mena-gmtdmp

مهرجان الخليج السينمائي بدورته الثالثة يتجاوز الخطوط الحمراء وينشر الرعب في الأجواء

أسدل مهرجان الخليج السينمائي بدورته الثالثة ستارته بعد أن استعرض 194 فيلماً، بينها 81 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و11 فيلماً في عرضها الدولي الأول، و33 فيلماً في عرضها الأول في منطقة الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرضها الأول في منطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة، معلناً في ختامه عن فوز الفيلم العراقي «ضربة بداية» لمخرجه أمين كوركي، لتكون الجائزة الأولى للأفلام الروائية الطويلة وللعام الثاني على التوالي من نصيب العراقيين، في حين ذهبت الجائزة الثانية لفيلم «المحنة» للمخرج حيدر رشيد. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فذهبت للفيلم الإماراتي "دار الحي" لمخرجه علي مصطفى. "سيدتي" حضرت المهرجان وجاءت بالتفاصيل التالية

 

 

تنافس 54 فيلماً في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي للفوز بالمراكز الأولى، 7 أفلام عن فئة الفيلم الروائي الطويل، و9 أفلام عن فئة الفيلم الوثائقي و38 فيلماً عن فئة الفيلم القصير، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلماً من بينها 12 فيلماً وثائقياً و21 فيلماً قصيراً.

 

كثير من الخوف

وكان المهرجان قد شهد هذا العام موجة غريبة من الأفلام، حيث حلّت أفلام الرعب الخليجية بشكل لافت للنظر، ما دعا بعض النقّاد للإستغراب متسائلين إن كانت القضايا العربية قد انتهت حتى يلجأ صنّاع السينما لتقديم أفلام الرعب دوناً عن غيرها. وكان بينها فيلمان شاركا في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية وهما فيلم «الشر الخفي» للمخرج السعودي محمد هلال، والذي يستعرض ثلاث قصص لثلاث عائلات تعيش في فيلا يصوّرها المخرج بأنها مسكونة لبنائها على مقبرة جماعية، ثم تبدأ الرحلة لفكّ لغز هذه الفيلا وكشف ماضيها المدفون. وفيلم «لعنة إبليس» للمخرج الإماراتي ماهر الخاجة الذي تناول قصصاً عن الجن، حيث يروي الفيلم قصة مجموعة سينمائيين فضوليين يقرّرون الذهاب إلى الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة لاستكشاف المنطقة، لكن اختفاءهم يثير ضجة إعلامية في الصحف والمجلات والقنوات المحليّة التي يصل مراسلوها إلى المكان بحثاً عن المفقودين. وهناك، يبدأ الصراع بين الإنس والجن، والبحث عن الحقيقة المدفونة.

أفلام للبالغين أيضاً

بعيداً عن الخوف، قدّم المهرجان أفلاماً لمن هم فوق الثامنة عشرة لتعتبر خطوة جديدة تتجاوز الخطوط الحمراء. واللافت أن السينما الإماراتية طرحت لهذا العام عبر حفصة المطوع وشمّة أبو نواس صورة حقيقية للأخطاء الإجتماعية المرتكبة بحق جيل كبير، وذلك عبر فيلمهما «إششش» الذي حوكم مسبقاً من قبل المجتمع الإماراتي الذي يرفض التحدّث عن الأخطاء خوفاً من مسألة التعميم.

تحت الأضواء

لا تأتي فكرة أي فيلم سينمائي إلا بالعزيمة لمحاولة تغيير الواقع.. محمد هلال من السعودية، حفصة المطوع وشمّة أبو نواس من الإمارات، شوكت كوركي.. مجموعة من الشبان أرادوا تغيير الواقع من حولهم عبر فكرة ما لبثت أن تحوّلت إلى حلم ثم حقيقة. «سيدتي» تستعرض من خلال لقاءات مصغّرة تجاربهم السينمائية:

يقول هلال إن قصة فيلمه «الشر الخفي» مبنية على قصة واقعية، وإنه أراد من خلال فيلمه أن يتحدّث عن الشر الذي يعيش داخل نفس الإنسان وليس المقصود به فقط عالم الجن المجهول الذي لا نعرفه.

أما حفصة المطوع وشمّة أبو نواس، الطالبتان اللتان سبق وأن قدّمت كل منهما في مهرجان الخليج السينمائي الماضي فيلمين جريئين كانا حديث المهرجان في العام الماضي، حيث قدّمت شمّة فيلم «أنا رجل» وهو يتحدّث عن جيل الشباب الإماراتي الجديد والذي بات أقرب للتشبّه بالنساء، بينما تحدّث فيلم حفصة عن مريض إيدز يموت إثر حالته النفسية التي يفرضها عليه المجتمع جرّاء مرضه وليس بسبب نقص المناعة، فلم تتوقّفا عند أفلامهما السابقة، بل قرّرتا أن تتحدّثا عن التفاصيل الأخرى التي واجهت كل منهما وشاهدتاها وتحدّثتا عنها في الوقت الذي يرفض فيه البعض الإعتراف بها، ولذلك، جاءت فكرتهما في كتابة فيلم يحكي مشاكل المجتمع الإماراتي وبشكل حقيقي دون مبالغات أو حتى انتقاص من قيمة هذه المشكلات.


