احذري السكتة العاطفيَّة!

ما سرُّ الخلل الذي يصيب لغة الحوار في العلاقة الزوجيَّة، والذي ينجم عنه فتور مشاعر الحبِّ بين الزوج والزوجة بعد فترة قصيرة من الزواج. وإصابة العلاقة الزوجيَّة بالمرض الصامت الخطير الذي يطلق عليه اسم السكتة العاطفيَّة؟

إنَّه عندما يتذكر الزوجان أنَّهما مختلفان في الطباع، وأنَّهما نتاج لبيئة، ووسط اجتماعي مختلف، وأنَّ أحدهما لا يتوقع من الآخر أن يكون مثله وعلى شاكلته، حينئذ سوف لن تشكو الزوجة من أنَّ زوجها لا يستمع إليها، وأنَّه دائمًا يتقمص دور الموجه والمرشد، كما سوف لن يشكو الزوج من أن زوجته تسعى دائمًا دون هوادة إلى محاولة تغييره، وإصلاح عيوبه.

يقول الدكتور «جراي»: إنَّ المرأة حين تحكي للرجل عن مشكلة ما تطلب منه التعاطف وليس المشورة، وتحتاج منه إلى الحنان وليس إلى الخبرة والتجربة، وأنَّ المرأة في حديثها إلى الرجل لا ترغب بالبحث عن حل لمشكلتها بقدر ما تتوق إلى التعاطف والود.

من ناحية أخرى يرى الدكتور «جراي» أنَّ المرأة حين تجد رجلها يفضل العزلة لا تكلف نفسها عناء البحث عن سبب عزلته وانطوائه على نفسه، ذلك السبب الذي قد يرجع إلى الضغوط المحيطة.

إذا كان الرجل في العادة يريد في حواره مع زوجته خلاصة موضوع الحديث، فإنَّ المرأة من ناحيتها تريد المزيد من التفاصيل، ولذلك فإنَّ حل هذه المشكلة يكمن في أن يتعلم الرجل فنَّ الإنصات، وأن تتعلم المرأة فنَّ الانسحاب من الجدال في الوقت المناسب، وفي أن يوقن الزوج والزوجة أنَّهما ليسا في مباراة لابد أن يكسب فيها طرف على حساب خسارة الآخر، وإنَّما عليهما أن يعرفا جيدًا كيف يديران حوارًا شعاره «أكسب أنا عندما تكسب أنت أيضًا».

في رأي الدكتور «جراي» إنَّ الرجل يكون في أحسن حالاته عندما يشعر أنَّ هناك من يحتاج إليه على عكس المرأة التي تكون في أحسن حالاتها عندما تشعر أنَّ هناك من يهتم بها، وتكون في أسوأ حالاتها، وتشعر بالإحباط، والاكتئاب، وخيبة الأمل إذا أحست أنَّ تعبيرها عن احتياجها تحوَّل إلى توسل، الأمر الذي يجعلها تستشعر المهانة، وتفقد الثقة في نفسها وفي الرجل.

أشياء أخرى:

«إذا لم تدافعي عن شيء.. فستسقطين في سبيل أي شيء!» .