mena-gmtdmp

أقلام ونجوم

كتّاب على الطريق


يسر صفحة أقلام ونجوم في «سيدتي» تقديم الكاتبات والكتاب الذين يتمتعون بحس أدبي راق، وربما لم تتسن لهم الفرصة للانتشار في أجواء الثقافة العربية، وتعدكم في كل عدد بتقديم اسم، نعتبرها دعوة للكتاب لإرسال مشاركاتهم.

 

 


أبحث عن ذاتي

كان حلمًا يراودني منذ نعومة أظفاري، وأصبح الآن هاجسًا يؤرقني ويقضّ عليّ مضجعي.

ذلك الحلم الوردي الذي تحول إلى همّ ثقيل على نفسي.. هو البحث عن ذاتي!!

البحث عن نفسي!! عن: من أكون؟ وماذا أكون؟ ولمن أنتمي؟

أنا أبحث عن هويتي المفقودة، وعن ملامح شخصيتي التي لم أستطع تمييزها حتى الآن!

أنا أبحث عن ذاتي في كل مكان، في قصاصات الأوراق، وبين أسطر الكتب، وعلى نقوش الجدران!! لعلّي أجدها أو حتى أجد خيطًا رفيعًا من الأمل يدلني عليها.

ولكن لا فائدة.. ماذا عساي أن أفعل؟! هل أكمل عمري لاهثة وراء ذاتي المفقودة؟!

أم أنسى وأعيش كما يعيش بقية البشر الآن؟!

إنني حائرة، هل منكم من يدلني أين هو الطريق لذاتي؟!

- سارة محمد ـ الرياض

 

الحياة.. جسر

الحياة ليست محطة أبدًا.. إنما هي جسر بين البداية والنهاية.. هذا الجسر كبير جدًّا، وما فيه لا يمكن إحصاؤه.. إلا أنه رغم كبره اللا متناهي، فهو صغير جدًّا في معناه.. إما أن يوصلنا إلى جنة أو نار، وما قمنا به من أعمال هو بداية نهاياتنا..

حياتنا في هذا الجسر اختيارات نحن من يحددها، وهي تضع لنا النهاية وترسم تفاصيلها بدقة.. فماذا سنختار في هذا الجسر الكبير الممتلئ بالأشواك والورود؟!

- داليا الجهيني ـ السعودية

 

قطار حياتي

أوقفني قطار حياتي في محطات عديدة، بعضها أدخلت البهجة في حياتي، وأضافت لونًا بهيجًا لها، أما الأخريات فكان لها وقع كبير في حياتي..

محطتك جمعت الوقعين في آن واحد.. وقف قطاري فيها.. وبعد تفكير طويل، تقدمت بخطوات مرتعشة ومشاعر مجتمعة.. جمعتها فرحة الرضيع للقاء أمه وحزنه لفراقها..

خطوة خطوة.. مازلت أذكر صوت وقع أقدامي البطيئة والمرتعشة، حاملة معي حقيبتي المليئة بالمشاعر والأحلام والنهايات السعيدة، نظرت يمينًا وشمالاً بحثًا عن أسهم أو أناس.. لكنني لم أجد أحدًا غير ظلي.. ازدادت ضربات قلبي بين جوانحي، وترددت.. فكل ما كنت أسمعه هو صوت الريح الذي كان يئنّ في أذني، أخذت نفسًا عميقًا.. ذكرت الرحمن ورحمته.. توكلت عليه، وأغمضت عينيّ.. ثم رفعت قدميّ التي أحسست بأن قوانين الجاذبية لا تنطبق عليهما.. فقد انطلقت قدماي كأنني لم أعد أملكهما..

إلى يومي هذا لم أستطع أن أحكم.. هل كان جُرمًا ارتكبته أم كان صوابًا أن شدتني الكلمات المنقوشة على بوابة المحطة؟!

- فاطمة اللواتي ـ سلطنة عمان

 

مسرحية أنت كاتبها

سأريك ألوان الخيانة الحمراء، فأنت بدأت المسرحية.. واليوم أفتح عنك الستار..

عذبتني في بعدك وجعلتني نصف بشر منهار..

ماذا تريد مني بعد.. فعذرًا يا سيد القلب الغدّار..

اذهب حيثُ شئت.. فأنا لم أعد في حالة انتظار..

سأحيي حياتي.. وأجعل قلبي للإيجار..

سأعود للحياة الوردية.. وقصص الحنين النرجسية..

سأكون فتاة سحرية.. وحرّة بدون قيود ملوية..

علمتني القسوة.. فشكرًا لك أجمل الصفات لأعيش بحياة الغدر السكرية..

