الفشل أولى خطوات النجاح


يظن الكثير من علماء الاقتصاد أنّ الفشل ما هو إلا أولى خطوات النجاح، ويقول البعض بأنه ليس إلا تأخيراً للنجاح فقط وليس إلغاء له، مما يعني أنّ احتمالات النجاح لابد أن تكون أكبر، وليس من المفترض عليكِ أن تتجاوزي هذا الفشل فقط بل من الواجب أن تستفيدي منه وتوظفيه لحسابكِ استثمارياً بحيث يشكل حافزاً لكِ في المستقيل ودافعاً نحو النجاح.

 


 

لكي تتمكني من تجاوز فشلكِ وتحويله إلى نجاح عليكِ اتباع  الخطوات التالية:

- تأكدي أنّ النجاح قادم:

تأكدي دوماً أنّ فشلكِ في مشروع ما لا يعني سوى تأخير نجاحكِ لفترة معينة بمعنى أنّ النجاح قادم _بإذن الله_ طالما أنكِ لازلتِ تعملين عليه ومن أجله، وكما تقول الحكمة القديمة:” فإنّ النجاح ما هو إلا وليد الفشل”، وأكبر حافز للإنسان, والمستثمِر للنجاح, وتأكدي أيضاً أنّ الفشل هو شيء طبيعي ووارد جداً في أي استثمار أو أي مشروع طالما أنكِ لا تزالين في بداية الطريق.

- حددي أسباب الفشل:

من المهم جداً عند فشلكِ في استثماركِ الجديد أن تعلمي ما أسباب هذا الفشل؟، وما أصول ومكونات هذه الأسباب؟، لأنكِ عندما تعلمين الأسباب التي أدت إلى فشل المشروع فإنكِ تستطيعين أن تتجاوزيها في المرة القادمة بل وتتعلمي منها لتكون بالنسبة لكِ أحد مقومات النجاح.

- حاولي الاستفادة من الأخطاء:

من المهم أيضاً أن تعلمي كيف تستفيدين من هذا الفشل، فبعد معرفة الأسباب عليكِ دراستها وتحليلها، ومعرفة مدى تأثير كل سبب منها بشكل حقيقي على فشل مشروعكِ هذا في حال كونها أكثر من سبب، وابدئي دوماً بالأسباب الأكثر تأثيراً حتى تنتهي في النهاية للأسباب الأقل تأثيراً، وخذي باعتباركِ ألا تتجاهلي أي سبب مهما كان تأثيره بسيطاً، فهذا التأثير البسيط والذي يدفع باتجاه إفشال المشروع قد توظفينه بعد معالجته ليصبح دافعاً ولو بسيطاً في اتجاه إنجاح المشروع، فعلى سبيل المثال لو أنّ مشروعكِ مثلاً ارتفعت إيراداته بنسبة بسيطة جداً بسبب مجموعة من الأسباب الصغيرة فهذه النسبة قد تحول المشروع وتنقله من الخسارة إلى الربح أو على الأقل إلى عدم الخسارة, وبالتالي إلى عدم الفشل.

 

الظروف المحيطة

- وفري المناخ الجيد لاستثماركِ:

قد يكون السبب لفشل مشروع ما وعلى الرغم من توفر أسباب النجاح له من رأس المال إلى الموقع فالكفاءات والأيدي العاملة إلى غير ذلك من متطلبات أي مشروع هو عدم مواتاة ومناسبة الظروف المحيطة له، والظروف المحيطة أو المناخ الاستثماري العام ليس المقصود به المكان أو الموقع المقام عليه المشروع فقط، وإنما المقصود بشكل دقيق الظروف المحيطة بالمشروع ككل، والظروف كلمة شمولية تضم أسفلها الكثير من المؤثرات الخارجية على أي مشروع، فمثلاً قد يكون الوضع الاقتصادي للمستهلك غير مناسب كأن نكون مثلاً في نهاية موسم الإجازات حيث يكون أغلبية الناس يعانون من زيادة المصاريف بسبب السفر أو الإجازة أو غيرها، أو أن نكون مثلاً بصدد العمل بسوق الأسهم وتكون السوق بانتظار نتائج الشركات، أو أن تكون السوق في حالة تراجع شديد, أو غيرها من الأسباب والظروف التي قد يكون لها التأثير السلبي على أي مشروع خاصة في بدايته، إذاً وعندما تقررين تأسيس مشروع أو استثمار ما عليكِ إلا أن تختاري الظروف المناسبة لبداية هذا المشروع بل وعليكِ أحياناً أن توفري أنتِ المناخ المناسب لبداية المشروع في حال كان بإمكانكِ ذلك، كأن تقومي مثلاً بانتظار الفترة التي يكثر بها الطلب على منتجكِ أو أن تقومي بتشويق المستهلكين والعملاء لمعرفة المنتج من خلال الإعلان عنه بطريقة معينة بحيث تكونين قد قمتِ بدفع المنتج للوصول لأكبر عدد ممكن من المواطنين بأقل فترة مما يعني فرصة أكبر للنجاح والاستمرار، فكثير جداً ما يفشل مشروع أو استثمار بسبب سوء اختيار الوقت المناسب للإعلان عنه أو حتى طرحه مما يساهم بالفشل أكثر مما يساهم بالنجاح.

- حاولي التطويرلترفعي من احتمالات النجاح:

حاولي دوماً أن يصل منتجكِ ليد العميل أو المستهلك بأفضل صورة بحيث يوفر أكبر الخدمات بأقل التكاليف, ففي حال فشل المشروع في بدايته، فمن المفترض أن تقومي بتطوير هذا المنتج قبل طرحة مرة ثانية ليلامس ذوق المستهلك ويضاهي المنتجات المفضلة لديه وبأقل سعر ممكن، لا أن تقومي بإعادة طرحه بنفس الشكل السابق أو الطريقة القديمة بل لابد أن تكوني قد علمتِ من فشلكِ أنّ الذوق المطلوب هو كذلك مما يساهم في سرعة انتشاره ووصوله للجميع بأقل وقت ممكن.

 

من الفشل للنجاح

- استعيني بأهل الخبرة والتخصص:

حاولي دوماً أن تستعيني بأهل الخبرة والمتخصصين حتى لو كان ذلك على حساب زيادة التكاليف وخاصة بعد أن تعلمي وتحللي أسباب فشلكِ في المرة السابقة ليقوموا هم بخبرتهم واختصاصهم بتلافي أسباب الفشل في المرة القادمة وتحويل فشلكِ إلى نجاح.

- اعلمي أنّ كل يوم تقضينه في عالم الاستثمار يضاف إلى رصيدكِ:

تأكدي أنّ كل الوقت الذي تمضينه في عالم الاستثمار تكتسبين الخبرة التي تضاف إلى رصيدكِ المهني حتى ولو كنتِ في منطقة الفشل, فأنتِ تتعلمين وتتعلمين وأحياناً بدون أن تشعري مما يساهم بزيادة فرص النجاح لديكِ وتجاوز الفشل بإذن الله تعالى.

- الثقة دوماً بالله:

كوني باستمرار على ثقة ويقين أنّ التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، وأنّ من جد وجد ومن سار على الدرب وصل.