mena-gmtdmp

مشاكلك العاطفية والإجتماعية تجيب عليها فوزية سلامة

الخائنة

 

سيدتي..

 

أريد رأيك في مشكلة تخص إحدى صديقاتي، هذه المرأة تزوجت وهي في الثامنة عشرة، ابن عمتها، على غير رغبة منها، ولكنه إنسان طيب ويحبها حبًّا كبيرًا، هذه المرأة أنجبت منه ثلاث بنات، كبراهن في السابعة عشرة.

منذ عامين تعرفت على رجل آخر عن طريق الجوال، وتطورت العلاقة إلى أن أصبح يزورها في البيت، في غياب زوجها، وأحيانًا يبيت، المصيبة هي أن بناتها يعرفن بالأمر، ولكن هي لا تعرف أن أمرها انكشف، الأسرة كلها كانت تعيش في بلد خليجي، ولكن الزوجة والبنات عدن إلى الوطن، وشعرت البنات بأن الأسرة أصبحت في مأمن، ولكنني فوجئت بالبنت الكبرى تأتيني باكية، لتخبرني بأنها سمعت أمها تكلم الرجل المذكور بالهاتف، البنت تخاف من مواجهة أمها، لأن الأم قاسية في المعاملة، والبنات يحببن الأب ويحترمنه، الزوجان طلقا مرتين من قبل، بناء على رغبة الزوجة، ولو عرف الأب بالموضوع قد يطلق زوجته، وتنهار الأسرة بلا أمل في العودة.

أريد أن أعرف تأثير كل هذا على مستقبل البنات، وكيف أساعد هذه الصديقة، لأن أمرها يهمني، ولو واجهتها بما أعرف ربما عاقبت بناتها عقابًا مروعًا، لأنها لا تعترف بالغلط أبدًا ولا تسمع كلام أحد.

الحائرة  تيسير

عزيزتي..

 

غريب أن تخافي على مشاعر امرأة كتلك، وتخافي من رد فعلها، هذه المرأة بحاجة لمن يردها إلى عقلها، وإلى ضميرها، ودينها، لمست في رسالتك محاولات لتبرير أفعالها المنكرة، ومنها أنها تزوجت على غير إرادة منها، وطلقت مرتين، حين تزوجت كانت فتاة في الثامنة عشرة، ولكنها الآن امرأة اقتربت من سن الأربعين، وأصبحت أمًّا لبنات يصلحن زوجات، فأي مثل أعلى تضربه لبناتها؟ أهو مثل للمرأة التي تعيش على فضل الزوج، وفي بيته، وتنفق ماله وهي تخونه في غيبته؟ مثلها لا يستحق النعمة، ولو كانت حقًّا صديقتك لواجهتها بكل صراحة، ولهددتها إن هي أذت بناتها فسوف تفشين سرها عند أهلها كاملاً، لا تخافي من معاملتها لبناتها، لأن بنت السابعة عشرة يمكن أن تنصح أمها، وترجوها أن تحافظ على تماسك الأسرة، وأن تفكر في أن أي هزة في بنية الأسرة سوف تضيّع عليها، وعلى أخواتها فرص الاستقرار في الزواج بسبب سلوك الأم.

إن لم تستجب الأم يجب أن تطلب البنت الكبرى من أبيها التدخل، لكي تكف الأم عن أذى البنات، من دون أن تفضح أمها، والخطوة الثالثة هي التلويح بإمكانية الاعتراف للأب، وللأسرة بما يجري، وعلى الأم أن تتحمل نتائج أفعالها، ويجب عدم أخذ مثلها بالرأفة؛ لأن الخراب الذي تجلبه على من حولها كبير وخطير.

 

 

طيب ولكن....

 

سيدتي..

 

أنا امرأة مطلقة بعد تجربة زواج مريرة جدًّا، تعرّفت إلى شاب وتحاببنا، واتفقنا على الزواج، هو ينتمي إلى دولة غير الدولة التي أنتمي إليها، المشكلة هي أنني خفت من مواقف معينة معه، هو طيب القلب ولكنه يسيء الظن بسرعة، إنْ تأخرت في الاتصال به مثلاً، بسبب أي ظرف، لا يصدق أنني كنت معذورة، ويفترض أنني كنت أكلّم غيره، ويتهمني بأنني لا أهتم به، ويصرّ على موقفه، ولكن عندما يهدأ، يتغير ويصدقني، أعرف أنه يحبني وأن أي إنسان يتصرف تصرفات غير متأنية وقت الغضب، ولكني لا أفعل ما يفعل، وأخاف من المستقبل.

الخائفة حوراء

 

عزيزتي..

 

بدأت رسالتك بأنك عشت تجربة زواج انتهت بطلاق مرير، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، إذا كان الشاب الذي تحبين لا ينتمي إلى وطنك، ولديه ميول للغيرة والتسلط والتمسك بالرأي من الآن وقبل أن تكوني زوجته وله حق القِوامة عليك، فإن هذه الصفات لا تبشّر بزواج هادئ ومستقر، لا أريد أن أحرمك حق الحياة المكتملة مع زوج، ولكني أبصرّك بالعاقبة، إن كنت قادرة على استيعاب صفاته كلها، بما فيها ما وصفت في الرسالة، فتزوجيه، الرضا بالحياة مع شخص آخر هي قبوله كتوليفة إنسانية، فيها العيوب والمميزات، لا تقولي إنه طيب ويحبك ولكنك منزعجة من صفات أخرى فيه، الفيصل هو استعدادك للتعايش معه، والتعايش مع واقع كونه مواطنًا من دولة أخرى، تتعامل مع الزوجة الأجنبية بمعايير مختلفة.

 

 

أزمة تواصل

 

سيدتي..

 

عمر زواجي 11 عامًا، زوجي طيب، وحنون على أولاده، في أول الزواج اكتشفت أنه يشرب الخمر، وحين نهيته نهرني، وقال إن «الباب يفوِّت جمل»، ولم أنسَ له تلك الإهانة أبدًا، ولكن الحمد لله أن ربنا «هداه»، وهذا ما أحمد الله عليه كثيرًا.

منذ ثلاث سنوات ابتعث زوجي إلى الخارج لإكمال الدراسة، وذهبنا معه أنا والأولاد، المشكلة هي أنه لا يشعر بي أبدًا مادام يوفر لنا المأكل والملبس، لا أرى منه طيبة إلا إذا كان يريد مني شيئًا، أو يكلفني بتحمل مسؤولية نيابة عنه، لا أسمع منه إلا النقد، كثيرًا ما يقول لي لماذا لا تحبين الناس؟ أو يقول لماذا لا ندعو أصدقائي إلى البيت، وهو يعرف أنني لا أستسيغ أسلوب التواصل مع الناس، الذين ما إن ندير ظهورنا لهم حتى يتكلموا عن الغير بسوء، كنت أفعل ما بوسعي لإرضائه، ولكن الآن لم يعد يفرق معي أن أفعل أي شيء، لأني أشعر بأنني هرمت، وجفت منابع الإحساس عندي، لا يسألني إن كنت سعيدة أو تعيسة، إذا مرضت يقول خذي حبتين «بنادول»، حين أجهضت حملاً، وبكيت بحرقة، ولزمت الفراش، لأنني شعرت بالحزن، والذنب لفقدان الجنين، قال لي استعيذي من الشيطان، وكفي عن البكاء.

أشعر بأنه أناني لا يفكر إلا في نفسه، منذ فترة أصبت بنوبة من البكاء، وضيق في التنفس، وكنت أهذي، وأنادي على أمي وأمه، فتعجب كثيرًا وجلس إلى جواري، وسألني لمَ كل هذا الحزن وأنا أحبك ولا أسيء لك، والحياة مستقرة بيننا؟ جلس معي، وقرأ المعوذتين على رأسي.

هل يعقل يا سيدتي أن الرجل لا يقول لامرأته إنه يحبها إلا وهي في حالة انهيار؟!

حين ولدت وقبل أن يمر أسبوع دعا أصدقاءه وزوجاتهم وأولادهم إلى البيت، وملأوا الدنيا صياحًا وضجيجًا، وأنا في حالة لا تسمح بكل ذلك، فقلت حسبي الله ونعم الوكيل.

أرجو أن تنصحيني ماذا أفعل، لأني لا أستطيع البوح لأمي خوفًا عليها من الزعل.

ابنتك سمر

 

عزيزتي سمر..

 

قرأت رسالتك أكثر من مرة، لكي أفهم ما بين السطور، ورغم أنك كتبتها بأسلوبك، وحملتها بشكواك، لم أر في زوجك إلا كل خير، المشكلة الحقيقية هي مشكلة انعدام التواصل، أنت من نوع الناس الذين يختزنون الإساءة، والدليل على ذلك أنك لم تنسي أنه دافع عن نفسه بخصوص شرب الخمر، بأن قال لك اذهبي إن شئت، ومع ذلك أغفلت إمكانية أن يكون إقلاعه عن شرب الخمر هو نتيجة ضميره، ونتيجة استيائك من الخمر، والنصيحة التي أسديت له حين يكون المرء مخطئًا يدافع عن نفسه بأسلوب عدواني، لأنه يدرك أنه لا يمكن أن يدافع عن نفسه بالمنطق.

تصوري أنك في حافلة مزدحمة، وأن شخصًا بجوارك -وبدون أن يشعر- داس على قدمك، وآلمك، كيف يمكن أن يقدر مدى الألم إن لم تخطريه بأنك متألمة؟

إذا طلب منك زوجك شيئًا بلطف فلِمَ لا تطلبين منه ما تريدين باللطف نفسه؟

حين دعا أصدقاءه وأسرهم بعد ولادتك، لم يكن يقصد أن يزعجك، ولكنه تصور أن الاحتفال بالمولود، وبالوالدة يستوجب مشاركة الأصدقاء، وفي مثل تلك المواقف تطلب الوالدة من الوالد، أو من صديقات الأسرة أن ينبن عنها في الأمور المنزلية، لا أحد يتوقع منك أن تقومي من فراش الولادة، لكي تعدي طعامًا، وشرابًا للضيوف.

يا ابنتي.. زوجك مثله كمثل مئات الأزواج العرب، يحبك في صمت، ويعتمد أن الحب أفعال لا أقوال، ولا توجد زوجة في هذا الزمان تعيش حياة كتلك التي يعيشها أبطال المسلسلات «المدبلجة» على شاشة التليفزيون، الحياة مشاركة، وتكامل، واتفاق على صيغة تدخل البهجة على الزوجين، إن لم تكن زوجات أصدقائه من نوع الصديقات اللاتي يسعدك التواصل معهن، لِمَ لا تختارين صديقاتك بنفسك؟ من مهام الزوجة الناجحة الإشراف على الأجندة الاجتماعية لأسرتها، لا يمكن أن تعيشي مع زوجك، وأولادكما في شرنقة لا تدخلها الشمس، إن لم تحرصي على بعض التواصل الاجتماعي، ربما اضطر زوجك إلى قضاء وقت الفراغ خارج البيت، وبالطبع لن يعجبك مثل هذا التطور، حاولي أن تكوني شريكة له، لا قاضية تحسب المخالفات، وترصدها في دفتر الأحوال.

ما هو مفهوم الحب في نظرك؟ وكيف تعبرين أنت عن الحب؟ رتبي حياتك بحيث تكون لك وله أوقات خاصة للخروج، أو للتواصل الحميم، رتبي الرحلات، والزيارات بمعرفتك، وعبري عن معزتك له  كنوع من تشجيعه على الرد بالمثل.

لا تكوني كالآلة الصماء التي تنتظر أن يشغلها الفني المختص، لأنك لست آلة، وإنما أنت جزء من ديناميكية التشغيل، أرجو أن تفهميني، ولا تعتبري أنني لم أنصفك، أنا مع الحق دائمًا.

 

 

ردود خاصة

- مجدي الفرا – السالمية

هذه الأزمة لن تمر في غضون أسابيع، من المتوقع أن تستمر عامين، أو ثلاثة، احسم أمرك الآن، فإما أن تجازف بالمكوث، أو تحزم متاعك وتعود.

 

كلمة إلى.....

- هيام – السعودية

لا تنخدعي بكلام معسول، حين تنتهي المهلة، إن لم يفعل ما وعد به اقنعي من الغنيمة بالإياب.

 

 

عندك مشكلة عاطفية أو عائلية؟..

للمشاركة عبر موقع «سيدتي» من خلال مساحة التعليقات أو عبر البريد [email protected]