رغم تكنولوجيا التواصل.. إحساس المراهقة بالوحدة يفوق الناضجين وكبار السن!

 على عكس ما هو شائع بأن التكنولوجيا العصرية، من كمبيوتر و«نت»، أتاحت فرصة أكبر للتواصل الاجتماعي والإنساني! اتضح أن هذه الوسائل ساعدت ودعّمت إحساس المراهقة بوحدتها وانفصالها عن المجتمع؛ حيثُ كشفت دراسة بريطانية أن %60 من المراهقات يشعرن بالوحدة بشكل يفوق إحساس كبار السن والناضجين!!

عن أسباب هذه الوحدة، وسبل تلافيها، وهل هي إحدى علامات مرحلة المراهقة.. نقرأ تفاصيل الدراسة، ونستمع لآراء المختصين.

 

 

كلنا يعرف أن حياة المراهقة تشهد الكثير من المشاكل والتحديات السلوكية.. أولها صراع الرغبة بين الاستقلال عن الأسرة وضرورة الاعتماد عليها، وبين مخلفات الطفولة التي تتنازع داخلها، وبين متطلبات الأنوثة، وبين الغرائز الداخلية والتقاليد الاجتماعية، وهناك أيضًا نوع الشخصية التي تتشكل ما بين التدليل الزائد أو القسوة الزائدة.. تبعًا لأسلوب تربية الوالدين، إلى جانب السلوك المزعج، والعصبية وحِدّة المزاج.. وكلها علامات مصاحبة لمرحلة المراهقة.

 

لماذا الوحدة؟

كما يعد الاغتراب أو الإحساس بالوحدة أحد الملامح الرئيسية لحياة المراهقة؛ فهي دائمة الشكوى -كما ترى الدكتورة «نهى العسال» الباحثة النفسية بمركز البحوث الاجتماعية- من عدم فهم والديها لها، ومن ثم فهي في محاولات دائبة للانسلاخ عن ثوابتهم ورغباتهم، معترضة على ضغوطهم.. بهدف تأكيد وإثبات تفردها وتميزها، وفي نفس الوقت لا تستطيع التفاعل أو الاندماج بشكل فعلي مريح مع أصدقائها والعالم من حولها، فيكون المقابل إحساسها بالوحدة، وشعورا كبيرًا بالغربة.

 

الصغار والكبار

وتأكيدًا لهذا أجرى معهد «مينتال هيلث فاونديشن» ببريطانيا دراسة من خلال استطلاع رأي ضم ألفين من الفتيات الشابات.. تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة والرابعة والثلاثين، فكشفت أن %60 منهنّ يشعرن بوحدة قاتلة تجعلهنّ شبه مشلولات في الحياة! في حين أظهر استطلاع آخر بين صفوف عدد مماثل تتراوح أعمارهن بين الخامسة والأربعين والخامسة والخمسين أن %35 من هذه الفئة -فقط- يشعرن بالوحدة!

 

صراع الأجيال

تضيف الدكتورة «نوال البحيري»، أستاذة الاجتماع بالمركز، سببًا جديدًا لوحدة المراهقات، وهو الصراع الثقافي بين جيلهنّ وبين جيل الآباء، أو ما يطلقن عليه بالفجوة القائمة بينهما، نتيجة التغيرات السريعة في العلم والحياة، والتطور العلمي والمعرفي، وأثره على القيم والاتجاهات المتفق عليها.. مما أفقد الآباء السلطة المعنوية وتذبذب توجيهاتهم لأبنائهم.

الفجوة تفتح عيون المراهقات على معايير وقيم جديدة مختلفة عما يرونها لدى آبائهم، إضافة إلى سلوكيات الوالدين والتي تتسم في معظمها بالنقد والتوبيخ والإحراج والاستبداد، ومرات كثيرة تكون اللامبالاة والإهمال بسبب انشغالهم أو سفرهم.

 

خطوات للأمهات

- اعلمي أن ابنتكِ تحتاج لحبكِ عندما ترينها حائرة ومضطربة، وفي محاولة دائبة للاستقلال بالرأي وتسمى هذه بـ"مرحلة العواصف".

 - قد لا تتناسب أوامرك ونواهيكِ مع تفكيرها وطموحاتها.. فابحثي عن حل أمثل.

 - امتصي شحنات انفعالاتها المعلنة والمكبوتة.. والتي تسير بطاقة قصوى نحو كل ما تواجه.

 - عليكِ مجاراتها في تفكيرها، مع محاولة لتعديل المفاهيم بصورة أو بأخرى.

 - الإحساس بالحب والأمان والعدل والاستقلالية والحزم.. يعالج الشعور بالوحدة.

 - لا بد من العدل في التعامل -بين الذكر والأنثى- دون أسلوب تفاضلي، فإلزام الفتاة المراهقة بواجبات قبل أن تأخذ ما لها من حقوق، لن تجده عدلاً.

 - لا تتدخلي بشؤون ابنتك المراهقة بصورة تؤدي للنفور منكِ.

 -احترمي سرية خصوصياتها، وتفاعلي مع حاجاتها ومشاكلها وأفكارها، وليس الصراع معها.

 - أعطيها الفرصة للتعبير عن نفسها ومعتقداتها دون خوف أو توتر