mena-gmtdmp

احنا مش اتفقنا ما نتكلمش في السياسة!!

مبارك الشعلان
النكتة هي صحيفة المعارضة الأسرع تعليقاً، والأوسع انتشاراً، فهي سلاح من لا سلاح له، الغريب أن النكتة والأحداث التي ارتبطت بها قديماً تكاد تكون نسخة كربونية تتكرر في واقعنا الحالي، النكتة في السياسة حرام «وتودي في ستين داهية»، ومع ذلك الناس كل يوم «تنكت»؛ لأن النكتة هي خبز الناس إذا لم يجدوا خبزاً، ورسالتهم للسلطة، عندما لا يجدون ساعي البريد، مثل ذلك الذي قال لآخر: النهاردة الجو حار، لا يطاق. فسارع الآخر يقول: إحنا مش اتفقنا ما نتكلمش في السياسة!. والنكتة هي صحيفة المعارضة، عندما لا تكون هناك معارضة، مثلما حدث في أيام السادات ومرحلة الترويج للانفتاح في الوقت الذي لا يجد الناس ما يأكلوه. قيل إنه أثناء زيارة بيجين لمصر، شاهد هو والسادات زحاماً شديداً على مجمع للسلع الاستهلاكية، فسأل بيجين: ليه الزحمة دي يا فخامة الرئيس؟ وسأل أحد الواقفين، فأحس السادات بالحرج.. وقال: أبداً، ده مأتم، والزحمة دي للعزاء، فاقترب بيجين من الزحام. قال: عزيت؟! فقال: لا... ع السكر!! النكتة، تهمة قومية، شكلت لها لجنة تصنفها حسب خطورتها على الأمن القومي. فكان يرمى «بأصحاب النكتة» وبالمنكتين بالسجن السياسي بتهمة النكتة السياسية، فوجد أحدهم نفسه بالسجن محاطاً بسياسيين اشتراكيين وشيوعيين وإخوان، وكل واحد يسأل الثاني، الأخ شيوعي؟ فيرد: لا إخوان، ويسأل آخر الأخ إخوان؟ فيرد: لا شيوعي. فسألوه: والأخ شيوعي وللا إخوان؟ فقال ساخراً: أنا من الإخوان الشيوعيين، فحبسوه للتحقيق مرة أخرى بتهمة تأسيس حزب جديد اسمه الإخوان الشيوعيون! كل ذلك بسبب «نكتة»!! النكتة السياسية مشروع ضحكة، أو مشروع سجن، فالسياسيون يحبون أن يسمعوا النكتة، ولكن لا يحبون أن ينكت عليهم أحد! يحبون أن يضحكوا لا أن يضحك عليهم. النكتة التي لهم مشروع ضحكة، والنكتة التي عليهم مشروع سجن. مثلما قال الرئيس الروسي الأسبق بريجنيف عندما قال له الرئيس الأميركي الأسبق كارتر: أنا هوايتي جمع النكات، فقال: وأنا هوايتي «أجمع» الذين يطلقون النكات!! شعلانيات: | إذا أردت اكتشاف عقل شخص فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي! | ستشعر بجمال الحياة، عندما تجعل لكل يوم صفحة جديدة! | قد ينصحك شخص بأمر وهو لا يفعله، ليس لأنه متناقض، بل ربما تمنى لك الخير في أمر لم يستطع فعله! | أرقى الناس هو أقلهم حديثاً عن الناس، وأنقى الناس هو أحسنهم ظناً بالناس!