mena-gmtdmp

مكان مجهول

مكان مجهول

 

أكتب إليك من بلاد ليس لها عنوان..

أكتب من لا مكان..

أكتب وأرسل ولا أنتظر جواب..

لأني لو انتظرت ما طرق الباب..

لا أحد سيأتي إلى هنا أبدًا..

أو ربما يأتي أحد ولا يعود أبدًا..

أبحث عن شيء ضائع أعرف أني لن أجده..

فأنا لا أعلم أين هو ولا أظنك تعلم..

نعم لم أسألك ولم أنتظر جواب..

فمن أضاع وطنه لا يستحق عتاب..

فقد ضللت الطريق وتحملت الغياب..

فلأعد إلى وطني ولو بعد قرن..

فأنت لا تعلم كم اشتقت لهذه الأرض..

 إني أذرف الدموع ولعلي لم أذرفها منذ زمن..

فمن فقد وطنه لا يعوضه وطن..

ولأعد يومًا وأترك هذا المكان المجهول..

فلم أعد بحاجة إلى الأوراق والأقلام..

ويصبح الماضي حلمًا من الأحلام..

أنساه وأطوي صفحات الآلام..

وأنا أجلس في بيتي بسلام..

فأجد من يلقي عليّ السلام..

فترجع إلى لساني الكلمات ويرجع إلى فمي الكلام..

أحلم بهذا المشهد كل يوم..

وأحس الأحلام محرمة عليّ..

وأنا خائفة..

خائفة أن أنسي رائحة تراب وطني..

وأنسى ابتسامة أطفال وطني..

وأنسى كيف كان وطني..

ولكني أعلم أنه لن ينساني..

فالزهور تذكرني..

والطيور تذكرني..

والمياه تذكرني..

بل وتذكرني أرض وطني التي زرعتها..

وزرعت هي فيّ حب وطني..

 

دينا المعداوي

 

لقاء حبري

 

في مركز دائرة الوهم تتمركز أنت، في قلب الوهم هنا تتجول أنت..

فأسير معك، أتأملك... أتأمل وجه الرجل هنا، وبراءة قلب الطفل هناك..

يا مختطفي من أرض الواقع.. لحظاتي معك أسرقها من بين دقائق زمني..

ولقائي بك من غير مواعيد تتحدد.. أو أمكنة تتجسد، فقط... في لحظات الحزن، الألم، الملل، الجرح ألتجئ إليك.. أهرع للقائك، فتداوي جرحي، وتخفف لامي، وتزيل الهم من الأعماق.. ولقاؤنا دومًا يكون هنا في أرض دفاتر أوهامي، وبين سطور الكلمات، وأخيرًا.. ما بين الفاصلة والنقطة تتمثل نظرة، بسمة، ضحكة، همسة،.. ونقطة.. ليختم اللقاء بكتابة توقيعي..

 

إيمان جعفر الطيب- السودان

 

صديقتي

 

لي صديقةُ أحبها

أعزها كثيرًا وأقدرها

نعم الصديقة الوفية

صادقةَ معي..عفوية

تسأل عني في وقت الضراء

وتفرح لي في السراء

إن غبت يومًا تفتقدني

أقلها رسالة تسأل عني

وإن مرضت تهتم بي

حتى الدواء تسقيني

فعلاً إنها كأخت لي

لم تلدها أمي

تمنيت لو عرفتها من الأزل

 

أسرار مرار - السعودية

 

طائر ضلّ عشه

 

نظرت إلى السماء وقالت: كلما أنظر إلى السماء أرى نجمة جديدة تظهر كل ليلة وكل يوم وكل مساء، فهل أنت هنا؟ لم يرد عليها أي صوت، وجلست على الأرض، وأخذت تتذكر يوم أخبرها بأنه سيغيب طويلاً؛ لأنه سيسافر إلى بريطانيا، لأنه حصل على بعثة، وهكذا سافر ولم يعد، لم تسمع عنه أي أخبار، وبعد أيام علمت من صديقه أنه مات بالتحطم الذي حدث للطائرة التي كانت ستقله، وكان السبب طائرًا مسكينًا، ضلّ طريقه إلى عشه، واصطدم بالطائرة، وتبع الاصطدام سقوط مدوٍ لهذه الطائرة الحزينة، فجأة سمعت اصطدامًا مدويًا، فخافت وتمتمت قائلة: هل يا ترى ستظهر نجمة أخرى اليوم؟!

 

خديجة- البحرين

 

وحيد

حبيبتي.. كم أنا وحيد في هذا العالم من بعدك؛ لأنك العالم في حياتي، أنت زهرة بستاني، وأنت الحلم الجميل الذي أعيشه في الواقع المرير، وبعد هذا لماذا تتركينني وتذهبين؟ أما تعرفين أن قلبي ينبض بك، وأن جسمي يتنفس هواك، وأنك ملحي الأول والأخير من العالم التعيس، لماذا يضحك علي زماني دائمًا؟ هل مكتوب أن أعيش في الغربة وحيدًا من غير قلبك؟ ولكن ألا تجمعنا الأقدار ثانية في هذه اللحظة، أتمنى الموت وأن أدفن بقربك، وأنضم بجوارك، وأطلب من الله أن يسكنك فسيح جناته..