ماذا وراء النقاب؟

أما مزنة المسافر، فقد كتبت فيلمها «نقاب» تمام الساعة الخامسة صباحاً عندما شعرت أنها بحاجة لتقول ما بداخلها، والجدير بالذكر أن مزنة قامت بكتابة وتصوير وبطولة الفيلم لأنها لم تجد ممثلة تقبل القيام بتمثيل الدور. وعن الإنتقاد الذي وجّه لها تقول مزنة: «رسالتي من خلال الفيلم واضحة جداً، وهي أنني أرفض أن يحكم الناس على المرأة من خلال نقابها، لاسيما وأن جزءاً من جمهورنا في الخليج لا يمتلك الوعي السينمائي، مع أن السينما والمسرح والتلفزيون تعكس واقعاً حقيقياً وموجوداً».

ويقول ماهر الخاجة عن فيلمه «لعنة إبليس»: «أنا من عشاق وهواة أفلام الرعب، ولذلك قرّرت، إذا ما تعلّمت الإخراج، أن أقدّم ما هو مميّز عن الآخرين. ولمّا قدّمت فيلم «الغرفة الخامسة» الذي بني على قصة حقيقية أحبّت الناس الفكرة، علماً أنه قد تمّ منعه لمدّة أربع سنوات حتى حذفت بعض المشاهد. ولذلك، تركّزت فكرتي في «لعنة إبليس»  على أن يحتوي الفيلم على مشاهد حقيقية ليكون أشبه بفيلم وثائقي.


إكسترا

 

حكايات

في التالي إستعراض لقصص أهم الأفلام التي عرضت خلال مهرجان الخليج السينمائي لعام 2010:

 

الجنطة

فيلم كرتوني سعودي، يروي قصة مسافر خليجي يصل إلى المطار وبحوزته حقيبة. يمرّ على مجموعة من الأشخاص من جنسيات مختلفة، فما هي الصورة الذهنية لما يحمله الخليجي في حقيبته لدى هؤلاء؟

إخراج: محمد التميمي 

 

الحلاق نعيم

نعيم شخص ليس كغيره من الأشخاص العاديين، فهو في النهار يعمل محاضراً في جامعة بغداد، وعصراً تجده في محلّه الواقع في حي الأعظمية في العاصمة العراقية يعمل حلاّقاً. يستعرض الفيلم جوانب من حياة نعيم، وكيف قام بتدريب الشبان بما فيهم مساعده حمزة في محل الحلاقة.

إخراج وتأليف: محمد نعيم

 

القندرجي

الإسكافي صابر، شاب عراقي يعود إلى عائلته بعد أن أسرته قوات الإحتلال ظلماً لعامين كاملين. كيف يعود إلى الحياة من جديد وينخرط في المجتمع؟

إخراج: عهد كامل، تأليف: آدم مراد وعهد كامل، بطولة: عمرو واكد وعهد كامل


 

المحنة

إبن كاتب وأكاديمي عراقي معروف يواجه محنة مع ذاته بسبب حيرته في ما إذا كان عليه أن ينشر كتابه الأول، أم لا، مستغلاً مأساة والده الذي تعرّض للخطف والإغتيال في بغداد التي عاد إليها بعد انهيار النظام السابق. وبالتزامن مع تلك الحيرة، يواجه الشاب محنة حسم الموقف من حبّه، من طرف واحد، لأفضل صديقة لديه.

تأليف وإخراج: حيدر رشيد، بطولة: إيان أتفيلد، زوي رغبي

 

دار الحي

في أول عمل روائي متعدّد اللغات من نوعه، موجّه للجماهير المحلّية والعالمية على حدّ سواء، وبتمويل إماراتي بحت، يقدّم المخرج والكاتب والمنتج الإماراتي الشاب علي مصطفى ثلاث قصص، تعكس التنوّع الثقافي لمدينة تميّزها طموحاتها وأحلامها. شاب إماراتي، وسائق تاكسي هندي، وامرأة غربية، يعيشون ثلاث مغامرات منفصلة، تتقاطع حياتهم في ترابطات عشوائية، تماماً كما تتشابك الثقافات في هذا المجتمع المتنوّع. فيلم متميّز، يعلن ميلاد سينما إماراتية باهرة!

تأليف وإخراج: علي مصطفى، بطولة: أحمد عبدالله، أليكساندرا ماريا لارا، جايسون فليمينج، حبيب غلوم، سعود الكعبي، سونو سود، ناتالي دورمير، ياسين السلمان

 

ضربة البداية

تدور أحداث الفيلم في ملعب عراقي لكرة القدم يعاني من الدمار، تعيش فيه 300 عائلة من اللاجئين، قاموا ببناء بلدة صغيرة من أكواخ الصفيح. آسو هو الإبن الأكبر لإحدى العائلات الكردية، شاب مثالي يؤمن بالقيم النبيلة، يقوم بتنظيم مباراة لكرة القدم بين الصبية الأكراد والعرب من العراقيين الذين يعيشون في المخيّم، وذلك سعياً للترفيه عنهم وعن أخيه الصغير من ناحية، ولنيل إعجاب جارته الجميلة هيلين من ناحية أخرى. ومع حلول الموعد المنتظر، تتحوّل حياة هؤلاء إلى فوضى رهيبة إثر حادث مأساوي. عمل متميّز للمخرج شوكت أمين كوركي الحاصل على جوائز.

تأليف وإخراج: شوكت أمين كوركي بطولة: روزان حمه جزا، شوان عتوف، غوفار أنور.