mena-gmtdmp

الأخ غير الشقيق

الأخ غير الشقيق

 

سيدتي أنا فتاة سعودية، مشكلتي هي أخي غير الشقيق من أمي، عمره 30 عاما، وهو حاقد علينا، أي على والدي وإخواني، وكلما جاء لزيارة أمي، يلومها لأنها تزوجت أبي وتركته، ويرجوها أن تعود لأبيه، ويدّعي أنه مازال يحبها، باختصار هو يحاول أن يفرق بين والديّ، أحيانا يقول لأبي لماذا لا تتزوج؟ لأنه يعلم أن أبي لو تزوج على أمي، فسوف تترك البيت، ويمكن أن ترجع لأبيه، والله سمعته بأذني وهو يقول لأمي «ارمي عياله عليه وتعالي عندي»، وقامت المشاكل بين أبي وأمي، فقلت لأبي كلّ ما سمعت، ومن ثم طرده أبي من البيت، وحرّم عليه الزيارة، ولكن أمي زعلت، خاصة بعد أن اتصل بها، وأقسم أنه لم يفعل شيئا، وقد صدقته، ومهما حاولنا أن نفهمها أنه لا يريد لنا خيرا، ردت بأنه مظلوم، وتذكرنا بأنه أخونا، وأن حالته النفسية تجعله يغار منا، لأن لنا أبا وأمًّا وأسرة، ولكننا رافضون له، ورفضنا حضور عُرسه، لأنه قال عني وعن أختي كلاما لا يليق، والأهم من ذلك أنه يجهر بالمعاصي، ويحمل صورا خادشة للحياء، ومؤخرا اتصل بنا ورجانا أن نحضر عُرسه، حرصا على مشاعر أهل خطيبته، غير أن أبي سمح لأمي بالحضور، ومنعنا نحن، أرجوكِ أن تساعدينا، كيف نتعامل معه؟ وجزاكِ الله خيرًا.

المخلصة أريج

 

عزيزتي إذا كان عمر ولدها ثلاثين عاما، فأمك امرأة ناضجة في العمر والتجربة، وعليك أن تحترمي شعورها كأم، فكلكم أولادها، ولا أعرف أمًّا يمكن أن تتحالف مع بعض أولادها على بعضهم الآخر، أمك ليست طفلة تميل مع الأهواء، ولا يمكن أن تتأثر بكلام ولدها، لأنها تفهم دوافعه، ولا يمكن أن تُفرّط في عِشرة زوجية أثمرتك وإخوانك، بفعل كلمة من ولد مازال متأثرا من انفصال والديه.

أخطأت حين أوغرت صدر أبيك ضد أخيك غير الشقيق، لأنك تسببت في نزاعٍ؛ أمك هي ضحيته الأولى، فهي الآن تعيش حالة صراع، ربما جدّد إحساسها بأنها خذلت ولدها هذا وهو صغير.

لستِ مسؤولة عن سلوكه، ولا يمكن أن تحاسبيه على معصيته، فحسابه عند ربه، ما أنصحك به حاليا هو التوجه إلى أبيك بوساطة من والدتك، أن يسمح لكم بحضور العُرس، حفاظا على صلة الرحم، وحفظا لماء وجهه أمام أصهاره الجدد، وبعد زواجه، يمكن أن تقتصر العلاقات على المناسبات الدينية والاجتماعية، اعتبري ما فات فات ولا تضخِّمي تأثيره على أمك، لأنها مسؤولة عن زواجها بأبيك وعن حياتها معه، لقد رسمت في رسالتك صورة شديدة القتامة لهذا الأخ غير الشقيق، ولكني أذكرك بأنك قد تحتاجينه يوما، ولذلك احفظي خط الرجعة، وكوني أكثر كرما في التعامل معه، تذكّري ما قالته لك أمك من أنه حُرم من حنان الأم مبكرا، وحُرم من حياة أسرية كاملة، أما أنت فقد أكرمك الله بالوالدين، فتعاملي معه برحمة وتفهّم.

