مواقع التواصل الاجتماعي هدفاً للتغيير

9 صور

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عاملا أساسيا للتغيير في المجتمع، بالإضافة إلى أهميتها في تهيئة متطلبات التغيير من خلال تكوين الوعي في نظرة الإنسان إلى مجتمعه والعالم. فالمضمون الذي تتوجه به عبر رسائل إخبارية أو ثقافية أو ترفيهية أو غيرها، لا يؤدي بالضرورة إلى إدراك الحقيقة، بل إنه يسهم في تكوين الحقيقة، وحل اشكالياتها.

ونحن هنا أمام ثلاثة نماذج من مواقع التواصل الاجتماعي كان هدفها المشترك إحداث التغيير، وإن اختلفت في السبب والمضمون:

تطوير العادات الإيجابية.. "أوسمه نشطة"
قد يكون موقف ما نمر به في حياتنا سببا لدفعنا بعمل الكثير مما يفيد المجتمع، فتعطل أعمالا مهمة للناشطة الاجتماعية، ود أسامة، بسبب عدم وجود "سائق" جعلت لها هدفا للتغيير من خلال حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

حيث تعمد على إطلاق "أوسمه" خاصة تنتقد من خلالها أي سلوك اجتماعي على طريقتها الخاصة " الكوميديا السوداء"، وكان آخر وسم حمل عنوان "#حياة_بنت_في_السعودية"، ناقشت عبره اعتماد المرأة الكامل على الرجل، والذي تفرضه بعض القيود المجتمعية السائدة، وتأثير هذا الموضوع تأثيراً سلبياً على حياتها وتعطيل الكثير من مسؤولياتها المهمة وإن كانت بسيطة.

وحصل الوسم على تفاعل كبير تجاوز 5000 تغريدة منذ إطلاقه، حيث تحدثت فيه كل فتاة في السعودية ،عن معاناتها مع القوانين المجتمعية التي تعيق مسيرتها في الحياة اليومية.

 

التعايش مع الحجاب "Surviving Hijab"

لم تكن تعلم منال رستم أن حادثا مأساويا صادما، حصل لها ولعائلتها سيشكل مفصلاً هاما لها لتتخذ قرارها في التغيير وارتداء الحجاب، رغم عدم جاهزيتها له في البداية، وخوف أهلها من عدم الالتزام به.
ورحلتها مع الحجاب مرت بمراحل غير مستقرة وقلقة بين ارتفاع وانخفاض، ولم تجعل منه عائقا لتمارس مختلف النشاطات الرياضية بين الركض والسباحة وغيرها، وقد أنشأت مجموعة خاصة تحت عنوان "Surviving Hijab" بلغ عدد المنضمين لها مايقارب 42.000 فتاة خلال 9 أسابيع.

في عام 2013 بدأت بعض صديقاتها المحجبات بخلعه، لدرجة أن أقرب صديقاتها التي كانت سببا وداعما لها في الثبات على ارتدائه، تخلت عن ارتدائها له، وأصبحت الجملة التي تتردد على مسامعها منهن "يلا يا منال مافضلش غيرك"،
كان خوفها من خلع الحجاب مرتبط بمخافة الله، لكنها استطاعت تجاوز ذلك بممارسة الرياضة والسباحة، لتشعر ذاتها بأن المحجبة تستطيع ممارسة كل شيء تريده بحجابها، وأن الحجاب ليس عائقا.

 

رسالة حسمت خياراتها!
في آخر سبت من شهر اغسطس، كان يوما حاسما بالنسبة لمنال، حيث أرسلت صديقتها مها العويشي رسالة دعت من خلالها لقراءة مقال، معلقة: "يلا يابنات اقرؤوا المقال، مابقى غيرنا".
كان المقال يتحدث عن معوقات الحجاب، وفتاة تتحدث بسخرية عنها، وعن صعوبته وسبب خلع الفتيات له، ممادفع منال لانشاء المجموعة على الفيس بوك لدعم الفتيات المحجبات، للتعايش مع الحجاب، وأضافت 80 فتاة، وتزايد العدد بعدها.
تأثر الكثيرات بهذه المجموعة من الفتيات، فالبعض وجد توقيتها مناسب، وشاملة بمحتواها، حيث ركزت منال على ثلاث أنواع من الفتيات، اللواتي ارتدينه حديثا، و اللواتي يرغبن بارتدائه لكنهن مترددات، إضافة لمن ارتدينه ومن ثم قمن بخلعه ويرغبن بارتدائه من جديد.


مجموعة نشطة ومنوعة
في فترة قصيرة أصبحت المجموعة عالمية، حيث انضم لها العديد من الفتيات اللواتي أسلمن حديثا، ويحتوي قصصا واقعية لارتداء الحجاب، وصور شخصية لهن أثناء القيام بمختلف النشاطات الحياتية مع ارتداء الحجاب.
بالاضافة إلى أن المجموعة لم تحدد لغة واحدة، حيث تحتوي مواضيع ومشاركات باللغة الانجليزية والفرنسية، مما ساهم بانتشارها بشكل أكبر.

 

توثيق إنجازات ومطالبة بسن عقوبات.. "سعوديات مبدعات"
من جانب آخر، كان هدف الناشطة الحقوقية والفنانة التشكيلية سارة الشهري، في حساب خاص انشأته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حمل عنوان "سعوديات مبدعات"، سعت من خلاله إلى توثيق إنجازات المرأة السعودية محلياً وعالمياً.
إلا أنها سعت لتوظيف هذا الحساب لخدمة هدف آخر، حين برزت ظاهرة السب والقذف الالكتروني، تجاه المرأة السعودية التي تتمتع بحياة مهنية في مختلف المجالات كالطب والتمريض، بالإضافة إلى المبتعثات، حيث أطلقت حملة تهدف لتوعية المجتمع بخطورة السب والقذف الإلكتروني، من خلال وسم "#احميها_ من _لسانك"، للمطالبة بسن عقوبات شرعية ضد كل المتطاولين، وتعريف ضحايا السب والقذف بحقوقهن القانونية.

وبعد الأثر والدعم الكبير الذي حققه الوسم، حيث بلغ عدد المغردين فيه 10,000 من تاريخ انطلاقه، قامت سارة بإنشاء صفحة بتويتر بالتعاون مع عدد من المبتعثات والمحاميات والحقوقيات لحماية الفتيات من القذف والارهاب الالكتروني، تضم حتى الآن أكثر من 500 متابع، وأكدت أن حملتها لم تنشأ عبثاً، ولكن بعد الم ومعاناة وصلت الى حدود الإرهاب النفسي للمبتعثات برسائل تهديد بالقتل والتشهير دون ردع أو عقوبة.

 

الرأي الاجتماعي

طرحت سيدتي سؤالها حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ودرها في التغيير في اتصال مع أخصائي طب المجتمع والصحه المهنية سيف درويش، وقال إن: "لها دوراً وهي وسيلة من وسائل الإعلام، لكن ليس بالضرورة أن يكون إيجابياً، فأحيانا تتحول إلى ظاهرة سلبية، فقد تكون الرسالة غير صحيحة أو المعلومة مجزأة."

وأضاف: "بعض المواضيع الصادمة للمجتمع قد لايتم تداولها بشكل صحيح، فتؤدي إلى نتيجة سلبية، كالمواضيع المتعلقة بالمخدرات والمثلية الجنسية، أو الدعارة.

فحملات المحاربة الغير مدروسة قد تؤدي للترويج السيء، مثلا الصورة النمطية التي يظهرها الإعلام عن مدمن المخدرات أدت إلى عدم معرفة المدمن بشكل صحيح."