كيف يؤثر ضوء الجوال على اضطراب نومك؟

3 صور
لا يخفى على أحد أن للنوم تأثيراً كبيراً على صحة الإنسان لاستعادة نشاطه بشكل خاص وللصحة البدنية والنفسية بصورة عامة، وهناك العديد من المؤثرات في الحياة التي قد تعمل على اضطراب فترات النوم، فتقلل من ساعات النوم، مما يؤدي إلى أضرار جسدية لا ينتبه البعض لها، ومن تلك المؤثرات التي اكتشفها الباحثون مؤخراً أضواء المصابيح الكهربائية بما في ذلك ضوء أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، والتي تلعب دوراً رئيسياً في التأثير على النوم بشكل سيئ، فبإمكان الأضواء أن تعطل إيقاع الجسم الطبيعي وتؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ وتدفع الناس إلى استخدام المنشطات كالكافيين للبقاء مستيقظين لفترة أطول.

وأوضح الباحث وأستاذ طب النوم في جامعة هارفارد الأكاديمية البروفيسور تشارلز كيزلر لمجلة "نيتشر" أن انخفاض عدد ساعات النوم في الليل يؤثر على الصحة العامة، فقد يكون سبباً للإصابة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب، والاكتئاب، والسكتة الدماغية لدى البالغين، ومشاكل في التركيز لدى الأطفال.

ويؤدي فرط استخدام التكنولوجيا في العصر الحالي إلى أثر سلبي على الصحة، وفقاً لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن خبراء ذكروا أن الباحثين قارنوا عدد ساعات النوم بعدد ساعات استخدام الهواتف المحمولة، وأكدت نتائج المقارنة استخدام الهواتف المحمولة أكثر من 8 ساعات و41 دقيقة، أي ما يزيد على معدل نوم المستخدمين بـ21 دقيقة، وأن %81 من الأشخاص لا يغلقون هواتفهم حتى عند النوم، فيما يطلع أربعة من كل 10 أشخاص بالغين ومراهقين على هواتفهم في الليل بعد استيقاظهم على صوت رنينها.

ويرى الخبراء أن التعرض لإضاءة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية ليلاً يعتبر عادة أكثر تخريبية من المصابيح الكهربائية العادية، حيث يؤثر بشكل كبير على عدم انتظام النوم للأفراد.

وأثبتت الأبحاث أن هناك %51 من الأشخاص يتابعون بريدهم الإلكتروني بمجرد استيقاظهم، فيما يطلع نحو 32% من الأشخاص على بريدهم قبل ارتداء ملابسهم، وقد دفعت هذه الأرقام المتخصصين إلى التحذير مجدداً من النقر الإلكتروني، إذ يحول دون الاستغراق في النوم، خاصة أن دراسات سابقة حذرت من الضوء الصادر عن الهواتف المحمولة، وذكرت أنه يؤثر على إيقاع الجسم الطبيعي، ويحول دون إنتاج هرمونات النوم الطبيعية.

وينصح الخبراء بإغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بنحو ساعة إلى ساعة ونصف، ووضعها بعيداً عن الفراش، وقراءة كتاب أو سماع موسيقى، فضلاً عن الحصول على حمام تستخدم فيه الزيوت المعطرة كاللافندر للمساعدة على النوم.