نعم هذه حقيقة، فالمواطن العربي فريد من نوعه، فهو خبير استراتيجي لديه رؤية استراتيجية خطيرة في كل شيء، وليس لديه رؤية للسيارة التي أمامه، فهو يملك حلولاً لمشاكل الآخرين؛ لديه حل لكل مشكلة، ولا يملك حلولاً لمشاكله. لديه حل لمشاكل التعليم العالي وتعليمه متدنٍّ.
ديمقراطي عتيد في المقهى، ديكتاتوري في البيت والمكتب، يتكلم عن قبول الآخر، وهو في أول نقاش يلغي الآخر.
من أكثر الناس تقديماً للنصائح ولا يقبل النصيحة. يحتج عندما تغيب العدالة عن ساحات الملاعب، ولا يحتج عندما تغيب عن ساحات المحاكم. يريد أن ينجح دون دراسة. يريد راتباً من دون شغل. يريد وظيفة بلا دوام. يريد أن يكون رشيقاً من دون تمرين أو حمية. يريد زوجة فائقة الجمال، وهو من فصيلة الراحل إسماعيل ياسين. يريد أن يموت ساجداً وهو لا يصلي. يريد صلاة في المسجد الأقصى. والصلاة في المسجد الذي بجوار بيته عليه أقصى. فهو في النهاية مواطن عربي أصيل، مخلص لعروبته وشعاراتها. فهو مواطن شعارات، وعقلية شعارات.
لايزال يعيش بعقلية ذلك الذي كان يخربش بالأمس على الجدران، فصار يخربش اليوم على الجدران الإلكترونية. تغيّر الجدار وبقيت العقليّة.
شعلانيات:
| الإنسان يصبح حكيماً في أي قضية ليس طرفاً فيها، ويصبح حاكماً عادلاً في أي قضية ليس له مصلحة فيها.
وبالقدر نفسه يكون فاقداً للحكمة، وظالماً في أي قضية يكون طرفاً فيها.
| الناس عندما يمتدحون شخصاً يقولون: إن فلاناً كتاب مفتوح، والمشكلة أن الناس لا يفضلون قراءة الكتب المفتوحة





