كذب الخبراء ولو صدقوا!

مبارك الشعلان
الخبير هو الذي يعرف أكثر وأكثر عن أشياء أدق وأدق، حتى يصل إلى أن يعرف كل شيء عن لا شيء، والخبير هو الذي يقول ماذا يحدث غداً لك، ثم يقول لك لماذا لم يحدث، وهو مثل دعاية التلفزيون؛ لا يمكن أن يصدق منها الإنسان كلمة واحدة، وبالتالي لا تصدقها، مثلما أنك لا تصدق العريس في فترة الخطوبة، ولا المرشح في فترة الدعاية الانتخابية. ومثل الأبراج؛ تقول لك ما سيحدث في المستقبل، وعادة ما يكون خطأ! بعد انهيار الأسهم 1929م في أسواق العالم اجتمع رؤساء 35 شركة من أكبر الشركات المالية في «وول ستريت»، وأصدروا بياناً لدى انتهاء التعامل، أكد أن السوق استقرت. ولكن جاء اليوم التالي وخسرت الأسهم من قيمتها عشرة بلايين دولار، أو ما يعادل ضعفي النقد المتداول في أيدي الأميركيين في تلك الأيام. وعاد السياسي ورجل الأعمال ومستشار البيت الأبيض «برنارد باروخ» فقال بعد الانهيار الثاني إن الأزمة عبرت، ولن تطول. غير أن السوق خسرت تلك السنة 50 بليون دولار (وهو رقم يترجم إلى تريليونات بعملة اليوم)، ولم يتحسن الاقتصاد الأميركي إلى أن دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية قرب نهاية 1941م. شخصياً لا أعرف عن انهيار 1929م غير ما نقرأ عنه، أما ما بعد ذلك فنحن كل يوم نعيش في انهيار مالي واقتصادي. مجلة «تايم» أعلنت في 1987م أن انهياراً على طريقة 1929م لن يحدث، وجاء في ديسمبر نهاية 1987م، فخسرت بورصة نيويورك 508 نقاط، فيما وصفته «نيويورك تايمز» بأنه أكبر انهيار على الإطلاق. وقال الخبير «روبرت بريشتر» في مجلة «بزنس ويك»: إن «درس ديسمبر يجب أن يفهم، فزمن ارتفاع الأسهم مضى إلى غير رجعة». في النهاية، الخبير إنسان يقول لك ما سيحدث غداً، ويقول لك غداً لماذا لم يحدث ما قاله لك أمس. وهو من الحماقة أن يحاول بعد ذلك إقناعك بأنه يعرف ما سيحدث بعد غد! ما أريد أن أقوله... لا تصدق «الخبراء»، بل على العكس، اسمع آراءهم، ثم اعمل بعكسها! شعلانيات: | كل إنسان على حق، بشرط أن يتفق معنا... وإذا لم يتفق معنا فهو ليس على حق، حتى وإن كنَّا على باطل! | كان أمله أن يعيش مستوراً، وتضاءلت أحلامه إلى أن أصبح يحلم بأن يموت مستوراً، أو على الأقل لا يموت مفضوحاً! | إذا أردت أن تعيش سعيداً فانظر إلى من هو أقل منك! | وإذا أردت أن تعيش تعيساً فانظر إلى من هو أعلى منك، ومشكلة الناس أنهم يريدون أن يعيشوا سعداء مع أنهم ينظرون إلى من هم أعلى منهم!