية


تؤمن موزة أن هناك جدلاً واسعاً في المجال الفني حول الذكاء الاصطناعي؛ نظراً لاعتماده في تدريبه على أعمال لفنانين آخرين. تستدرك قائلة: "أراه، كغيره من التطورات التقنية، يحمل في طياته إيجابيات وسلبيات. ومن وجهة نظري، على الفنان أن يتعلم كيف يوظفه بطريقة صحية، بحيث لا يؤثر في رسالته الفنية، ولا يطغى على ممارسته الإبداعية؛ فالذكاء الاصطناعي أداة كغيرها من الأدوات، ويجب على الفنان أن يُحسن ترويضها واستخدامها بشكل متوازن؛ لتدعمه لا لتغطي على هويته وأعماله الفنية".
تعتبر موزة أن أبرز أعمالها حتى الآن هو معرضها الفردي الأول الصفحة الرئيسية؛ إذ لم تُتح لها الفرصة من قبل لعرض مجموعة كبيرة من أعمالها الفنية في مساحة مخصصة لها بالكامل. تعلق قائلة: "كانت تجربة فريدة من نوعها، وأنا ممتنة لدعم فريق تشكيل خلالها".

التعليقات السلبية لا تعرقلني

تحاول موزة قدر الإمكان ألَّا تتأثر بالتعليقات الخارجية كثيراً، سواء كانت إيجابية أو سلبية. بطبيعة الحال، تستطرد قائلة: "تسعد التعليقات الإيجابية روح الفنان، لكنها يجب ألَّا تعرقل نموَّه. من المهم للفنان أن ينفتح على الآخرين ويتواصل مع فنانين آخرين؛ ليحصل على النقد البناء الذي يساعده على تطوير نفسه باستمرار، مع هذا لا يوجد عملٌ كنتُ أتمنى لو أنني نفذته في الماضي، ولكنَّ هناك أعمالاً أتطلع إلى تنفيذها في المستقبل، إذا ما سنحت لي الفرصة وبلغتُ المستوى الفني الذي يتيح لي تحقيقها بالشكل الذي أطمح إليه".

على المرأة الإماراتية أن تحرص على تطوير ذاتها كفنانة لتكون جزءاً في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي

فرص للفنانات

موزة الحمراني


وبنظرة ثاقبة وفخورة إلى مشهد المرأة الفني في الإمارات، تجد موزة أن المرأة الإماراتية تحظى بدعم كبير في مختلف المجالات، بما في ذلك الفنون. ويُعزى هذا إلى الاهتمام العام بالفنون، سواء من قِبل المجتمع أو من قبل الحكومة الإماراتية، التي توفر العديد من الفرص للفنانين والفنانات من المواطنين والمقيمين، سواء على المستوى المادي أو المهني. كما شهدت الدولة ازدياداً ملحوظاً في عدد المعارض والفعاليات الفنية، وهو ما يمنح الفنانين والفنانات منصات أوسع لعرض أعمالهم أمام جمهور أكبر، سواء من الزوار القادمين من الخارج أو من المقيمين داخل الدولة، تتابع قائلة: "استفدتُ شخصياً من هذا الدعم، من خلال مشاركتي في برنامج الممارسة النقدية التابع لمركز تشكيل، وزمالة الشيخة سلامة للفنانين الناشئين، وهما تجربتان أثرتا بشكل كبير في تطوري ونموي بوصفي فنانة في الإمارات".

نمو الدعم الحكومي

المرأة جزء فاعل ومؤثراً في المشهد الثقافي الإماراتي


تنظر موزة إلى مستقبل المرأة الإماراتية في الفن، وتصفه بالباهر والمشرق، في ظل نمو الدعم المجتمعي والحكومي للفنون في الدولة. تعلق قائلة: "على المرأة الإماراتية أن تستثمر هذه الفرص، وأن تحرص على تطوير ذاتها بوصفها فنانة؛ لتكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي على حدٍّ سواء".
 

المرأة الإماراتية ماضٍ عريق ونجاح مذهل يكرس لمستقبل باهر