في عالم المجوهرات، هناك منْ يصمّم ليُبهر، وهناك منْ يصمّم ليحكي قصة.. وبينهما تقف الأميرة والمصمّمة الأردنية نجلاء بنت عاصم، التي نسجت من طفولتها، ومن تفاصيل الحياة اليومية، ومن حبها العميق للأنوثة، مجموعة من القطع التي تتجاوز كونها مجرد زينة؛ لتصبح كبسولات من الذكريات، تنبض بالمشاعر، وتهمس بحكايات الحب، الأمل، والطفولة التي لم تمت.
بأسلوب يمزج بين اللعب والرفعة، بين الرمزية والواقعية، تصوغ الأميرة الراقية مجوهراتها، كما لو كانت ترسم لوحة مليئة بالحياة. في تصاميمها، نجد القلب والعين والنجمة، لكننا نرى أيضاً الطفلة التي تضحك من خلف الألوان، والأم التي تحفظ رسومات بناتها كأحجار ثمينة.
في هذا اللقاء الخاص، تكشف الأميرة نجلاء بنت عاصم عن فلسفتها في التصميم، عن المرأة التي تلهمها، وعن حلمها الذي يتسع ليشمل العالم، دون أن يتخلى عن جذوره العاطفية والإنسانية.
الإلهام الشخصي وسرد القصص
مجموعتكِ تشكّل جسراً جميلاً بين الماضي والحاضر والمستقبل. ما هي ذكريات الطفولة التي ألهمتكِ أكثر في تصميمها؟

كانت طفولتي مليئة بالألوان، والضحك، وكنوز الحياة اليومية الصغيرة، رسومات عفوية، حلوى، أصداف بحر، وحتى رسومات بناتي اليوم. هذه الشظايا الصغيرة أصبحت لغة مجوهراتي. كل قطعة تحمل همسة من الذكريات، ولكنها معاد تصورها بشكل يجعلها خالدة، تربط بين ماضيّ وقصص النساء اليوم، والمستقبل الذي نحلم به لبناتنا.
قد يهمك أيضاً: مجموعة مجوهرات LIRYA فنّ الترابط الراقي بين القوّة والنعومة، والسكون والحركة
العديد من تصاميمكِ تثير الحنين وتسرد المشاعر ، كيف تترجمين هذه الأحاسيس إلى مجوهرات ملموسة؟
أبدأ بالإحساس قبل الشكل. سواء كان فرحاً، أو شوقاً، أو حباً، أحاول تجسيده من خلال اللون، والحركة، والرموز. بالنسبة لي، المجوهرات ليست شيئاً يُرتدى فقط، بل تُحمل، كأنها كبسولة ذكريات. الذهب والأحجار الكريمة يصبحان أوعية تحمل المشاعر التي لا نريد أن نفقدها أبداً.
فلسفة التصميم
كيف تُوازنين بين روح الطفولة المرحة وبين الأناقة والرقي اللذين يميزان تصاميمكِ؟

الأمر يشبه الرقص بين عالمين، اللعب والرقي. المرح يأتي من الألوان الجريئة، والرموز الطفولية، والتراكيب غير المتوقعة، أما الأناقة فتظهر في الحرفية العالية والتفاصيل الدقيقة. أريد لقطعي أن تُشع فرحاً، لكنها في الوقت نفسه تشبه إرثاً ثميناً يفيض ثقة ونعمة.
ما الدور الذي تلعبه الألوان واختيار الأحجار الكريمة في التعبير عن روح مجموعتكِ؟
اللون هو كل شيء، هو الشعور وقد أصبح مرئياً. أستخدم الأحجار الكريمة كما يستخدم الفنان الألوان. التنزانيت للعمق، الفيروز للمرح، الألماس للنور. كل لون يروي إحساساً، ومعاً تشكل لوحة لحظات الحياة الأكثر قيمة.
الرمزية والمشاعر
تتضمن مجموعتكِ رموزاً للأمل والحظ الجيد والحب، كيف تختارين هذه الرموز؟

الرموز هي لغتي السرية. لطالما انجذبت إلى الرموز التي تحمل صدى ثقافياً وارتباطاً شخصياً، مثل العين، القلب، والنجم، فهي تذكيرات بالحماية، والفرح، والاتصال الروحي. تصميمها يشبه نسج الأدعية في خيوط الذهب.
كيف تتخيّلين تواصل النساء مع هذه المجوهرات على مستوى عاطفي؟
آمل أن ترى المرأة نفسها في القطع ربما تذكير بطفولتها، أو بأطفالها، أو بذكرى غالية. أريدها أن تشعر أن المجوهرات لا تحمل الجمال فقط، بل الحضور: مرساة صغيرة لما هو حقاً مهم.
الحرفية والإبداع
ما مدى مشاركتكِ في عملية التصميم والصياغة؟ وما الجزء الذي يجلب لكِ أكبر قدر من الفرح؟

أنا منخرطة بعمق من أول رسمة حتى اللمسة الأخيرة. كثيراً ما أرسم أفكاري في منتصف الليل أو وأنا بجانب بناتي. الفرح الحقيقي يأتي عندما تتحول خربشة عفوية أو رمز روحي إلى ذهب نقي وأحجار كريمة كأن السحر يصبح واقعاً.
ما التحديات التي تواجهينها عند ابتكار قطع شخصية للغاية، ولكن يجب أن تروق أيضاً للجمهور؟
التحدي هو الحفاظ على الروح، مع جعلها تتحدث إلى الجميع. القصص الشخصية حميمة، لكن أصممها بطريقة تسمح لكل امرأة بأن ترى انعكاسها الخاص فيها. هذا التوازن دقيق لكنه ما يمنح العمل معناه الحقيقي.
تصفين امرأة "نجلاء" بأنها منْ تُبقي على الطفلة بداخلها حيّة، بينما تحتضن ثقتها ورقيّها. ما الذي ألهمكِ بهذه الصورة؟

هي مستوحاة من النساء حولي، أمي، صديقاتي، بناتي، ونساء ثقافتي اللواتي يحملن القوة والمرح معاً. هي تضحك بصوت عالٍ، تحب بعمق، وتمشي برقيّ. هي أنا، هي أنتِ، هي كل واحدة منا.
إذا كان بإمكان مجموعتكِ أن تهمس برسالة واحدة للنساء اللواتي يرتدينها، ماذا ستكون؟
لا تفقدي الطفلة بداخلك أبداً، فهي نورك، فرحك، حقيقتكِ.
ما خططكِ المستقبلية؟

حلمي أن أواصل تصميم مجوهرات تنبض بالحياة، وأن أتوسّع عالمياً دون أن أفقد لمستي الشخصية. أود الاستمرار في التعاونات، واستكشاف قطع تسرد القصص بطريقة فنية، وربما دمج المجوهرات مع أشكال أخرى من التصميم والروحانية. دائماً، تكون الرؤية هي: الإبداع بحب، ومعنى، وفرح.
تابعي أيضاً: مجوهرات عصرية اختارتها النجمات في أسبوع باريس للهوت كوتور.. منْ صاحبة القطع الأجمل؟