معلمة تدرس الطالبات صباحاً وتتسول عصراً

نستغرب دائماً عندما نرى سيدات سعوديات يتسولن في الشوارع، ونتساءل عن دور الجمعيات والأهل في السماح لهن بالتسول، لكن الظروف أحياناً تجبر الشخص على ممارسة هذه المهنة.

ولم تتوقع إحدى المعلمات أن تأخذ وظيفة التسول لتكون وظيفة جزئية لها بعد انتهائها من مهنة التدريس، حيث أنها اضطرت أن تتقمص شخصية المتسولة لإطعام أبنائها وعلاج ورعاية زوجها المشلول لتجمع ريالات معدودة تشتري بها قوت اليوم، فلا أحد يستطيع مساعدتها من الجمعيات الخيرية التي لا تعترف إلا بمن لا وظيفة لهن، فيما وظيفتها التي تعمل فيها لا توفر لها قوت اليوم بعدما وجدت راتبها بأكمله مرهوناً بسيارات استدانتها من أجل علاج الزوج الذي ابتلي بشلل نصفي سفلي وارتعاش في كامل الجسم في مستشفى متخصص.

وذكرت المعلمة أنها في الصباح تذهب إلى المدرسة لتعلم الطالبات معاني الرحمة والإخلاص، وتخرج لتطلب من الناس الإشفاق والرحمة عصراً؛ لأن الجمعيات الخيرية لا يمكن أن توفر لها دعماً ما دامت تعمل معلمة وتتقاضى راتباً، مضيفة: "ولكن أين الراتب؟"، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة "عكاظ".

وكانت المعلمة التي وقعت في بئر الاستدانة لإنقاذ زوجها المعاق تعيش في إحدى المحافظات مستورة الحال قبل أن تتدهور صحة زوجها فجأة، مما استدعى تنويمه في مستشفى في جدة، فاضطرت بدورها لطلب النقل إلى جدة لمرافقته والعمل على رعايته، لكنها لم تجد طريقة لاستئجار منزل باسم زوجها، فاستنجدت بزوج أختها الذي استغلها وطلب منها مالاً لاستئجار الشقة باسمه، ولأنها لا تملك المال، اقترح عليها شراء سيارة بالأقساط وبيعها له على أن يسدد لها القسط الشهري، فقبلت بذلك، لكنه لم يلتزم بالسداد، مما دعاها لاستقطاع المبلغ من راتبها، لتبدأ الديون تتراكم عليها، ولم تجد حيلة إلا بالاستدانة مجدداً عن طريق أقساط سيارة جديدة باعتها لسداد بعض من ديونها، لكنها وقعت في بئر الديون، فلم تجد طريقة لإطعام الصغار سوى التسول في الشارع.