قيمي نفسكِ.. هل تمتلكين مهارات المديرة الناجحة؟

في هذه الأيام تتقلد المرأة مناصب رفيعة، وقد تدير شركة أو أكثر, فكيف تقيمين نفسكِ؟ وما الطريقة لتعرفي مدى نجاحكِ في إدارتكِ؟ هل ستعتمدين على من هم حولكِ في تقييم نفسكِ؟ وهل ستأخذين دوماً بآرائهم؟ فماذا لو كانوا من المتملقين والمتسلقين عندها لن تعرفي مدى نجاحكِ إلا عندما تقومي بتقييم نفسكِ بنفسكِ؟، ولتستطيعي القيام بذلك التقت «سيدتي» بخلود اليوسف مدربة المهارات وتطوير الذات لتقدم لك دليلاً في ذلك.

 

 


أولاً: المهارات الذاتية والتكوينات النفسية

والمقصود بهذا التعبير هو سماتكِ الشخصية، وقدراتكِ العقلية والذهنية، فمن المفترض بكِ كمديرة ناجحة أن تكون لديكِ القدرة على الابتكار والمبادرة، كما يتوجب عليكِ أن تكون قدراتكِ على كبح جماح نفسكِ والسيطرة عليها عالية وذلك ضروري جداً حيث إنّ طبيعة العمل في كثير من الأحيان تفرض ضغوطاً نفسية وذهنية على كل العاملين وبالتالي فمن الواجب عليكِ السيطرة على الأمور وعدم اللجوء للعصبية والتوتر مهما كلف الأمر، كما يجب عليكِ أن تمتلكي إحساساً عالياٍ بالمسؤولية وقوة الإرادة ومضاء العزيمة والثقة بالنفس والاعتداد بها، واعلمي أنّ الذكاء يعتبر من أهم القدرات العقلية على الإدارة الناجحة؛ فقد أثبتت كل الدراسات على عمق الصلة بين الإدارة الناجحة والقدرات العقلية المتفوقة حيث إنكِ من خلال قدراتكِ العقلية تستطيعين تحليل قدرات من هم حولكِ وبالتالي الحصول على أفضل منتج من كل منهم, وذلك من خلال تكليف الشخص بما يناسب قدراته وكفاءته في الوقت نفسه.

 

ثانياً: المهارات الفنية والمعرفية

يتسم العصر الذي نعيش فيه اليوم بتتالي المتغيرات وسرعتها، وسرعة التطور والنمو وبالتالي فيتحتم عليكِ كمديرة ناجحة أن تكون لديكِ القدرة على التطور وملاحقة كل ماهو جديد في العالم، فتكوني بالتالي ملمة به وبكثير من المعلومات ومصادر هذه المعلومات بحيث تستطيعين الوصول لأي معلومة متى احتجتِ لها في أي وقت، كما يفترض بكِ أن تقومي بتوصيل هذه المهارة لمن هم حولكِ ليستطيعوا بدورهم الحصول على المعلومات التي تهمهم بالعمل.

ومن المهارات الفنية التي يتوجب عليكِ إتقانها كمديرة ناجحة:

- مهارات في تطوير أساليب العمل.

- مهارات في تقويم خطة العمل وترجمتها إلى خطة واقعية.

- مهارات في تفويض السلطات.

- المهارة في اتخاذ القرارات.

- المهارة في القيادة.

- المهارة في تفويض الصلاحيات.

ثالثاً: المهارات الإنسانية:

والمقصود بالمهارات الإنسانية حسن التعامل مع البشر، وهذا بحد ذاته يتطلب مهارة عالية وحكمة قد لا تتوفر عند الكثيرين، فأنتِ ليس المطلوب منكِ أن تكوني حسنة التعامل مع الجميع, وليس المطلوب منكِ أن تكوني سيئة بالطبع ولكن المطلوب أن تتعاملي مع كل شخص على مستوى قدراته العقلية والمهنية، وبالتالي يشعر الجميع بأنه غير مظلوم أو مضطهد بالأعمال أو الأوامر الموكلة إليه. كما يتطلب من مديرة العمل أن توفر مناخاً عملياً مناسباً للجميع, وأن تكون مثابرة وعاملة قبل الجميع كنوع من المساواة.

