حمض الهيالورونيك: مكافح للتجاعيد يزداد تطوراً

من المعروف أن حمض الهيالورونيك يقدّم إمكانات جديدة لمعالجة آثار الزمن والحفاظ على الشباب. ولا تزال طريقة الحقن بحمض الهيالورونيك غير المؤلمة والتي لا تتطلب الكثير من الإجراءات والأدوات الجراحية، تتطور باستمرار لتعطي نتيجة طبيعية للغاية. فما الجديد في هذا المجال؟

لقد أصبحت هذه المادة في غضون بضع سنوات العلاج الأبرز للتجاعيد. وحمض الهيالورونيك، المكون الأساسي للأنسجة الجلدية، هو مادة ينتجها الجسم بصورة طبيعية تساعد على ترطيب الجلد. ولكن ينخفض إنتاج هذه المادة مع التقدم في العمر بشكل سريع. ونتيجة لذلك، يميل الجلد للجفاف ويصبح هشاً، مما يؤدي إلى فقدان الحجم و ظهور التجاعيد.

 

منتجات قوية وقابلة للامتصاص

حمض الهيالورونيك الذي يتمّ حقنه هو جل يتمّ تصنيعه في المختبرات، قابل للتحلل عضوياً، يحتمله الجسم، وليس له مخاطر. ويسمّى هذا المنتج «منتج لملء التجاعيد». وبفضل قدرته على الاحتفاظ بالماء، يحافظ على رطوبة البشرة على مستويات عميقة. كما إنه يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة. وأخيراً، يساعد على تعزيز نشاط الخلايا الليفية التي تنتج الإيلاستين والكولاجين وحمض الهيالورونيك الطبيعي.

ولا تزال تظهر ابتكارات جديدة باستمرار ألطف وأكثر فعالية، مثل تلك التي تحدّث عنها الخبراء في أحدث مؤتمر للطب التجميلي، مشدّدين على أنها تزيد من راحة المرضى والقدرة على تقديم الرعاية لهم ولكنها تسمح أيضاً بعلاج مناطق جديدة في الوجه.

 

ملء الهالات السوداء

من الممكن اليوم علاج الهالات السوداء المجوّفة بمساعدة حقنة تحتوي على حمض الهيالورونيك الذي يحتوي على القليل من المادة الشبكية لملء الهالات المجوفة، بحيث يتم حقنها بكميات صغيرة باستخدام إبرة ناعمة جداً لها طرف دائري. ولأن البشرة تكون هشة جداً في هذه المنطقة، فإن هذه العملية حساسة. والأشخاص الذين يعانون من أكياس ماء أو دهن تحت العين لا يستفيدون من هذه التقنية، لأنها قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الانتفاخ وأكياس العين.

 

تكيف حسب الحاجة

يختلف حمض الهيالورونيك حسب الاستخدام الذي نريده. ويمكن إضافة مادة شبكية تطيل مدة الحياة في الأنسجة التي تم فيها الحقن إلى المنتج النقي، بحيث تجعله أكثر سيولة ومقاومة. وبالتالي، من الممكن اليوم:

- ملء التجاعيد العميقة أو السطحية عن طريق استخدام حمض الهيالورونيك الذي يحتوي على مادة شبكية تثبت نتائجه لفترة أطول وفقاً لموضع التجاعيد والخطوط الرقيقة.

- استعادة الحجم المفقود (في عظمتي الخدين والخدين والصدغين) بمساعدة حمض الهيالورونيك المعزز للحجم، ويكون كثيفاً جداً بحيث يمنح البشرة الكثافة من جديد.

- تحسين ملمس وبريق البشرة بفضل علاج منشط ومجدد للخلايا يسمى «ميزوليفت» Mesolift (علاج الميزو) يتم عن طريق حمض الهيالورونيك الصافي دون المادة الشبكية، لذا يكون سائلاً ومدة حياته قصيرة جداً.

 

حقن «مريحة» بصورة متزايدة

يحدث الآن تطور بسيط بفضل ظهور إبر مرنة جداً في السوق لها طرف دائري لا تجرح البشرة أو الأوعية. وقد يكون إدخال الإبرة في الجلد ثم حقن المنتج مؤلماً حتى لو تم وضع كريم مخدّر قبل الجلسة.

نظام إلكتروني للحقن (حقنة لها مكبس إلكتروني) تسمح بتدفق السائل في الإبرة بشكل مستمر وبضغط مستمر. ولم تعد هذه العملية تحتاج للمخدّر، وتتم بصورة مثالية تقريباً وبشكل سريع وغير مؤلم دون أن تترك وراءها كدمات.

تضيف بعض العلامات التجارية عنصراً مضاداً للأكسدة، هو الميناتول، إلى منتجاتها من حمض الهيالورونيك، من أجل الحد من تأثير الجزيئات الحرة على حمض الهيالورونيك الذي تم حقنه كما تساعد على زيادة استمراريته.

 

الجمع بين العلاجات للتجاعيد العنيدة

لا تكفي حقن حمض الهيالورونيك لعلاج جميع أنواع التجاعيد. وللحصول على نتيجة مرضية، يستخدم الخبراء نسخة من التقنيات المختلفة التي تكمّل بعضها البعض.

يتم علاج التجاعيد الناتجة عن تعابير الوجه (الجبهة والتجاعيد عند زوايا العينين أو عند الفم الناتجة عن التدخين) على نحو أفضل عن طريق حقن البوتوكس.

حين تصاب البشرة بالخطوط الرقيقة والبقع والمسامات الواسعة، يتم إجراء جلسات تقشير وجلسات ليزر لأنها أكثر فعالية لتحسين سطح البشرة ومنحها البريق.