قبلَ انطلاقي من بيروت نحو المالديف، أدركتُ أن هذه الرحلةَ، ستكون مختلفةً. كانت المرَّةَ الأولى التي أشعرُ فيها بأن الوجهةَ بحدِّ ذاتها قادرةٌ على تهدئةِ كلِّ شيءٍ من حولي.
بين مياهٍ بلُّوريَّةٍ، تمتدُّ بلا نهايةٍ، ووجوهٍ بشوشةٍ، تستقبلك بابتسامةٍ صافيةٍ، عشتُ تفاصيلَ جديدةً. كانت كلُّ محطَّةٍ في هذه الرحلةِ من فخامةِ Barceló Nasandhura Malé في قلبِ العاصمةِ إلى جمالِ الطبيعةِ في Barceló Whale Lagoon Maldives مروراً بتجاربِ المدينةِ، والطيرانِ المائي فصلاً جديداً في كتابٍ من الذكرياتِ التي لا تُنسى.
فندق Barceló Nasandhura Malé

منذ لحظةِ وصولي إلى فندقِ Barceló Nasandhura Malé في قلبِ مالي، شعرتُ بأنني أمامَ تجربةٍ مختلفةٍ تماماً عمَّا تخيَّلته عن العاصمةِ المالديفيَّة. كان المشهدُ الآسرُ للمياه الفيروزيَّةِ الممتدَّةِ أمامَ الفندق كفيلاً بأن يُبدِّد كلَّ أثرٍ للتعبِ بعد الرحلة. وقد اكتشفتُ تالياً أن موقعَ الفندقِ مثالي بالفعلِ، فهو قريبٌ من الميناءِ ومن المطار.

وما شدَّني أكثر التفاصيلُ الدقيقةُ في التصميمِ الداخلي، فكلُّ زاويةٍ من الفندق، تنطقُ بالرفاهيَّةِ والهدوء، والأضواءُ الطبيعيَّةُ التي تغمرُ المكانَ طوالَ اليوم، تضيفُ لمسةً من الصفاء، يصعبُ وصفها. أقمتُ في غرفةٍ مُطلَّةٍ على البحر، وكانت الإطلالةُ صباحاً تجربةً روحانيَّةً بامتيازٍ مع كوبِ قهوةٍ، ونسماتٍ دافئةٍ، وصوتِ موجٍ وكأنَّه موسيقى هادئةٌ، تصحبك نحو يومٍ جديدٍ.

ولم تكن التجربةُ تقتصرُ على الإقامةِ فقط، فالمطاعمُ الثلاثةُ في الفندقِ B.Heaven، Oivaru وAlimas، قدَّمت لي أيضاً رحلةً من النكهاتِ، لا تقلُّ روعةً عن المشهدِ أمامي من الأطباقِ المحليَّةِ الطازجةِ إلى الأكلاتِ العالميَّةِ المبتكرة.
أمَّا لحظاتُ الاستجمام، فكانت في المسبحِ المُطلِّ مباشرةً على المحيط، وهو الأوَّلُ من نوعه في مالي. ولمَن يحبُ النشاطَ والحركة، فالنادي الرياضي هناك مجهَّزٌ بأحدثِ الأجهزةِ مع إطلالةٍ، تجعلُ التمارينَ أكثر متعةً من أي وقتٍ مضى.
قد يهمك أيضاً: أفضل 10 جزر في المالديف تمنحك تجربة شاطئية لا مثيل لها

نشاطات ملفتة في وسط مدينة مالي
لم تقتصرُ التجربةُ المميَّزةُ فقط على الفندقِ الجميلِ الذي أقمتُ فيه، فخلال رحلتي إلى المالديف، وجدتُ ملاذاً رائعاً، وخضتُ أوَّلَ تجربةٍ لي في عالمِ الطين وصنعِ الفخار، وتحديداً في The Clay Studio Maldives الواقعِ بالقربِ من أجواءِ Central Park الهادئةِ في هولهومايلي. المكانُ لم يكن مجرَّد استديو للفنون، بل كان تجربةً حقيقيَّةً للصفاءِ الذهني، والإبداعِ الشخصي، فحتى لو لم تكن لديك خبرةٌ سابقةٌ، فإن الدروسَ مصمَّمةٌ بعنايةٍ، لتتيحَ لكلِّ شخصٍ اكتشافَ مهاراته وإبداعه.
وإضافةً إلى ذلك، قمنا بجولةٍ رائعةٍ في مدينة مالي، تعرَّفنا خلالها على أهمِّ المعالمِ السياحيَّة من الأسواقِ إلى المتحفِ، إلى جانبِ تفاصيلَ أخرى، كان تستحقُّ المشاهدة.

