حصر الأعمال الكوميدية في السعودية مهمة تتطلّب بحثاً وتقصّياً. لذا، لا يمكن أن نفي جميع الأعمال الكوميدية حقها، ولو بالذكر فقط. لكن ماذا عن أنجح هذه الأعمال؟ فالكوميديا التي قدّمت على مستوى العشر سنوات الماضية لا تعدّ ولا تحصى، لكن أي هذه الأعمال هي التي استطاعت تحقيق نجاح ملموس على مستوى الخليج؟ «سيدتي» في هذا الإستطلاع حاولت ذكر بعض الأعمال الخليجية الكوميدية التي كان لوجودها تأثير في الساحة الفنية، وبثّت روح التفاؤل لدى متابعيها....
نجوم الكوميديا الخليجية
الأعمال الكوميدية السعودية
- طاش ما طاش
أدركت الساحة الفنية الخليجية أنها بحاجة إلى كمّ كبير من الأعمال الكوميدية في العشر سنوات الأخيرة وخصوصاً أن ما يتمّ نقاشه بقالب كوميدي، هو مشكلة حقيقية تواجه الأشخاص في حياتهم اليومية. ولعلّ أكبر مثل على ذلك المسلسل الشهير «طاش ما طاش»، فقد عوّدنا هذا العمل على مناقشة مشاكلنا الإجتماعية والمهمة في إطار كوميدي له جانبان: الأول التخفيف من معاناة هذه المشكلة للمتابعين، والثاني أن يعطي تفاؤلاً بأن تناول القضية في الدراما سيؤمّن لها حلاً قريباً بعدما يلتفت لها المسؤولون.
- بيني وبينك
منذ أربع سنوات تقريباً، أطلّ علينا مسلسل «بين وبينك» الذي شارك فيه ثلاثي كوميدي استطاعوا بخفّة دمهم أن يتطرّقوا إلى القضايا الإجتماعية في قالب كوميدي بحت.
- غشمشم
يناقش في قالب كوميدي القضايا الإجتماعية والمشاكل التي يواجهها أي شخص عادي.
ومن هنا نجد أن الأعمال الكوميدية السعودية نقلت واقع ومشاكل وقضايا حقيقية بقالب كوميدي.
أشهر الأعمال الكوميدية الخليجية
رغم الإتهام الذي لاحق الأعمال الخليجية بأنها لا تتناول إلا القضايا الحساسة والتي تركّز على المأساة وقضايا العنف، إلا إننا لا نستطيع أن ننكر لمسات الكوميديا الخليجية التي بدت واضحة في السنوات الأخيرة في عدّة أعمال منها للفنان داوود حسين الذي له لمسة واضحة وحسن البلام وعبد الناصر درويش في برامج مختلفة مثل «قرقيعان» وغيره. أما بالنسبة للمسلسلات الكوميدية، فاستطعنا من خلال الناقد الفني يحيى زريقان معرفة ما هي أهم تلك الأعمال حيث قال:
«مسلسل «دندرمه» الذي أعتبره وجبة كوميدية بأسلوب ساخر بعيداً عن الإسفاف، حيث تتمحور فكرة العمل على الأمثال الشهيرة المحلية والعربية التي نتناولها في حياتنا اليومية بشكل دائم. وكذلك مسلسل «البارونات»، فإسم البارونات هو مصطلح أوروبي يطلق على سيدات الطبقة الأرستقراطية. وهذا العمل يتحدّث عن الطبقات الأرستقراطية الموجودة في دول الخليج وعن رجال الأعمال بالتحديد. ويظهر طبيعة المشاكل التي تعاني منها تلك الطبقة، وكيفية تعاطي أفرادها مع الجانب المادي الذي يعتبر الحل السحري لمعظم قضاياهم. ومسلسل «حاير طاير» الذي طرح مشاكل كثيرة بدون حلّ بقالب كوميدي وبطريقة واقعية وذكية حيث تمّ طرح المشكلة بدون حلّها، وتركوا للجهات المختصّة هذه المهمة، وهذه النوعية من الأعمال تعتبر متنفّساً تفاؤلياً للجمهور يخفّف عنه الضغط. وهناك مسلسل «الفطين» أيضاً، وبالتأكيد لن نغفل عن «طاش ما طاش» الذي يعتبر أساس الكوميديا في السعودية، والتي تلعب دوراً أساسياً بالتخفيف عن معاناة المتابعين والترفيه عنهم.» أما عن وجهة نظره بفنانين الكوميديا فتابع: «أعتبر أن أفضل ممثل كوميدي في الخليج هو ناصر القصبي ويليه حسن البلام. ويعتبر الممثل طارق العلي من فناني الكوميديا الناجحين اليوم وخاصة على المسرح، حيث قدّم مجموعة من الأعمال الناجحة. ويملك الممثل بشير الغنيم موهبة فذّة كممثل كوميدي وتراجيدي، ولكنها لم تظهر كما يجب حتى الآن، وكذلك الممثل عمر الديني موهبة فنية كبيرة سرقها عالم الإنتاج من الدراما».
