في هذا البلد كل من يتكلم عن الفساد يطلعوه «حرامي»، وكل من يتكلم عن الأخلاق يطلعوه «بلبوص»، فمصيبة الوطن العربي هي العدل الانتقائي، والإدراك الانتقائي، والانتقاء الانتقائي، وهو ما تعلمناه من الونش الذكي الذي لا يرى سيارات الكبار، لكنه يشم عربات الغلابة من مسيرة شهر، لذلك يطبق القانون على «المغضوب عليهم»، لكنه يتغاضى عمن يقول «آمين».
«جلال عامر»
دكان البلد
جعل البلد دكاناً
في فلسفة كل دكان أن كل شيء معروض للبيع..
وفي فلسفة دكان البلد أن كل شيء في البلد معروض للبيع، حتى البلد.. معروض للبيع في الدكان.. آخر تقليعة في عالم الدكاكين هو دكان البلد.
هذا المتجر فتحته منظمة لبنانية غير حكومية تحت عنوان «سكّر الدكان»، والتي تهدف إلى جمع بيانات حول فساد مكاتب الإدارات العامة في لبنان؛ من أجل إطلاق البيانات التي جمعوها، والحملة الإعلامية التي يقومون بها تريد جمعية «سكِّر الدكان» أن تلقي الضوء على مستويات الفساد النافذة في مؤسسات لبنان العامة، بعدما انتشرت صور الفساد لبيع شهادات البروفيه ولـ«تصفير» عداد الكهرباء، رُخص قيادة، شهادات جامعية وأصوات انتخابية...
كل شيء للبيع، حتى حق الإنسان في الحياة معروض للبيع.
هذا هو شعار «دكان البلد»، التي فتحت منذ فترة قصيرة واجهة لها في شارع الجميزة في بيروت.
بضاعته المعروضة في الفاترينة مليئة بكل شيء فاسد ومزور.. بطاقات هوية مزوّرة من كل الأشكال والأصناف...إلخ.
هم يعتقدون أن «دكّان البلد» هذه ليست مشروعاً للفساد بقدر ما هي حملة هادفة إلى وقف الفساد في البلد، وأنا أعتقد أن هذا المشروع تنويري إصلاحي ديمقراطي، يجب تعميمه على كل أرجاء الوطن العربي الكبير لافتتاح فروع في كل مدينة عربية، فهو مشروع ساخر من كل أنواع الفساد، هذا المشروع ليس مشروعاً لبنانياً خاصاً.. فهو مشروع عربي بامتياز، يجب أن يطرح للاكتتاب العام؛ لتأخذ كل مدينة حصتها من الفساد والرشوة وشعارات الإصلاح منتهية الصلاحية...
شعلانيات:
| من عجائب الدنيا هذه الأيام... أن ترى غنياً يسرق، وفقيراً يتصدق!
| لا يهم أن تكون مثقفاً، كن محترماً فقط؛ فالاحترام ثقافة!
| كي يبقى الجميل جميلاً لا تقترب منه كثيراً!
| نغلق أعيننا عندما نبكي، وعندما نحلم، وعندما نتمنى؛ لأن الأشياء الجميلة في الحياة لا نراها بالعين، بل نشعر بها!