 

 

 

 

كيد النساء

سيدتي أنا سيدة في الرابعة والثلاثين، متزوجة ولي ولد، والحمد لله أعمل في وطني السعودية، والحمد لله على فضله، مشكلتي في العمل هي زميلاتي، أنا إنسانة اجتماعية، وأفضّل أن أكون في حالي، ولا أتمنى الضرر لأي إنسان، ولكني وللأسف أشعر بأن الزميلات لا يعاملنني بالمثل، وأقربهن هي منْ أقتسمُ معها المسئولية، فهي تحاول دائما أن تقلل من شأني، وأحيانا تخفي الرسائل المتعلقة بالعمل، حتى لا أتسلمها في الموعد المناسب، فلا أردّ عليها وأتهم بالتقصير، كنت أتغاضى عن تلك الصغائر، ولكن فاض الكيل، لأني تعبت من تصرفاتها، والغريب أن رئيسنا في العمل يدرك ما تفعله، ولكنه ينصحني بالتعامل معها بدبلوماسية، وأن أتحملها، ولم يتخذ أي إجراء لحمايتي، أنا أحب عملي ولكن كرهت جوّ العمل بسببها، كيف أتعامل معها؟ لا أحب أن أكون كثيرة الشكوى، لكني سئمت من كيد النساء.

المخلصة ن.أ

 

 

عزيزتي أول قاعدة في العمل، هي عدم اعتبار الزملاء والرؤساء في حكم الأصدقاء أو الأقارب، فنحن لا نختار زملاء العمل ولابد من اعتبارهم رفقاء طريق، العمل يمكن أن يتبدل ولا تبقى منه سوى الخبرة، فإذا حيَّدت العاطفة وحكَّمت العقل في العمل، استطعت التعامل مع أي مشكلة طارئة.

أول خيار أمامك، هو أن تقدّمي طلبا للانتقال إلى قسم آخر في العمل، لكي تكوني بعيدة نسبيا عن تلك الزميلة.

ودعيني أهمسْ في أذنك بأن ما تُظهره في العمل، يدل على أنها إنسانة تعاني من خوف مقيم وعدم ثقة بالنفس، وتعتبر أن تفوق أي زميلة يهددها، ويوحي بأن كفاءتها قليلة، وقد لا يريحك هذا الكلام، ولكن فهم الأسباب يجعلك في موقع يمكّنك من التعامل مع سلوكها، فهي لا تفعل ما تفعل لكي تستمد منه سرورا، ولكنها تعيش في وهم يصوِّر لها أنها في معركة للذود عن النفس،

يؤسفني أن تقع امرأة مثلك في فخ ينصبه أعداء المرأة، فقد عمّمتِ شكواك بالقول إنك سئمت من كيد النساء، فليست كل امرأة تكيد لكل امرأة أخرى، والكيد هو سلاح الجبناء والضعفاء.

رئيسك في العمل لم يتجاوب معك، ربما لأن مثل تلك المشكلة تتكرر كثيرا في أماكن العمل التي توظّف النساء، وهو أمر مؤسف، ولكنه قابل للعلاج.

مادمتِ تتمنين الخير للآخرين، حاولي أن تتغاضي عن صغائرها، وحاولي ألا تعتبري تصرفها تصرفا عدائيا، قابلي محاولاتها لتصغيرك بابتسامة ودٍّ، واعرضي عليها مساعدتك، حتى لو رفضتها مرارا، اعتبري هذا السلوك صدقة، وطريقا لإصلاح شأن إنسان أقل منك حظا.

 

 

لا ترفضي

سيدتي أنا فتاة، في السادسة والعشرين، تقدّم لخطبتي عدد من الشبان، ولكن لم يكن هناك نصيب، تمر عليَّ أيام أشعر فيها بفراغ رهيب، وأقول لنفسي ماذا ينقصني؟ صديقاتي تزوّجن، ثم أستغفر الله، مشكلتي هي أنني أتمنى الارتباط بشخص يخاف ربه ويحترمني، وهذه الأيام تقدم لي شاب يصغرني بعام واحد، ولكن فيه كافة المواصفات التي أتمنى، يعمل في مهنة محترمة وملتزم دينيا، وللعلم فإنني لم أره، ولم أخرج معه، ولكنه تقدّم عن طريق أخته، أنا حائرة، ولم أفتح الموضوع مع أمي، رغم أنه يمت لها بقرابة بعيدة، أخته أخبرتني بأنه يريد أن يتقدم لي قبل أسبوع واحد، ولكني لم أعطِها جوابا، أنتظر ردّك عن فارق السن، أرجو إفادتي.

