هل تميل المرأة السعودية لاتخاذ قرار الهجران الزوجي؟

أصبحت العبارة الشهيرة القائلة: "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" بعيدة كل البعد عن واقعنا الاجتماعي، فاختلافنا أصبح يفسد للود وللمحبة ألف قضية وقضية، وإلا لما اكتظت ساحات المحاكم وقنوات الإعلام والاستشارات بالمشاكل والقضايا والنزاعات، فعلى الرغم من قداسة العلاقات الاجتماعية على اختلافها، إلا أنها تبقى جميعها عرضة لحدوث الخلافات التي تتفاوت في درجاتها وتأثيراتها، وهنا يبدأ البعض في البحث عن الحلول لتمضي سفينة الخلاف وتصل إلى بر الاتفاق، لكن في حالات كثيرة تنتفي الحلول وتظل العلاقة معلقة على المحك لنصل إلى حل الهجران مهما كان نوعه، ولاشك أن الهجران بين الأزواج من أكثر الخيارات صعوبة وتعقيداً، ففي حين يلجأ البعض إليه سريعاً دون مبررات كافية انتصاراً للكرامة الشخصية، يظل ملاذاً لا مفر منه في بعض الحالات المستعصية.


المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يخبرنا في السطور الآتية عن ماهية خيار الهجران بالنسبة للطرفين وتأثيره:


بداية يقول القراش: "يعدّ الهجران الزوجي أحد الحلول المقترحة سواء من الرجل أو المرأة على حد سواء، ولكن المشكلة تتمثل في عدم فهم حقيقة الهجران الزوجي"، موضحاً أن للهجران الزوجي عدة أنواع، منها:
1. هجران في الكلام.
2. هجران داخل غرفة النوم.
3. هجران خارج غرفة النوم.
4. هجران للبيت بأكمله.


وأضاف: "الرجل السعودي دائماً يتعمد النوع الرابع، وهو الهجر للبيت والطرد والإبعاد، وهو أشد أنواع الهجران ألماً في نفس المرأة، حيث ترى نفسها رخيصة لديه، ويبقى جرح ذلك الهجران في نفسها حتى إذا عادت المياه لمجاريها، أما عن مبادرتها هي بطلب الهجران فتكون عندما تسوء العشرة وتستنفذ كافة الحلول الممكنة مع الزوج، فهي بطبعها لا تحب أن تخرب بيتها وحياتها بيدها، لذا فهي تفكر بعمق أكثر من الرجل قبل أن تقدم على هذه الخطوة؛ لأنها ستقابل أفراد المجتمع ونظرتهم لها ولسبب خروجها، فهي لا تقرر تلك الخطوة إلا عندما تجد المبرر القوي والمقنع الذي تطرحه لهم، وعندها لا تهتم بنظراتهم، فهي أولاً وأخيراً من شعر بتلك المعاناة".