قدّمت دار شانيل Chanel مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2026، ضمن أسبوع باريس للموضة؛ لتأخذنا في رحلة خيالية لعالم الكواكب والنجوم؛ إذ استطاع المدير الإبداعي الجديد للدار ماثيو بليزي Matthieu Blazy أن يستعرض أولى تجاربه الإبداعية بالعلامة الفرنسية الفاخرة، لتصاميم حفرت بصمتها بالدار العريقة. وقد تميز العرض بحشد بارز للنجمات اللواتي توافدن لدعم المصمم الجديد ولمشاركة الدار فرحتها وخاصة كلوديا شيفر التي عادت سفيرة للدار.

"أنا أحب كل ما هو فوق: السماء، القمر، أؤمن بالنجوم." غابرييل شانيل
بهذه العبارة التي اختزلت فلسفتها في الجمال والحرية، استلهم ماثيو بليزي أول عروضه لدار شانيل، بحسب ما أوضحته الدار عبر حسابها الرسمي على إنستغرام؛ حيث حول قاعة الغراند باليه في باريس إلى كون سماوي يُعيد رسم حدود الأناقة من جديد.
وقال بليزي عن تجربته الأولى عبر إنستغرام: "أردت شيئاً عالمياً، يشبه الحلم، لا ينتمي إلى زمن محدد، فلطالما سحرتني فكرة النجوم، فهي ترمز إلى شيء يجمعنا جميعاً — ننظر إلى السماء نفسها، ونشعر بالإحساس ذاته."
ومن هذا الشعور الكوني انطلقت مجموعة شانيل لربيع وصيف 2026؛ لتقدّم رؤية معاصرة لما تعنيه الأناقة والحرية.
روح الأنوثة تتجسد في التصاميم العصرية

في عرض فخم ومؤثر، اصطفّت الكواكب مجازياً لصالح الدار الفرنسية؛ إذ نجح بليزي في أن يمزج بين روح الذكورة والأنوثة في توازن دقيق، مقدّماً قصّات فضفاضة وأقمشة بنقشة houndstooth الكلاسيكية، ولكن بنَفَس أكثر تحرّراً وعصرية.
وكانت منصّة العرض نفسها لوحة كونية حالمة؛ حيث شاهدنا كرات ضخمة تتدلّى وسط فضاء مظلم يلمع كمرآة من الرخام الأسود، لمشهد ساحر يسافر بنا عبر حدود كوكب الأرض.
تفاصيل لافتة بعرض شانيل صيف 2026

ظهرت البدلات الصوفية المربعة، مع سترات قصيرة مستوحاة من خزانة "بوي كابيل"، الحبيب الذي ألهم كوكو شانيل فكرة استعارة اللمسات الرجالية، كما عادت قمصان شارفيه الفرنسية الفاخرة في إطلالات ذات طابع رسمي، منها قميص توكسيدو أبيض واسع، مع تنورة سوداء منحنية الخطوط، وأخرى مقلمة بألوان ذكورية لكن مفعمة بالأنوثة.
أما أزياء المساء فجاءت أنثوية ببساطتها، في أقمشة حريرية لامعة وتدرجات من البيج والعاجي والأسود، مستوحاة من فترة الآرت ديكو الشهيرة التي تحتفل باريس هذا العام بمئويتها.
كذلك لفتنا كيف عكست بعض القطع جذور كوكو شانيل المتواضعة، في ميتم دير "أوبازين"، عبر خطوط بسيطة وملامح نقية، في حين جاءت الخامات المحاكة كثيفة الملمس، تشبه القش أو الورق الممزق، في لمسة تمزج بين الطبيعة والحرفة.
كما استوحت الدار رموزها من سنبلة القمح، إحدى تمائم الحظ المفضلة لدى شانيل، فظهرت بأشكال مطرزة أو متدلية من الفساتين والمعاطف؛ لتضيف روحاً من الدفء والرمزية.
حلّة جديدة تحتفظ بالإرث وبعيدة عن التكرار

ورغم أن بعض التصاميم جاءت جريئة وغير تقليدية، فإنها أكدت أن بليزي لا يسعى لتكرار رموز شانيل، بل لإعادة تفسيرها بعمق إنساني جديد، على سبيل المثال، عُرضت الحقائب الأيقونية مثل 2.55 بنسخ معدلة "أحياناً بلا سلاسل"، وأحياناً "بجلد برغندي كلاسيكي" وكأنها قطع عتيقة توارثتها نساء عبر الأجيال.
حتى الحذاء الثنائي اللون الشهير، قدّمه بليزي بنعومة فاخرة مستوحاة من حلوى البرالين بالشوكولاتة.
أما بدلات التويد، فبدت أكثر تحرراً من أي وقت مضى، بخامات ناعمة مهدّبة وواسعة نسبياً، تستلهم روح كوكو التي أحبّت الملابس حين تُستهلك وتُعاش، كما كان يفعل دوق ويستمنستر، أحد أكثر رجال حياتها تأثيراً.

تابعي المزيد من هذا الحدث واكتشفي 5 عروض بارزة في اليوم الثالث من أسبوع باريس للموضة... لا يسعك تفويتها