الحائرة ليان

 

 

عزيزتي السؤال الذي ينبغي طرحه هو: هل تعرف أخته ويعرف هو أنك تكبرينه بعام؟ إن لم يكن يعرف فعليك بالإفصاح عن الأمر بشكل سلس، وليس كاعتذار، لو أنه يعرف، فأنا أؤكد لك أن مثل هذا الفارق البسيط، لا يؤثر على العلاقة الزوجية مطلقا، العِبرة بالتوافق والانسجام والتفاهم، والملتزم دينيا يعرف أن الزوجة الصالحة لا تقيَّم بشكلها أو بعمرها، ولكن بخصالها ووفائها، ولنا في نبيِّنا الكريم أسوةٌ، فقد كانت السيدة خديجة تكبره بأعوام، ولكنه ظل وفيًّا لها في حياتها، ووفيًّا لذكراها بعد وفاتها، وقد أنجبت له أولاده جميعا، إلا إبراهيم.

لا تُوهمي نفسك بأنك كبيرة عليه، لقد اختارك، ومادام يرضيك ما تعرفين عنه، فاتحي أمك، ورحِّبي بزيارته، لكي يراك وترينه، وتوجهي لله بدعاء، أن يُيسر لك الأمر إن كان فيه خير لكليكما.

 

 

شيء في صدري

 

 

 

سيدتي أنا فتاة في العشرين.. مشكلتي هي أنني نشأت في أسرة بها إخوة مرضى نفسيون، وحين تنتابهم الحالة النفسية ينتابني شعور بالضيق، وأفكار سلبية، أريد أن أكون مثل البنات في سني، أريد أن أكون سعيدة، أنا حزينة على نفسي، وأتمنى أن أعيش مرتاحة، حالة الضيق تنتابني حين تزداد الضغوط عليَّ، وأشعر بأن السبب هو أنني تربيت بالقرب من إخواني.. أرجو النصيحة.

وجه القمر

 

عزيزتي مرض إخوانك جزء من قدرهم، والشفاء بيد الله، وقد أفلح من ردد قول الله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، إن كنت خائفة أن تكوني مصابة بنفس الظاهرة التي أصيب بها إخوانك عليك باستشارة طبيب، ولكن في جميع الأحوال أنصحك بذكر الله، وقراءة القرآن، لكي ينشرح صدرك، وأنصحك بممارسة بعض النشاط الذي يدخل البهجة، والسرور إلى حياتك، مثل ممارسة رياضة، أو هواية، والتواصل مع صديقات في مثل عمرك، وأنصحك بالبحث عن عمل تطوعي لخدمة من هن أقل حظًا، ففي العطاء متعة لا تتحقق إلا بالممارسة.

 

ردود

أم محمد- الإمارات العربية

أفهم انزعاجك، ولكني أحذرك من المواجهة، حين اتخذت أنت وزوجك قرارا بسفر ولدك، لإكمال تعليمه في الخارج، لم تُحصِّناه بنصيحة، ولم تُشعراه بأنكما تتفهمان احتياجاته النفسية، ولم تقدما له وعدًا بتحقيق أمل في مستقبل قريب، الموقف الحالي يتطلب حكمة وحذرًا، والواجب هنا يقع على الأب لا عليك، الابن يتحسس كثيرا من الخوض في موضوعات متعلقة بالجنس مع الأم، لأن الأم في ثقافتنا رمز للطهر والعفاف، فإن أقدمتِ على مواجهته، أجبرتِه على الإنكار والكذب، على الوالد أن يخاطبه، بلغة خالية من التخويف والتلويح بالعقاب.