رحلة من القلب نحو الجزيرة
بعد يومَين رائعَين في المدينة، كان الوقتُ قد حان للتوجُّه الى إحدى أجملِ جزرِ المالديف، نحو فندقِ Barceló Whale Lagoon Maldives، لنعيشَ تجربةً جديدةً أيضاً.
طيران Trans Maldivian Airways

لم تكن الرحلةُ لتكتملَ دون طيرانٍ Trans Maldivian Airways حيث انتقلتُ من المدينةِ نحو الجزيرةِ بطائرةٍ مختلفةٍ تماماً عمَّا اختبرته في حياتي. هي لم تكن مجرَّد وسيلةِ نقلٍ، بل كانت بدايةً لمغامرةٍ بصريَّةٍ لا تُنسى. الانطلاقُ من Velana International Airport على متنِ أحدِ أكبر أساطيلِ الطائراتِ المائيَّةِ في العالم، منحني الفرصةَ للاستمتاعِ بمناظرِ المالديف الخلَّابةِ من السماء. وقبلَ الصعودِ إلى الطائرة، كان لنا مرورٌ على Coral Lounge الذي أضافَ شعوراً بالرفاهيَّةِ والهدوءِ، سبقَ توجُّهنا إلى الجزيرة.
فندق Barceló Whale Lagoon Maldives

ما إن وصلتُ إلى Barceló Whale Lagoon Maldives حتى غمرني شعورٌ بالانتقالِ إلى بُعدٍ مختلفٍ من الجمالِ والسكينة. أحسستُ بأنني أتنفَّسُ نسيمَ عالمٍ آخرَ، هو عالمٌ، يفيضُ بنقاءِ الطبيعةِ، وهدوءِ الرفاهيَّة. هناك، حيث تتعانقُ زرقةُ البحرِ مع خضرةِ الجزرِ المالديفيَّة، يتحوَّلُ المشهدُ إلى لوحةٍ حيَّةٍ، تجمعُ بين الفخامةِ والبساطةِ في توازنٍ ساحرٍ، يأسرُ الحواس.
إقامتي في Barceló Whale Lagoon Maldives، لم تكن مجرَّد عطلةٍ، بل كانت تجربةً شاملةً للحواس حيث الرفاهيَّةُ، تلتقي بالطبيعة. كانت أيَّاماً من السكينةِ المُطلَقة، والدهشةِ المستمرِّة، تركت في ذاكرتي وعداً بالعودةِ، لأن بعضَ الأماكنِ ببساطةٍ لا تُزارُ مرَّةً واحدةً.

الغرفةُ التي سكنتُ فيها كانت من عالمٍ آخرَ، فهي مُطلَّةٌ على البحرِ، والرمالُ أمامَها مع تفاصيلَ رائعةٍ.

وبعد وصولي، كانت لي تجربةٌ خاصَّةٌ مع جلسةِ تصويرٍ محترفةٍ، أشرفَ عليها مصوِّرٌ مخضرمٌ حيث التقطنا صوراً رائعةً في مختلفِ أنحاءِ الجزيرة.

وفي المساء، تحوَّلَ المكانُ إلى مسرحِ غروبٍ ساحرٍ، إذ تتدرَّجُ ألوانُ الشمسِ فوقَ المسبحَين اللامتناهيين في الفندق. لقد كانت لحظاتٍ صامتةً، لكنَّها تنطقُ بالسلام، لأجدَ نفسي بعدها وسطَ حفلةٍ جميلةٍ في البحرِ بمطعمٍ صغيرٍ، يُقدِّم الـ Sushi طازجاً من البحر.

إن الحديثَ عن منتجعِ Mandara Spa، لا يمكن وصفه. هناك اختبرتُ تجربةً علاجيَّةً راقيةً بالمساجِ والتدليك مع أفضلِ أنواعِ الزيوت.

أمَّا تجربةُ الطعام، فكانت رحلةً قائمةً بحدِّ ذاتها من بوفيهٍ عالمي غني بنكهاتٍ محليَّةٍ، تُطهى أمامَك مباشرةً إلى مطعمٍ، يحملُ نفحاتِ المطبخِ المتوسطي بلمسةٍ عصريَّةٍ أنيقةٍ. وحتى المقاهي المنتشرةُ قربَ المسبح، وعلى الشاطئ، وجدتها تُقدِّم عصائر مبتكرةً، تجعلُ الجلسةَ أمامَ البحرِ أكثر بهجةً. إنها مطاعمُ متفرِّدةٌ بكلِّ معنى الكلمة، وتُقدِّم تجاربَ تذوُّقٍ رائعةً من Breeze وSea Salt وMagical وغيرها.

كذلك كانت لي تجربةٌ جديدةٌ مع Dive Club Maldives حين غصتُ بين الشِّعابِ المرجانيَّة، وشاهدتُ عن قربٍ روعةَ الحياةِ البحريَّة.
رحلة من العمر والتجارب والصداقات الجديدة
الرحلةُ ما كانت لتكتملَ دون الصحبةِ الجميلةِ التي رافقتني. أصدقاءٌ، شاركوني اللحظاتِ الصغيرة، وتركوا في القلبِ أثراً لا يُمحى. معهم صارَ لكلِّ مشهدٍ معنى، ولكلِّ غروبٍ ذكرى دافئةٌ.
ولا يمكنني إلا أن أتوقَّفَ في الختامِ عند شعورِ اللهفة، وحفاوةِ الضيافةِ التي لمستُها من أهلِ مالي. شعبٌ طيِّبُ الوجه، لا تفارقُ البسمةُ ملامحهم، ويُقدِّمون المساعدةَ بصدقٍ ومحبَّةٍ حتى في أدقِّ التفاصيل. نظراتُهم، ودفءُ تعاملهم كفيلةٌ بأن تجعلَ الغريب، يشعرُ وكأنَّه في وطنه.
تابعي أيضاً: جزر المالديف وجهة غنية بالرياضات المائية المليئة بالحماس