لا وجود للكوميديا
أما مسؤول القسم الفني في جريدة «الرياضي» طلال عبد الله فكان له رأي خاص. ورغم مشاركته للزميل يحيى بتأثير الكوميديا على الجمهور، إلا أن تقويمه للأعمال الكوميدية كان مختلفاً حيث قال: «بخصوص تأثير الكوميديا على المشاهدين، فهي تلعب دوراً مهماً وبارزاً في الحياة العامة على كل المستويات، ولها الكثير من التأثيرات الإيجابية، والكل يعلم المثل المصري المعروف «الضحك يطول العمر» مع مراعاة أن تكون الكوميديا من النوع الهادف كما كان سابقاً.
أما لو تحدّثنا عن الأعمال الكوميدية الخليجية، فإنني على يقين تام بأنني سأطرق باب الغضب أمام الكثير من نجومنا. ولكن، أحب أن أؤكّد بأن ما أقوله يمثّل وجهة نظر شخصية بحتة. فمن حيث الكوميديا الخليجية، أرى أنها ماضٍ دفين ولم يعد لها أي وجود في زمننا الراهن، ولا أخفيكم القول إنني مؤمن تماماً بأنه لم تستطع حتى اليوم أي دولة خليجية مجاراة الكوميديا الكويتية التي شهدت انتفاضة كبيرة في الماضي، ولكنها اليوم باتت في طي النسيان سوى بعض الأعمال مثل «درب الزلق» و«خالتي قماشة» و«باي باي لندن» و«محبوبة ومبروكة» وغيرها الكثير من الأعمال. والرابط المشترك لجميعها أنها أعمال كويتية خالصة علقت في أذهان كل من شاهدها وتابعها».
وأضاف: «إذا تحدّثنا عن واقع الكوميديا اليوم، فإنني أرى أنها أعمال تهريجية أكثر من كونها أعمالاً كوميدية. فهي تعتمد في المقام الأول على «كاراكتر» الشخصية فقط بالإضافة إلى تغيير أسلوب الحديث. وللأسف، إن الكوميديا في الفترة الحالية باتت تعتمد على السذاجة أو على الشخصية التي تعتقد أنها كلما زادت من السذاجة، زادت قدرتها على اضحاك الجمهور، وهذا منظور خاطئ بات يسير على نهجه معظم نجوم الكوميديا في الوقت الراهن.
وبالمناسبة، أرجو ألا تفسّر وجهة نظري هذه بشكل خاطئ أو يظنّ البعض أنني لا أرى وجود أي نجوم في الفترة الحالية. فعبدالله السدحان وناصر القصبي وفايز المالكي وناصر الشمراني جميعهم نجوم ولا أستطيع بأي حال من الأحوال أن أصادر نجوميتهم، إلا أنني لا أستطيع أن أصنّفهم بأنهم نجوم كوميديا حيث إنهم كوميديون لفئة معينة من الناس هم أدرى بها. أما فنانو الخليج الذين أسّسوا ورسّخوا الكوميديا، فهم عبد الحسين عبد الرضا وغانم الصالح وحياة الفهد «سابقاً» ومريم الغضبان وخالد النفيسي بلا منازع أو منافس».
القنوات الكوميدية
حصل المخرج السعودي عامـر الحمـود صاحب شركة «ليالـي» للإعـلام على الموافقة بشأن منح شركته رخصة قناة فضائية، لبثّ البرامج التلفزيونية بمختلف أنواعها بواسطة الأقمار الإصطناعية تحت إسم قناة «الكوميديا السعودية» SCC. وعن هذه القناة كان قد صرّح الحمود أن قناة «الكوميديا السعودية» SCC هي قناة محلية سعودية 100%، ستضمّ مجموعة من البرامج الجديدة الكوميدية بينهم برنامج «مساء المملكة»، برنامج «الصحافة الفنية السعودية»، برنامج «قبل وبعد»، برنامج «فوتو مونتاج»، نشرة الأخبار، وهي أول نشرة أخبار كوميدية في العالم العربي، بالإضافة إلى المسلسلات.
الأفلام الكوميدية
أول فيلم سعودي كوميدي كما أُطلق عليه، كان للبطل فايز المالكي بشخصية «مناحي» وبالتعاون مع «روتانا» التي وعدت بمستقبل السينما في السعودية وخاصة الكوميدية، بعدما لاقت إقبالاً كبيراً على الفيلم السعودي الأول.
المزيد من التفاصيل تابعوها في العدد 1479 من مجلة "سيدتي" المتوفرة في الأسواق.