بريجيت باردو، ممثلة ومغنية فرنسية، نجمة استثنائية، ليس فقط لتميزها الفني، بل لمسيرتها الاستثنائية، وشغفها الواسع بالفن، وزهدها له ولبريق الشهرة، وترك كل شيء خلفها، والتفرغ لتربية حيوانتها.
حياة باردو لم تكن سهلة ولا مستقرة، بل مليئة بالصراعات، والنجاحات الصاخبة، والانكسارات الشخصية، والقرارات الحاسمة التي جعلتها واحدة من أكثر الشخصيات جدلًا وتأثيرًا في القرن العشرين.
وفي هذا التقرير، نستعرض محطات من حياة النجمة بريجيت باردو، التي أُعلن عن وفاتها اليوم الموافق 28 ديسمبر 2025.
طفولة قاسية ومسيرة مُميزة
وُلدت بريجيت باردو في 28 سبتمبر عام 1934، في باريس، لعائلة تنتمي إلى الطبقة البرجوازية. كان والدها لويس باردو مهندسًا صناعيًا، ووالدتها سيدة أرستقراطية ذات طباع حادة.
في طفولتها، لم تُعامل كفتاة مدللة، بل خضعت لتربية قاسية حسب وصفها في أكثر من لقاءٍ سابق، وكان يُفرض عليها الالتزام الصارم بالسلوك والمظهر. لم تكن حياة باردو سلسة كطفلة ومراهقة، بل عانت من الوحدة والانطواء، ووصفت لاحقًا طفولتها بأنها كانت "خالية من الحنان".
بدأت باردو شغفها الأول بالباليه، والتحقت بمعهد الرقص، وكانت تحلم بأن تصبح راقصة محترفة، قبل أن يغيّر القدر مسار حياتها بالكامل.
في سن الخامسة عشرة، ظهرت باردو على غلاف إحدى المجلات العالمية عام 1949، وهو الحدث الذي شكل نقطة التحول الأولى في حياتها، هذا الغلاف جذب انتباه المخرج الفرنسي روجيه فاديم، الذي بات لاحقًا زوجها الأول وأحد أهم أسباب صعودها الفني.
دخلت السينما في أوائل الخمسينيات بأدوار صغيرة، وظهرت خلالها في أفلام مثل Crazy for Love وThe Man Who Was Too Much. لم تحقق هذه الأعمال نجاحًا كبيرًا، لكنها كشفت عن حضور لافت ومميز لباردو، كما اشتهرت بجمالها الذي لم يكن يشبه حينها نجمات تلك الفترة.
في عام 1956، عُرض فيلم And God Created Woman، من إخراج روجيه فاديم، الفيلم الذي أحدث ضجة كبيرة، وكان نقطة تحول بالنسبة لها، وحولها إلى نجمة عالمية، وبدأ اسمها يتردد في أوروبا وأمريكا على حد سواء.
ورغم أن باردو كانت تتعرض لانتقادات مُتكررة من النقاد الفنيين على أدائها التمثيلي، إلا أنها فرضت نفسها وبقوة عن طريق الكاريزما القوية التي كانت تتمتع بها، كما أنها أصبحت مصدر إلهام للموضة، من تسريحة الشعر المرفوعة، إلى الكحل الأسود، إلى أزيائها التي ارتبطت باسمها وانتشرت عالميًا.
وخلال أواخر الخمسينيات والستينيات، قدمت باردو سلسلة من الأفلام الناجحة التي رسخت مكانتها، من بينها:
- La Vérité -1960
- Contempt -1963
- Viva Maria! -1965
- Shalako -1968
إنجازات فنية عالمية
قدمت بريجيت باردو أكثر من 45 فيلمًا سينمائيًا، إلى جانب أعمال مسرحية وأغاني موسيقية حققت رواجًا كبيرًا، خصوصًا أغنيتها الشهيرة Je t’aime... moi non plus، عملت مع كبار المخرجين، وأصبحت وجهًا بارزًا للمهرجانات السينمائية الكبرى، ونجمة الصفحات الأولى للصحف والمجلات لعقود.
وخلال مسيرتها حصدت جائزة David di Donatello الإيطالية، ووسام جوقة الشرف الفرنسي والذي رفضته لاحقًا.
زيجات متعددة وابن واحد
كانت حياة باردو العاطفية لا تقل صخبًا عن مسيرتها الفنية، تزوجت أربع مرات؛ المخرج روجيه فاديم، الممثل جاك شارير، الملياردير الألماني غونتر زاكس، و برنار دورمال. وأنجبت ابنًا واحدًا، نيكولا شارير من زوجها جاك.
أزمات نفسية أدت إلى الاعتزال
عانت بريجيت باردو طوال حياتها من نوبات اكتئاب حادة، وحاولت إنهاء حياتها أكثر من مرة، خاصة في ذروة شهرتها.
كانت الأضواء خانقة بالنسبة لها، والشهرة عبئًا ثقيلًا. وفي عام 1973، فاجأت العالم بإعلان اعتزالها التمثيل نهائيًا، وهي في قمة شهرتها، انسحبت بهدوء إلى جنوب فرنسا، وكرست حياتها للدفاع عن حقوق الحيوانات.
أسست لاحقًا مؤسسة بريجيت باردو، التي أصبحت من أكبر المنظمات المدافعة عن الحيوانات في أوروبا، وخاضت معارك سياسية وإعلامية شرسة في هذا المجال.
قد ترغبين في معرفة بريجيت باردو أيقونة السينما الفرنسيّة جفّت دموعها لكثرة البكاء: لماذا؟
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن





