mena-gmtdmp

فلسفة الجوع!!

مبارك الشعلان
| رمضان هو موطن الحكمة الإلهية العظيمة، وموطن التجربة الإنسانية التي تشعر بجوع الآخرين، والتي تتألم لألم الآخرين، ومن لا يعرف الحكمة في رمضان، فهو يحتاج إلى «كورس» خاص؛ لأنه «رسب» في الدروس «المجانية» الكثيرة التي نتعلمها في رمضان، أسوأ الناس هم أولئك الذين يخرجون من هذه الدورة الرمضانية دون أن يستفيدوا شيئاً. أسوأ منهم أولئك الذين يختبئون هنا وهناك من أجل سيجارة، والأسوأ أولئك الذين يجاهرون بالمعصية، ثم الأسوأ من كل هؤلاء الذين يعلِّمون أولادهم فنون التحمل والإرادة وينسون أنفسهم، فيلقنهم الأبناء درساً خاصّاً في التحمل والإرادة. فمن لا يعرف أن الجوع «كافر»، فعليه أن يتعلم معنى «الإيمان»، بأن الله جل شأنه امتن عليه بنعم عظيمة كل يوم، لم يعرف قيمتها إلا عندما فقدها، فشربة الماء البارد بعد عطش تعطيك درساً فلسفيّاً عميقاً في قول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده ويشرب الشربة فيحمده». ما أعرفه بشكل أكيد، هو أن رمضان معهد ندخله كل عام؛ لأخذ دورة تدريبية لمدة 30 يوماً؛ نتعلم فيها فلسفة الجوع؛ لكي نقتنع أن «الجوع كافر»، ولكي ندرب مشاعرنا على التعاطف بشكل فعلي مع الناس الذين يصومون لمدة أيام، لا يأكلون فيها لقمة واحدة، ورمضان فرصة مواتية لأخذ «كورس» في فن التسامح وحب الآخرين، والتجاوز عن سيئاتهم، ومقابلة الإساءة بالإحسان والدفع بالتي هي أحسن، من أجل الفوز بجائزة، {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. فلماذا لا يكون رمضان فرصة لتوقيع «معاهدات» صلح مع الجميع، واستبدال علاقة «كأنه ولي حميم » بالعداوة؟ مشكلة الناس هذه الأيام أنهم «يركضون» وراء العروض التجارية المغرية التي تقدم تخفيضات في الأسعار. فلماذا لا ينظرون لرمضان على أنه فرصة حقيقية لتخفيض الذنوب والأخطاء؟! شعلانيات: | إذا كنت تريد أن تبقى سعيداً فدع ما حصل بالأمس في الأمس، ﻻ تأخذه معك للغد، افتح صفحة جديد. | كن ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ كلاعب ﻭليس كحكم؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻝ يبحث عن هدف، والآخر يبحث ﻋﻦ خطأ. | كن صادقاً مع الناس تكسب «ودهم»، كن صادقاً مع نفسك تكسب «راحتك»، كن صادقاً مع الله تكسب «رضاه!». | تنخفض مستويات السعادة في حياتنا، عندما نطيل النظر إلى ما عند الآخرين، ونتجاهل ما هو موجود لدينا! | لتعيش الحياة، خذ من المسنين عقولهم ومن الأطفال قلوبهم. ومن الفقراء أحلامهم!