قل نعم.. أحسن لك!

الممارسة الديمقراطية ليست مجرد وضع ورقة في صندوق، يخرج بعدها أو يتخرج الشخص ديمقراطياً، فالعملية أكبر من ذلك وأكثر تعقيداً، فالديمقراطية ممارسة تحتاج إلى تعليم وتدريب، فهي مثل الطريقة اليابانية في الأكل، لا يمكن أن تقوم بها دون أن تتدرب عليها. أو هي مثل السباغتي لا يمكن أن تجيدها دون أن تأخذ «كورساً» في طريقة تناولها، ولكن المشكلة أن «يتدرب» في كل شيء، يتدرب في الكرة لكي يصبح لاعباً، ويتدرب على رمي القرص لكي يصبح رامياً، حتى الرقص يتدربون عليه ليصبحوا راقصين وراقصات، ولكن لا أحد يتدرب على الديمقراطية، فلم نسمع عن مدرسة للديمقراطية، ولم نقرأ عن وجود معهد لتعليم أساسيات الديمقراطية، ولم يتبرع أحد بإصدار كتاب لتعليم الديمقراطية على طريقة «تكلم الإنجليزية في أسبوع»، يكون عنوانه «تعلم الديمقراطية في سنة أو طول عمرك»؛ لأن كثيراً ممن يدعون الديمقراطية لا يتعلمون مبادئ الديمقراطية حتى آخر أعمارهم. الشعوب العربية أصبحت بقدرة قادر ديمقراطية، رغم أنها لم تدخل مدرسة أو معهداً لتعليم الديمقراطية، لذلك أصبحت ديمقراطياتها ديمقراطية سباغتي، فكل واحد يدعي أنه يعرف أن يأكل المكرونة أو السباغتي، ليس بالضرورة على الطريقة الإيطالية، لذلك أصبحت ديمقراطيتنا ديمقراطية «مكرونة». العام الماضي مليار شخص في العالم قد أدلوا بأصواتهم في عمليات اقتراع ديمقراطي، سواء في انتخابات محلية أو انتخابات رئاسية، ولكن هل بعد العدد الهائل من الديمقراطية أو «المتمقرطين»، أصبح العالم ديمقراطياً؟ أو هل أصبحت ممارسات مليار شخص ممارسات ديمقراطية؟ النظرية تقول نعم، والواقع غير ذلك فهذه هي الديمقراطية على طريقة «الفرسان» الذين يدخلون ساحات الوغى، ولا يقبلون الهزيمة ولا يقلبون الرأي الآخر والفكر الآخر والشخص الآخر إلا مقتولاً أو مهزوماً، فقبول الهزيمة ليس من شيم الفرسان الذين يفضلون ثأر الديكتاتورية على عار الديمقراطية، فالديمقراطية عار إذا لم تأت رياحها بما تشتهي سفن الديمقراطيين، فهناك نوع من الديمقراطيين هم آخر من يتحمل نتائج الديمقراطية، والمنادون بتقبل الآخر هم أول من يعملون على إلغاء الآخر، لأن فلسفة الديمقراطيين تقوم على مبدأ الديكتاتورية، فإن لم تكن معي فأنت ضدي، ومن حقك أن تقول نعم أو لا، ولكن قل نعم "أحسن لك"!! شعلانيات: | الحياة لا تعطِينا كل ما نحب ولكن القناعة تعطينا كل الحياة | لاشيء أجمل من شخص يعبر لك عن حبه بالدعاء | بعض الأشخاص يجعلون حياتك رائعة عندما تتعرف إليهم | وبعض الأشخاص يجعلون حياتك أروع عندما "تتخلص منهم"!