إلَهي: يَا رَب العَالمين، يَا مَن تَعلَم السِّر وأخفَى، يَا مَن بيَدِكَ مَلكوت كُلِّ شَيءٍ، احفَظنا جَميعاً، فنَحنُ لا نَشعر بالأمَان إلَّا بِك، ولا يُدركنا الأمَلُ إلَّا مِن خِلال نُورك؛ الذي وَصل ضَياؤه إلى المَشَارقِ والمَغَارب..
إلَهي: لقَد كَان عَبدك «أحمد العرفج» حَبيس «الهَمِّ»، ففَتحتَ لَه «بَاب الفَرَج»، فصَار أسعَد النَّاس..
إلَهي: وَضعني عِبَادك في «سِجن التَّعب»، فأكرَمتني بالخروج مِنه إلى دُنيا «الرَّاحة والطَّمأنينَة»..
إلَهي: قَالوا «مَن يَعرف الله لا يَأتيه الغَمُّ أبَدا»، فكَيف بمَن هو مِثلي يَعرفك، ولا يَعرف غَيرك، لأنَّك الرحمن الرحيم الغفورُ الغفَّار الغافر، ومَن غَيرك استَغني بهِ عَن غَيرك..؟
إلَهي:
أنتَ رَبِّي ومَلجأي ومَلَاذي، وطَريقي إلَى الأمَل والحريَّة، والحُبِّ والإشرَاق..
إلَهي: تَضاءلَت أحلَامي، بوَصفي إنسَاناً ضَعيفاً جَزوعاً هَلوعا، فرَزقتني مِن نُورك أملاً؛ أتطَاول بهِ عَلى بُنيان أحلَام النَّاس وآمَالهم، أملاً لا يُغادر صَغيرةً ولا كَبيرةً مِن أحلَامي إلَّا أغنَاها وأحيَاها..
إلَهي: إنِّي مُعتكفٌ في محرَابِك.. أتَأمَّلُ مِنكَ الخَير والأمن والطَّمأنينة.. ومَن غَيرك –جَلَّ وعَزَّ في عُلاه- يَنفحني بهَذه الكَرَامَات، التي أشعرُ بِها حِين أُرطِّب لسَاني بذِكرك.. ألا بذِكرك تَطمئن القلُوب..؟
إلَهي:
سُبحانك مَا عَبدنَاك حَقَّ عبَادتك، يَا الله، سُبحانك مَا أعظَم شَأنك، يَا الله، سُبحانك وَحدك لا شَريك لَك، المُلْك لَك، والحَمد لك، والقوة لَك، والعِزّة لَك، وعَبدك «العرفج» مَصيره بيَدِك فاغفِر لَه، ولا تَكله إلى نَفسهِ طَرفة عَين..!
إلَهي:
سُبحانك مَا أعظَم عِزَّتك وجَاهك.. إلَهي: بحَقِّ رَحمتك، اغفِر لِي ولأُمِّي وأبِي، ولكُلِّ مَن دَخَلَ بَيتي مُسلماً يَوم يَقوم الحِسَاب..
إلَهي: إنَّك تَجد غَيري لتُعذّبه، ولا أجَد غَيرك ليَرحمني..
إلَهي: ارحَمنا جَميعاً يَا ذَا الجَلال والإكرَام..
في النهاية أقول:
إلَهي: لقَد وَسعَتْ رَحمتك كُلّ شَيء، فكَيف تَضيق بضَيفٍ يتيمٍ، طَرَقَ بَاب «عَفوك»؛ ولَن يَبرحه حتَّى تَفتحه، وتَجعلني مِن المَغفورِ لَهم..
إلَهي: إنَّكَ أخَذتَ «أبِي» فصَبرتُ، وحَمدتُكَ عَلى قَضائِك وقَدَرِك، ثم أخذت «أُمِّي» إلى ساحة رحمتك، فصرت ضعيفاً بعدهما، ولا أقول إلا لقد سلمت، ورضيت بقدري الذي كتبه لي خالقي.. وتبارك الله أحسن الخالقين..
وآخر دَعوَانا أن الحَمد لله رَب العَالمين.





