أساليب مبتكرة للطلاب في الغش

بعد أن انتهينا من اختبارات نهاية العام التي يفترض أن تكون منهكة بعدما بذل الطلاب والطالبات جهدهم فيها وتكريس كافة وقتهم للمذاكرة والاسترجاع وحل نماذج الامتحانات، رصدنا من خلال الطلاب انفسهم أساليب جديدة مبتكرة للغش مارسوها بعض الطلاب حتى يستطيعوا اجتياز الامتحانات بسلامة وأمان، رغم أنه تم ضبط عدد لا بأس به من حالات الغش في مراحل عمرية مختلفة
-الورقة الأكورديون
هذه الطريقة عبارة عن ورقة دفتر مدرسي تكتب فيها معلومات مختلفة بشكل مصغر جداً أو قد تكون ورقة مطبوعة بخط كمبيوتر، ثم يتم ثنيها على شكل آلة الأكورديون الموسيقية، وتتم خياطتها في "كم القميص" من الداخل، وبسهولة يتم إخراجها من "كم القميص" والاستعانة بالمعلومات الموجودة بها تحت طاولة المدرسة.
-الغش الإلكتروني
هذا النوع من الغش يتضح من اسمه أنه يعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا، فيتم الغش إما من خلال ساعات رقمية، أو آلة حاسبة، أو هاتف محمول، والأشهر يتم من خلال سماعات "البلوتوث" التي تضعها الطالبة في أذنها تحت الحجاب أو يضعها الطالب في أذنه، وعندها يقوم بارتداء "شماغ"، ثم يكلم شخصاً معه كتاب المدرسة، ويبدأ بقراءة الأسئلة بصوت منخفض، ويحصل على الإجابة النموذجية.
الملصقات التجارية
يتم ذلك من خلال استغلال الملصقات التجارية الموجودة على زجاجات المياه المعدنية من خلال الكتابة على الملصق مباشرة أو فك الملصق والكتابة على ظهره وإلصاقه مرة أخرى بالزجاجة، واستخدامه في لجنة الامتحان وقت ما يشاء الطالب.
النظارة الإلكترونية
هذه النظارة لا تختلف كثيراً عن شكل النظارات الطبية، وكل ما يزيد عليها هو وجود كاميرا فيديو صغيرة جانبية في أحد أطراف يد النظارة، ويمكن من خلالها أن تعرض صفحات الكتاب المدرسي بشكل مصور ومصغر، وقد تكون هذه النظارة مكلفة مادياً لكنها للأسف متواجدة.
السوار الجلد
هذا السوار يستخدمه الطلاب والطالبات من خلال كتابة بعض الإجابات أو المعادلات الصعبة التي لم يتمكنوا من حفظها على ظهر السوار، وأثناء تواجدهم في لجنة الامتحان يقومون بخلعه وخلع الساعة حتى لا يشك المراقب بهم، وأثناء تواجدهم على الطاولة يستطيعون رؤية الإجابة التي يريدونها.
الحذاء
يتم استخدام أنواع معينة من الحذاء، مثل: "النعال" للشباب، و"الصندل" للبنات، أو استخدام أي حذاء يتمكن الطالب من خلعه بسهولة وإخراج قدمه منه في ثوانٍ لالتقاط الأجوبة بالنظرة السريعة المكتوبة على الورقة الملصقة داخل الحذاء.
الحجاب والشماغ والقبعة
هذه الطريقة تم استخدامها كثيراً، وهي حياكة ورقة الغش في طرف حجاب الطالبة أو شماغ الطالب، ويكون هذا الطرف على كتفهم يستطيعون تقريبه أمامهم لينظروا إلى الإجابات بشكل خاطف، وإذا كان الطالب يرتدي قبعة فإنه يقوم بإلصاق الورقة في القبعة من الداخل، وأثناء الامتحان يضعها على رجله أو على الطاولة، ويستطيع عندها إخراج ما في ورقة الغش من خلال نظرة سريعة.

من غشنا ليس منا

تحدثت معنا سماح الغامدي، أخصائية اجتماعية بمدرسة "قمم الحياة"، قائلة: "تعتبر مشكلة الغش من المشاكل الشائعة في المدارس بجميع مستوياتها أثناء فترة الامتحانات، وحينها يلجأ التلاميذ لأساليب متعددة يتفننون في صورها وأشكالها لينقلوا إجابات أسئلة الامتحانات دون أن يراهم المراقبون، لذلك يتوجب علينا الوقوف على اﻷسباب المؤدية لانتشار هذه الظاهرة، وتفعيل دور مجالس اﻷباء والأمهات في المدارس، وتبادل المعلومات، وتعزيز الثقة بين البيت والمدرسة، ومعرفة دوافع هذا السلوك، والتي دفعت الطالبة لمثل هذه التصرفات لمعالجتها والحد من انتشارها باعتبارها تصرفات خاطئة مع توضيح كيفية الاستعداد للامتحان، والتخفيف من القلق الناجم عنه، وإحياء الوازع اﻷخلاقي، وتنميه الضمير الداخلي بأن الله رقيب على عباده، وتبصير الطلبة بالأضرار الناجمة من هذه السلوكيات بهدف الوصول إلى مستوى عالٍ من الأخلاق والضمير الإيجابي، فالطلاب الذين يستخدمون حجة ضيق الوقت هم بالتأكيد لا يكتبون الكتاب المدرسي بالكامل لغشه، بل يكتبون أجزاء معينة، وبالتالي فالوقت المستخدم لعمل وابتكار أداة للغش هو نفسه الوقت الذي بإمكان الطالب أن يحفظ فيه الإجابات التي يحتاج إلى غشها، وعلى الأسرة أن توضح لأبنائها أن استخدام أسلوب الغش للنجاح أو التفوق ليس دليلاً على النجاح، بل هو قمة الفشل؛ لأن هذه الدرجات ليست حقيقية، ولا يستحقها الطالب الغشاش، لذلك نهى رسولنا الكريم عن الغش في أي شيء كان، كغش التاجر أو الغش في الامتحان، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "من غشنا فليس منا"، أي تنتزع منه صفة الإسلام، فهل يعقل أن نضحي بإسلامنا لننجح في اختبارات مدرسية دنيوية؟"
وأضافت: "النجاح الحقيقي يكمن في بداية العام الدراسي واستغلال الأيام للدراسة لتكون فترة الامتحان ما هي إلا استرجاع لما سبق، كما يكمن أيضاً في عملية تنظيم الوقت، فالدراسة لا تعني عدم ممارسة رياضتك المفضلة أو عدم مشاهدتك للمسلسل المحبب أو عدم إقامتك لفروض الله سبحانه وتعالى، ولكن التنظيم الحقيقي للوقت يجعلك لا تشعر بالحرمان الذي تكره الدراسة بسببه، ثم تلجأ للغش".