هل حلمتِ يوماً برحلة إلى عالمٍ يبدو وكأنه من قصص الخيال؟ حيث تكتسي الأرض بالثلوج البيضاء الناعمة، وتلوّن الأضواء السماوية السماء بألوانٍ من الأخضر والوردي والأحمر؟ لابلاند هي الأرض التي تجمع بين سحر الشمال والأساطير القطبية القديمة. لكن، قبل أن تبدئي في حزم أمتعتكِ، هل تساءلتِ ما هو أفضل وقت للزيارة؟ هل تختارين الشتاء لتعيشي الأجواء الآسرة وسط قرية مغطاة بالثلوج؟ أم تفضلين الخريف حين تتحول الغابات إلى لوحات من الألوان الدافئة، وتُتاح لكِ فرصة مشاهدة الشفق القطبي في سماء هادئة؟
أفضل الأوقات لزيارة لابلاند
يُعد فصل الشتاء، من نوفمبر إلى يناير، الوقت الأكثر شعبية لزيارة لابلاند في فنلندا، حيث ستقابلين حرارة شديدة البرودة قد تصل إلى -40 درجة مئوية، كما أن ديسمبر هو الوقت المثالي لحجز رحلتك إلى لابلاند. ومع ذلك، يجب أن تعلمي أن أسعار الفنادق، خصوصاً في مدينة روفانيمي، ترتفع إلى نحو ثلاثة أضعاف خلال أشهر الشتاء. أما فصل الخريف، فهو خيار أكثر اقتصادية، ورغم أنه لا يقدم مشاهد الشتاء البيضاء، إلا أنه يمنحكِ لوحة طبيعية خلابة بألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر، ويُعدّ الوقت الممتاز لمشاهدة ظاهرة الشفق القطبي، الأورورا بورياليس، بين أواخر سبتمبر وأكتوبر. أما إذا كنتِ تفضلين رحلة أكثر دفئاً، فينصحكِ المرشدون المحليون بزيارة لابلاند في أغسطس، حيث تتراوح الحرارة بين 15 و26 درجة مئوية.
أين تذهبين في لابلاند؟
تُعد مدينة روفانيمي أشهر وجهات لابلاند، هي وجهة مثالية إذا كان لديكِ بضعة أيام فقط، أما إذا كنتِ تملكين وقتاً أطول؛ فهناك الكثير لتكتشفيه في أنحاء لابلاند. في بلدة ليفي، التي تبعد نحو ساعتين بالحافلة عن روفانيمي، يمكنكِ ممارسة التزلج على الجليد، أو الصيد في البحيرات المتجمدة، أو تجربة التزلج بالألواح. كما يُنصح بزيارة منتجع يلاس في كولاري، وهو أكبر منتجع تزلج في فنلندا، للاستمتاع بأفضل تجربة شتوية ممكنة. أما إذا توجهتِ شمالاً إلى منطقة سـابمي، فستصلين إلى موطن السكان الأصليين للمنطقة؛ وهم شعب السامي، الذين يعيشون هناك منذ أكثر من 7000 عام. ويشتهر السامي بتقاليدهم العريقة.
كم من الوقت يجب أن تقضيه في لابلاند؟
يعتمد طول إقامتك على المكان الذي تزورينه، والأنشطة التي ترغبين في القيام بها، لكن معظم الزائرات يقضين في المتوسط أربعة أيام في المنطقة. خلال موسم الذروة الشتوي، عندما تتوافر رحلات جوية مباشرة من أوروبا إلى مطار روفانيمي، يمكنكِ القيام برحلة قصيرة لمدة ثلاثة أيام إلى العاصمة. أما إذا كنتِ تزورين لابلاند في موسم يحتاج وقتاً أطول للوصول، فيُنصح بالبقاء خمسة أيام على الأقل. ولمحبات التزلج والأنشطة الثلجية، فإن عطلة نهاية أسبوع تكفي لتجربة المغامرات الشتوية.
الإقامة في لابلاند
تشتهر روفانيمي بفنادقها التي تأخذ شكل الأكواخ الزجاجية الشبيهة بالإيغلو، والتي تمنحكِ إطلالة مذهلة على الشفق القطبي والمناظر الثلجية الساحرة. توفر هذه الفنادق مجموعة كبيرة من الجولات السياحية ومسارات مجانية للمشي في الطبيعة، إضافة إلى تأجير قوارب الكاياك والدراجات. كما تضم مطاعمها بوفيه إفطار غنياً، وأطباقاً من المأكولات المحلية للعشاء.أما إذا كانت الحيوانات القطبية مثل الدببة والرنّة هي ما يجذبكِ إلى لابلاند؛ فيُوصى بالتوجه إلى رانوا، التي تبعد ساعة عن روفانيمي، حيث يمكنكِ المشاركة في جولات عائلية أو التخييم بجوار الحديقة، أو فرصة الإقامة الاقتصادية في بيوت الشباب.
الوصول إلى لابلاند والتنقل فيها
تخدم لابلاند أربعة مطارات رئيسية: روفانيمي، كيتلا، إيفالو، وكوسامو. وتتوافر رحلات جوية عديدة إلى روفانيمي، لكن معظم الرحلات القادمة من خارج أوروبا تتطلب توقفاً في هلسنكي. خلال موسم الشتاء، يمكن العثور على رحلات مباشرة من مدن أوروبية كبرى مثل لندن. أما داخل لابلاند، فتتوافر سيارات الأجرة وتطبيقات النقل الذكي في روفانيمي، لكن يُفضّل استئجار سيارة؛ إذا كنتِ تخططين للتنقل بين المدن.
أبرز الأنشطة التي يمكنكِ القيام بها في لابلاند
تقدّم لابلاند مجموعة واسعة من الأنشطة لجميع الأعمار. عند حجز الجولات، احرصي على التأكد من أن الدليل محلي؛ لأن بعض الشركات تروج لمعلومات غير دقيقة عن تاريخ السامي وفنلندا. من الأفضل حجز جولات يديرها شعب السامي؛ للحصول على تجربة ثقافية أصيلة، واختاري الشركات الحاصلة على اعتماد في الاستدامة البيئية.
مشاهدة حيوانات الرنّة
يمكنكِ المشاركة في جولات تشمل التنزه مع الرنّة أو ركوب الزلاجات التقليدية أو استكشاف موطنها الطبيعي. وتُعد الرنّة رمزاً أصيلاً للمنطقة، على عكس كلاب الهاسكي التي لا تنتمي إليها أصلاً.
مطاردة الشفق القطبي
لا يمكن زيارة فنلندا من دون محاولة مشاهدة الشفق القطبي. ومع كثرة الشركات التي تقدم جولات لمشاهدته، يُنصح بالحذر، إذ إن بعضها قد يفرض رسوماً باهظة، حتى في الليالي الغائمة. جربي الجولات المحلية التي تقدم تجربة خاصة؛ تشمل جلسة حول النار مع لفائف القرفة الفنلندية، وساعتين من القصص والأساطير القطبية.