أنام وأحلم اليوم باطمئنان.. فلن أخاف ولن أدفع الدية..

جريمتي حبك.. وجزائي حريتي التي أفقدتني الصفات الأنثوية..

ما أجمل أن يرجع كياني لملكي، فبذلك كسبت معركة ودية..

بعد اليوم بل بعد هذه الساعة. .لن تسمع عن قصص عشقية.. وأحلامًا وردية..

وليالٍ تطاولها النجوم..

وقمر لا يغيب وراء الغيوم..

لا يا سيدي المصون.. فلم أعد الحالمة التي لا تنام بعد طلوع الشمس.. وندى الزهور..

لا أتوعد لك.. بل هي حقيقة، وستراها عيناك يا صاحب الكلام المعسول..

- زينة محمد ـ السعودية

 

اشتقت لكِ يا أمي

أمي ها هي تمضي الأيام والشهور، وسنة تلحق سنة، إلى أن أصبحت ست سنوات على فراقك، الذي أصبح حقيقة لا أستطيع أن أغير منها شيئًا، لقد فرق الموت بيني وبينك، وحرمني من أغلى ما في الوجود، هي أنت التي كنتِ تغنيني عن نساء العالم، مهما كانت مكانتهن عندي أو قربهن مني.

أمي.. اشتقت لك اشتياق الظمآن إلى قطرة ماء تعيد له الحياة..

اشتقت لك اشتياق الطفل إلى حضن أمه كي ينعم بالأمان لأنك الأمان..

اشتقت لك اشتياق «البردان» إلى الدفء، فأنت الحضن الدافئ بالنسبة لي..

اشتقت لك اشتياق الكفيف إلى نور عينيه لأنك النور الذي كان ينير لي حياتي..

اشتقت لك كما يشتاق الغريق لطوق النجاة، فأنت كنت النجاة بالنسبة لي..

فليرحمك الله ويسكنك فسيح جناته..

المشتاقة لروحك ابنتك:

- نور محمد العسكري ـ السعودية

 

مجرد حلم..

بعثرة أوراق.. هبوب رياح، وصرير نافذتي المزعج.. أيقظني من نومي العميق...

فتحت عينيَّ.. فكان السقف أول ما وقعتا عليه، جلست لأستوعب ما يجري من حولي،

أدركت بأن تلك الرياح تحاول جاهدة أن تخبرني بالمضي في ذلك الطريق!!

خشخشة مـا.. كانت قريبة مني، جعلت القشعريرة تسري متسللة إلى جسدي... آه من شعور سرّب الألحان إلى قصائدي، وأطرب لكلماتي جاعلا الحروق تتراقص من أجلي..

ومن أجل ذلك الشعور.. أقسمت على نفسي بأن تكون هذه آخر رسائلي..

آخر أسطر حب أسطرها لك سيدي، هذه محطتنا الأخيرة معًا، لم أعد أقوى على هذه اللعبة..

أبدًا... فاللعبة باتت ترهقني.. جاء القطار إليّ يقلني إلى عالم لَسْتُ من ساكنيه..

يجبرني قلبي على تفويته.. ولكن عقلي يأبى الرضوخ له لينزف قلبي بكل يأس.. بين يديّ، حاملاً معه كل لحظة أشعلنا فيها شموع الحب... كل لحظة غنيت فيها لأجلي..

كل لحظة أمسكت فيها بيدي... وطرنا إلى عالمنا نحن الاثنين.

حيثُ لا أحد سوانا.. قدمي هنا والأخرى في ذاك العالم، أرأيت مبلغ حيرتي؟! مع العلم بأن هذه آخر رسائلي... أطفئ تلك النيران التي أوجدتها، وبدّل عنوانــــــها!!

كي أضل الطريق، وأتوه.. كي لا أجدك هناك مجددًا!

كلما سَيّرنيِ شوقي إليك، حيثُ مقعدنا الخشبــــــي ينتظرنا، ستبقى أنت الحلم.. والكابوس أيضًا.. إلى أن أشفى منك تمامًا..

- إيمان العثمان ـ السعودية

 

ردود

إلى جميع المشاركين في صفحة «أقلام ونجوم»: نتمنى منكم الانتباه إلى الإيميل الوارد في الصفحة لتراسلونا من خلاله.

 إلى دولت مروان من مصر: مشاركتك ستنشر في أعداد لاحقة، ونتمنى منك المزيد.

 

ترحب صفحة أقلام ونجوم بالأقلام الشابة الواعدة وستنشر نصوصهم تباعاً. للمشاركة أرسلوا إلى البريد الإلكتروني [email protected]