النائبة التونسية سنية توميّة وكيف فكرت بالانتحار

7 صور

أكّدت سنية توميّة (38 عاماً) النّائبة السّابقة بـ«المجلس الوطني التأسيسي التونسي» أنّها فكّرت في الانتحار، لولا إيمانها بالله، حسب تعبيرها، وصدم هذا الاعتراف الرأي العام في تونس، خاصّة وأنّ سنية هي شخصيّة عامّة معروفة، واكتسبت شهرة واسعة لكثرة ظهورها في البرامج التليفزيونية، ولطرافة وغرابة بعض تدخّلاتها أحياناً في المجلس التأسيسي.

وعلّلت سنية هذا القرار بقولها: «إنّها شعرت بفراغ رهيب بعد انتهاء فترة نيابتها في المجلس التأسيسي(2011-2014)، وازداد يأسها وإحباطها بسبب عدم ترشيح حركة حزب «النهضة» لها من جديد في الانتخابات الأخيرة، التّي جرت في شهر أكتوبر الماضي»، وأضافت سنية بن توميّة في تصريح لجريدة «الصباح الأسبوعي» أنها ألفت «المجلس الوطني التأسيسي»، و«تعوّدت على الكرسي» والتمتع بالحصانة، وأضافت: «فجأة وجدت نفسي أعيش حالة فراغ، وتعمقت معاناتي مع تهميشي من طرف حزب «النهضة»، ولا أخفي أن فكرة الانتحار راودتني لولا إيماني بالله».
واللافت أن سنية توميّة –وهي متخرّجة في معهد الصحافة وعلوم الأخبار- أعدت في وقت سابق رسالة نيلها شهادة «الماجستير» حول موضوع «الحدود الفاصلة بين الشهيد والمنتحر».
ورغم صدق سنية بن توميّة وبوحها بما فكّرت فيه من وضع حدٍّ لحياتها؛ إلا أنّ صراحتها كانت صادمة، فهي أولاً تنتمي إلى حركة حزب «النهضة» ذات التوجّه الإسلامي، ثم إنها ثانياً هي زوجة وأم لثلاثة أبناء، كانت تبدو دائماً ضاحكة مستبشرة، وثالثاً لذكرها السبب الذي دفعها إلى التفكير في الانتحار، وهو تعوّدها على ما أسمته بـ«الكرسي»؛ أي المنصب واستمتاعها بالنجوميّة.

بسيطة وتلقائية
كانت سنية توميّة مغمورة قبل عام 2011 ولا أحد يعرفها؛ إذ كانت تعمل موظفة عاديّة، وفجأة وإثر انتخابها عضوة في المجلس التأسيسي، إثر قيام الثورة في تونس عام 2010 اكتسبت شهرة كبيرة؛ بسبب شخصيتها «الطريفة» وتصريحاتها، التي أثارت الكثير من التعليقات، بل إنها كانت محل تندّر وأيضاً محلّ تهكم وسخرية من بعض الناس ومن بعض وسائل الإعلام، وكانت تُدعى إلى البرامج بسبب شخصيتها الطريفة وتصريحاتها المثيرة، وهي بدورها كانت تستمتع بالأضواء، التي سُلطت عليها، واكتسبت شهرة واسعة. ورغم أن البعض رأوا أنها تتسم بالطيبة والتلقائية؛ إلا أنه من المؤكد أنها وقعت في «مطبّات» دفعت بحزبها حركة «النهضة» إلى عدم إعادة ترشيحها.
والمؤكد أن سنية توميّة تعوَّدت على «المكانة»، التي اكتسبتها بصفتها عضوة بالمجلس التأسيسي، وتعوَّدت على راتب جيّد وامتيازات، وأكثر من ذلك تعوَّدت على الأضواء، وأنها بعد انتهاء مهامها عادت إلى عملها السابق كموظفة عادية، بعيدة عن الأضواء، وهو ما يفسر حالة الإحباط التي أصابتها، وجعلتها تفكر بالانتحار حسب تصريحها.