الاحتفاء باللغة العربية في باريس

3 صور

احتفت أمس الجمعة المنظمة العالمية للثقافة والتربية والعلوم "اليونيسكو" في مقرها الكائن بباريس بـ"اليوم العالمي للغة العربية" التي تعد من بين السبع لغات الاكثر انتشارا على الانترنيت متفوقة على اللغتين الفرنسية والروسية، ويشارك في هذه الاحتفالية عدد معتبر من المفكرين والسياسيين العرب والاجانب المهتمين بالدراسات المتعلقة بالحضارة العربية



فرضت اللغة العربية نفسها في فرنسا خلال السنوات الأخيرة، حيث احتضنت باريس يوم الجمعة 18 ديسمبر وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، العديد من التظاهرات الثقافية والندوات الفكرية والسهرات على مستوى العديد من الجمعيات ومدارس تعليمها وكذا الهيئات الكبرى، وعلى رأسها منظمة “اليونيسكو” ومركز اللغات بمعهد العالم العربي في باريس.


وعلى غرار الدول العربية، تحتفل باريس بهذا اليوم العالمي وسط ظرف استثنائي، وهو حالة الطوارئ التي تعيشها فرنسا بعد الهجمات الإرهابية الدامية التي طالت كلا من باريس وسان سانت دوني في 13 نوفمبر الماضي وخلفت 130 قتيل وما يزيد عن 350 جريح.

ورغم سياسة التهميش والتقصير التي تنتهجها الحكومة الفرنسية تجاه اللغة العربية على مستوى المؤسسات التربوية وكذا المساجد، حيث وصل الأمر إلى اقتراح بعض الساسة إلغاء خطب الأئمة باللغة العربية واستعمال اللغة الفرنسية، فإن هناك إصرارا كبيرا لدى الفرنسيين الذين يرغبون في اكتشاف العربية وتعلمها كحماية تقيهم من خطر الارهاب، في ظل تزايد الثغرات الأمنية لدى الأجهزة الفرنسية، حيث تعرف اللغة اليوم إقبالا فاق العرض بنسبة 85%، وأصبحت الهيئات والجمعيات المختصة في تعليم اللغة تعاني عجزا كبيرا أمام استحالة مواجهتها الطلب المتزايد، والأمر سيان بالنسبة للمكتبات التي تبيع الكتب التي تتحدث عن الإسلام، إذ تشهد هي الأخرى إقبالا منقطع النظير من قبل الفرنسيين منذ اعتداءات “شارلي إيبدو”، بغية التعرف على الديانة الإسلامية لتجنب الخلط بين مسلمي فرنسا والإرهاب.

وبعيدا عن فئة الفرنسيين التي ترغب في تعلم العربية لأسباب “أمنية”، فهناك فئة الفرنسيين الذين يتعلمون اللغة لأسباب شتى: منها اجتماعية تتعلق بالأزواج، سواء تعلق الأمر بالنساء المقترنات بأزواج من أصول عربية أو بفرنسيين متزوجين بنساء من أصول عربية، وأخرى اقتصادية تخص التوظيف لدى المؤسسات والشركات التي تطمح في الظفر بصفقات اقتصادية مغرية للاستثمار أو التفاوض والدخول في شراكة مع البلدان العربية، وعلى رأسها دول الخليج العربي التي تسيل لعاب الكثير من الفرنسيين، ناهيك عن الأسباب التاريخية التي تدفع الفرنسيين إلى تعلم لغة مستعمرات فرنسا في شمال إفريقيا.