قدمت عروض ميلانو نموذجاً لما يجب أن يكون عليه أسبوع موضة؛ فعنصر الإبهار كان حاضراً من أول يوم، وكانت لوحة الألوان الغنية والقائمة على التباينات من أهم نقاط قوته، هذا بالإضافة إلى القصات الخارجة على المألوف، ولكن من دون التنازل عن الأناقة الإيطالية كما نعرفها بوصفها مزيجاً من الفن والكلاسيكية المدروسة بشكل يسمح للجميع باعتمادها من دون تردد أو تفكير، وكأن المديرين الإبداعيين قد عقدوا اتفاقاً ضمنياً على التأكيد على مكانة أسبوع ميلانو للموضة كمنارة للإبداع المتواصل، ولِمَ لا وهو صاحب الجدول الأقوى من حيث الأسماء الرنانة المشاركة فيه؟ فيكفي أن نذكر فندي وبرادا وأرماني وإترو لنتوقع ما ينتظرنا على مدارج العروض، ويبدو لنا أن موسم ربيع وصيف 2026 سيكون ثرياً بالصيحات، وستحتل الأزياء البوهيمية الصدارة من جديد، بالإضافة إلى الطابع المكسيمالي الذي هدد عرش الأناقة المنيمالية بعدما هيمنت على الستريت ستايل خلال السنوات الثلاث الماضية، استمري في القراءة لتكتشفي المزيد.
1- الستايل البوهيمي بطابع حرفي

في وجهة نظر الإيطاليين ليس من الضروري أن تتقن كل شيء لتصبح ناجحاً ومؤثراً؛ فلكل اسم ملعبه الخاص الذي لا ينافسه فيه أحد، وأدواته التي يجيد توظيفها، وموروثات تدعمه وتضعه بين أسماء الكبار، فعندما نفكر في الأزياء البوهيمية ذات النقشات المتداخلة والقصات الإنسيابية، لا بُدَّ أن نفتش عن مجموعة إترو Etro التي لم تخيِّب آمالنا هذا العام، فقدمت لوحات فنية على المنصة وليس مجرد أزياء، وبرهنت على نجاح تجربة ماركو دي فينتشنز Marco de Vincenzo بعد مرور 3 أعوام على توليه لمنصب المدير الإبداعي للدار، فكان التباين في الألوان والزخارف السر وراء انبهارنا بالعرض الذي يلخص ما ينتظرنا في ربيع وصيف 2026، ففي العام المقبل ستتمكن امرأة إترو من ارتداء المعطف السويد متوسط الطول والمزدان بالأهداب فوق قميص أزرق مطبع وبنطلون واسع يعلو الكاحل مزين بنقشات زاهية على خلفية برغندية.
2- البلاي سوت بأكمام طويلة

ظلت قطع معينة مربوطة في الأذهان بالجرأة، ومن بينها البلاي سوت الذي يعود في ربيع وصيف 2026 بقصات أكثر رصانة وعملية تستهدف قطاع أكبر من النساء خاصة أنه قُدم بأكمام طويلة وقصة واسعة في مجموعة موسكينو Moschino التي ارتكزت على الخامات معادة التدوير، فمشت العارضة على المدرج بإطلالة مصممة على طراز القميص مزينة بطبعة المربعات والحزام الجلد البني المرصع من الأمام بالفيونكه الذهبية قد يبدو في غير محله، ولكن لا يمكن أن ننكر أنه رفع من قيمة الطلة.
3- التنانير المشقوقة على الجانب تفوز

كل ما يتعلق بالتنانير كان مبتكراً إلى حد الغرابة أحياناً هذا العام، فرأينا التنانير المصممة بألوان معدنية قوية تجتمع مع قطع فوقيه غاية في البساطة، كما برعت عدد من الماركات في تقديم التنانير الطبقات، ولكن بأسلوب مكسيمالي فريد يغازل ذوق المرأة الجريئة، فظهرت عارضات ماركة N°21 بتنانير بليسيه بيضاء تزينها تنانير ترتان مشقوقة على الجانب، كما خطفت أنظارنا التنانير الانسيابية غير مستوية الطول والمزينة بكسرات ضيقة وطبعات متباعدة أكدت بساطتها، وقد كشف الشق الجانبي بها عن طبقة من الدانتيل الذي ضاعف من جمالها وحولها إلى قطعة يسهل تنسيقها لمناسبات كثيرة.
4- الطابع المكسيمالي يتصدّر على الأناقة الهادئة

