ثاني سودانية تحترف صيد الأسماك

4 صور
عند ضفاف نهر النيل جلست (سيدتي) لفاطمة موسى، التي فازت بجائزة أشجع نساء السودان، وهي تغوص فى أعماق المياه لترمي بشباكها في عمق النهر، وتصيح بصوت عال «وجدتها وجدتها»...
قالت لسيدتي:
أنا صائدة أسماك منذ الصغر، تدربت على المهنة ولم يبلغ عمري الثالثة عشرة، عندما كان والدي يصطحبني معه فجراً، وقبيل صلاة الصبح لأرمي بالشباك في جوف النهر...
أنا لا أهاب التماسيح:
روت لسيدتي قصة عشقها للماء، وما بجوف الأنهار وعلاقتها بالتماسيح.
قالت: هناك مقولة مفادها أن المرأة أكثر عرضة للوقوع في فم التمساح؛ لأنها بطيئة الحركة عندما يهاجمها التمساح، ولما تكررت المأساة قررت أن أرتدي بنطالاً رجالياً لحماية نفسي من الموت المؤكد، وأصبح التمساح يهرب مني عندما يجدني بالبنطال؛ اعتقاداً منه أنني رجل يصوب شباكه نحوه.
وعن نوعية الأسماك التي تسعى لصيدها وتمتاز بوفرة اللحوم فيها، قالت: الكبروس، خشم البنات، العجل، والبلطي، أما سمك «القرقر» فهو من أخطر أنواع الأسماك وأكثرها شراسة، وأوفرها لحماً، وهذا القرقر يتفرد بقرون طويلة وحادة، ولن ينجح الصائد في اصطياده ما لم يقو على كسر تلك القرون.
والصائدة فاطمة توسعت في مهنة الصيد، ودربت جميع أفراد أسرتها، وعدداً من نساء القرية الواقعة بمنطقة الجبليين، التي تعتبر من أكثر مناطق السودان ثراءً بالأسماك.
وبرعت فاطمة في صناعة شباك الصيد المكونة من الحبال المقوية ومادة الفويل والأخشاب المرنة، وأصبحت تاجرة جملة لهذه السلعة، بل وتعمل الآن على توفير أجود أنواع الأسماك الطازجة لكافة المطاعم والنزل والبقالات الكبيرة...
جائزة الإبداع الريفي:
كانت عقيلات رؤساء الدول الأفريقية قد اجتمعن بمدينة جنيف صيف عام 1992م، وتقرر أن ترصد جائزة تشجيعية للمرأة الريفية، على أن يقام مؤتمر سنوي تعرض فيه كافة المنتجات النسوية الأفريقية إلى جانب تفرد نساء الريف بإبداعات مهاراتية لمختلف الأنشطة المجتمعية التي تعنى برفع مستوى دخل البيت الأفريقي.
حيث تم رصد جوائز مالية مقدرة كتشجيع للنساء الأُول، إضافة إلى إيجاد فرص للتدريب بعدد من الدول الآسيوية.
هذا العام استضافت الخرطوم الدورة الثامنة لهذه التظاهرة الاقتصادية، والتي جاء الحضور إليها من كافة ولايات السودان المختلفة إلى جانب حضور أفريقي متعدد الجنسيات، حيث فازت ست سيدات من ولايات نائية جاءت كالآتى: الخرطوم، النيل الأزرق، القضارف، جنوب دارفور، شمال كردفان، النيل الأبيض.
وكانت مجمل المشاريع التى خضعت للمنافسة هي:
تربية المواشي، استخلاص الألبان، منتجات الحليب، الزيوت النباتية، حفر الآبار، إنارة القرى، تربية الفتيات الصغيرات، تجويد القرآن، فلاحة البساتين؛ مما أدى إلى الاكتفاء الذاتي داخل تلك المناطق والمناطق المجاورة لها عبر جهد تبذله النساء في الريف السوداني، وبذلك استحقت المرأة العاملة أن يطلق عليها امرأة السودان مبدعة وقادرة على تغيير مسار الحياة رغم قسوة الريف وجفافه.