وتعتبر المساواة بالعمل من أهم المهارات الإنسانية والتي كثيراً ما يكون لها الدور الكبير في دفع عجلة العمل والإنتاجية للأمام. وهناك مجموعة من المهارات يطلقون عليها مهارات المساواة يمكن أن تستخدمها المديرة الناجحة في تحسين العلاقات الإنسانية مثل:

- كل فرد مهم وكل واحد يحتاج إلى الاعتراف بجهده.

- القائد ينمو حين تتوزع مهام القيادة.

- القيادة يجب أن يشترك فيها الآخرون.

 

رابعاً: المهارات الإدراكية التصورية

«تعني هذه المهارة مقدرة الإداري والقائد على رؤية مؤسسته ككل وعلى تفهمه وإدراكه لشبكة العلاقات التي تربط وظائفها ومكوناتها الفرعية المتنوعة، وكيف أنّ أي تغير في أي مكون فرعي سيؤثر وبالضرورة ولو بنسب متفاوتة على بقية المكونات الفرعية الأخرى التي يشتمل عليها النظام، كما تعني أيضاً إدراك الإداري والقائد لشبكة العلاقات بين النظام الذي يعمل فيه وما يرافقه من نظم اجتماعية أخرى، لذلك من الضروري أن تمتلك المديرة رؤية واضحة للمؤسسة التي تديرها وتفهم الترابط بين أجزائها ونشاطاتها، وبالتالي يتكون لديها فهم واضح لعلاقات جميع الموارد البشرية في العمل من (عمال وموظفين وإداريين وغيرهم).

كذلك يجب أن يكون هناك تصور واضح لعلاقة المؤسسة بالمجتمع المحلي، إضافة إلى معرفة واضحة بأوضاع هذا المجتمع التشريعية، الاقتصادية، الاجتماعية.

إنّ معرفة مديرة المؤسسة أو العمل بهذه الأمور ووجود تصور مسبق لديها يجعلها تستطيع استخدام مهاراتها الإنسانية في التعامل مع المجتمع المحلي، كما تستطيع من خلال تصوراتها وإدراكاتها المستقبلية أن تؤثر في مرؤوسيها بحيث تدفعهم إلى الإبداع والابتكار والمبادرة وتحمل المسئولية.

هذا وتعقيباً لما سبق فهناك مواصفات مهمة للمديرة يجب أن تتصف بها وهي خمس صفات للقائد الإداري الناجح وتتمثل في:

-  وجود حد أدنى من الصفات الذاتية كـ: الصحة والذكاء والقدرة على التحمل.

- وجود قدر معين من الخصائص المكتسبة كـ: القدرة على الإقناع والاتصال والإحاطة بجوانب الأمور قبل البت فيها، والقدرة على إيجاد الحلول للمشكلات والثبات في مواجهة الأزمات.

- توافر الجانب الأخلاقي في القائد الإداري، وذلك باتصافه بالصبر والأمانة والشرف والنزاهة، الإخلاص والتفاني في العمل حتى يصبح القدوة الحسنة لجميع العاملين تحت إدارته.

- تفهم الأهداف العامة، والعمل على تحقيق المصلحة العامة وتنفيذ السياسة العامة للدولة.

- توافر قدر معين من المهارات والخبرات فيما يتعلق بالعمل الذي يتولى قيادته.

و بشكل عام فإنّ المهارات السالفة الذكر مهمة وضرورية للقائد حيث يستطيع أن يوظف مهاراته هذه بشكل يستطيع أن يحقق فاعلية النظام الذي يعمل فيه, وذلك من خلال تفاعل النظام مع المتغيرات التي يعايشها.