أعادت عروض أسبوع ميلانو للموضة موضة الإطلالات المكسيمالية إلى المشهد من جديد حيث أثبتت المخاطرة الإبداعية جدواها في الكثير من العروض، فلم تكن الزخارف المختلطة مع التطريزات مزعجة للعين على الرغم من غرابتها، ونجحت أسماء مثل دروف كابور Dhruv Kapoor في تقديم ثنائيات غير متوقعة، ولكنها تتمتع بقدر عالِ من الجمال، فأحببنا على سبيل المثال التايير المكون من جاكيت واسع الأكمام وتنورة ميدي مستقيمة القصة، والمزخرف بورود حمراء صغيرة مدموجه مع تقليمات رفيعة متقاطعة، والمدهش هو تنسيقه مع قميص أصفر عريض الياقات مطبع بورود زرقاء كبيرة والحقيبة الحزام تستقر على الخصر لتتناغم مع طبعة التايير.
5- ثنائيات الألوان غير المتوقعة تثبت رونقها

تمحورت أغلب عروض أسبوع الموضة في ميلانو حول الثنائيات اللونية الغريبة، ولكننا لم نلمس إبداعاً بالقدر الذي قدمته برادا Prada، فالمجموعة التي أهداها ميوتشيا برادا وراف سيمونز للنساء العاملات بمختلف أطيافهم، احتوت على سلسلة من الفساتين القصيرة والمكسرة غير محددة الخصر والمستوحاة من أناقة الستينيات، وقد نفحت بلمسة عصرية تمثلت في الطبقة التحتية الموصولة بها التي أتت في أغلب الأحيان بلون مغاير تماماً؛ ما أضفى طابعاً جريئاً وغير مألوف عليها، فأعجبنا الفستان الأخضر النعناعي الممزوج بدرجة البرتقالي الصارخة الذي نُسِّق مع قفازات طويلة صفراء.
لا يفوتك التعرف إلى: تفاصيل عرض روبيرتو كافالي لربيع وصيف 2026
6- الشورتات القصيرة بتنسيقات غير اعتيادية

أولى المصممون اهتماماً كبيراً لأزياء الرحلات، وتنافسوا في تقديم الشورت القصير بأنماط منوعة وتنسيقات لم تكن في الحسبان؛ فأحببنا إطلالات عارضات ميسوني Missoni خاصة تلك المؤلفة من شورت أبيض مخطط بالأزرق الفاتح الذي تناغم كثيراً مع الكارديغان المحبوك القصير المنفذ من خيوط زرقاء بودر، والذي ارتدت تحته العارضة قميصاً أبيضَ مزخرفاً بالأسود، وقد كانت الأكسسورارات اللاعب الأساسي في هذه الطلة بدءاً من الحزام البرغندي العريض ومروراً بالقلادة الذهبية الطويلة والقبعة البيريه والبوت الـSlouchy القصير.
7- تاييرات الثمانينيات بطابع عصري

على الرغم من التنوع البصري الكبير المرتكز على الألوان الزاهية والزخارف المنمقة؛ فإن الإطلالة الافتتاحية الغارقة في البساطة المفرطة في عرض فندي Fendi أثلجت صدورنا بعدما ظننا أن الأناقة الهادئة قد رحلت من دون عودة قريبة؛ فقد أعجبنا التايير الكريمي المستوحى من ستايل الثمانينيات والمنسق مع قميص بني داكن مستوحى من قصة البولو الذي جاء تعبيراً عن مدرسة الدار الإيطالية الشهيرة في تقديم أزياء تغذي خزانة المرأة العصرية وتحتفي بأناقتها في مختلف المناسبات؛ فقد نجحت سيلفيا فينتوريني فندي في تقديم مجموعة احتفلت من خلالها بالذكرى المئوية لتأسيس الدار، ترجمت رؤيتها في الجمع بين إرثها العريق ونظرتها الخاصة لمستقبل الموضة.
شاهدي: نجمات ومشاهير يسرقن الأنظار في أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2026