 

تركي محمد نور فاضل - السعودية

 

ارحل

 

ارحل إلى حيثما شئت.. وابتعد إلى أقصى الحدود، فلن تخلع حُبي من قلبك، ولن تمحو حروف اسمي من ذاكرتك، فأنت متيم جسدًا وروحًا، واقعٌ في الحب، منهمكٌ في الحب، لكنك على أسرار قلبك أمين، تخاف البَوح، ترفض الاعتراف، وكأنك من عاطفتك جبار، فأنا أعلم أنك في الهوى جبان، وفي التعبير عن المشاعر أبكم، لكنّ عينيك خانتاك، نظراتهما تهمس، تتكلم، تصرخ شوقًا وحنينًا.. تسألانني عن الشِّعر، تتوسلان القافية، رجاؤهما لن يلقى أذنًا صاغية، فإني لا أفهم كلام العيون، ولا أستوعب لغة الرُّموش، فلا تتوقع مني شعرًا ولا تتوقع قافية، إلا إذا استعنت بحروف الأبجدية، وألغيت الصمت والخجل من قاموسك، حتى تشدو لمسمعي موسيقى الحب، وتروي شفتاك حكايتك مع الحب، وتسألني إن كنت سأبادلك المشاعر، لأجيبك بكبرياءٍ محفوظ...... نعم.

 

Dr. Dounia Belghazi

 

الهروب

رحلت هاربًا بقلبي الجريح، أحمل هموم الهوى وحدي، لعل البعد يشفي القلب من جراحه، وصلت منهكًا من رحلتي الطويلة.. خرجت أتجول في المدينة، جلست أتأمل وأتأمل..

لا أرى بين النساء إلا وجهها، تنقلت بين مدينة وأخرى، أهيم على وجهي لعلي أنسى تلك الحبيبة، أخدع نفسي بالنسيان.

تلك النعمة التي حرم منها العاشقون، أتأمل الطبيعة فتذكرني بها، أنظر للسحاب للنجوم لا أرى إلا وجه حبيبتي، أمشي ساعات وساعات، وهي في ذاكرتي، أنام وأصحو على حبها، لو أردت نسيانها لا بد أن أمحو ذاكرتي، وسنين من حياتي، ألا أكون أنا.. نسيان حبها هو المستحيل..

سأظل أحبها، لكنها لن تبادلني تلك المشاعر، لا تدرك معاناتي وعذابي.. فلن أهرب من هذه الحقيقة..

 

رنين القوس ـ الرياض

 

همس الحنين

 

لقلبك.. نوافذ.. أبواب.. وصوت جرس لم تقرعيه بعد، سنبلة أنت من سنابل القمح في صباحات الشتاء، تلبسين الملاءة والبرنوس؟! وعلى جبهتك ألوان الحب.. والتراب.. تزرعين القمحة والبيلسانة والزيتونة في القرى والمدن والمداشر ومن ضفائرك لحن الوطن والمسافات، غجرية أنت.. تحلمين بالسفر خلف ألوان الشمس، هناك بعيدًا حين لن تجدي الآخر الذي يخدعك.. في جواز السفر وبطاقات الهوية.. البارحة رأيت وجهك في عرائس الماء.. والمطر.. حزينة مكسورة الخاطر.. عرفت سرك، سر ذلك القهر والتعنت.

وعرفت أن خلف ألوان اللوح والطباشير لافتة وحدها المرأة مهربة منها مهربة إلى جزر المنفى، كل أبوابك مغلقة، وكل نوافذك خيوط عناكب، وكل قصصك باهتة.. ضعيفة.. شموعها تضيء من وراء الأستار.. وصوتك أنت مازال ضعيفًا.. ومازلت تصارعين القوقعة.. ومازلت تصارعين العتمة.. ومازلت خائفة.. من ذاتك الجبارة.. أنت لتكوني مثلي.. اخنقي الفجائع وحطمي الخوف.. قد كان لي قلب ضعيف.. خلعته.. وصوت خافت رميته، وشموع أرادت الانطفاء فأشعلتها.. كلها.. وعزيمة منطوية.. فقهرتها.. فأصبحت أحب السفر.. والمطر.. والألوان.. وقلبًا شكل مع العصافير أغنية المساء.. عند كل رجوع.. وفؤادًا يحتضن اليراع والشمس والبهاء.. وظلاً يكسر الظل.. لتكوني الريحانة والأقحوانة.. اقرعي صوت الجرس بداخلك.. المواجهة أجمل من الهروب ..ثمة حقيقة أخرى.. ولون آخر.. وزهرة أخرى.. وألوان غير التي تحملينها في حقيبة صغيرة.. لتصبحي فراشة قزحية من بين ملايين الفراشات، وعروسًا طالعة من رائحة.. ولون الأرض والتراب والسماء.

فاقرعي الجرس بقوة عسى العالم النائم الذي يحتقرك يعيد النظر إليك بشكل صحيح.. وجميل كلما احترقت فاح عود الريحان.

مطر.. مطر.. المدينة غارقة في الماء.. وجهك أنت يملأ المكان.. الشارع.. الزقاق.. موجودة أنت في كل مكان وزمان.. تمضين مساءاتك محملة بالضجيج والاغتيالات.. تستمدين نورك من الضوء.. والحلم.

 

آمال بو بكا

 

ردود

 

إلى علي عفيفي غازي من مصر: مشاركتك وصلتنا وانتظر نشرها في العدد القادم.

إلى جلال باباي من تونس: مشاركتك وصلتنا، وقد أدرجناها في أعداد قادمة