mena-gmtdmp

ذكاء الزوجة

ذكاء الزوجة

أكتب لك هذه السطور على أمل أن تنصحيني وتبادريني بالرد العاجل، ماذا أفعل كي أعيد الحب إلى بيتي وزوجي؟ فقد أصبحت حياتنا روتينية، وذلك بسبب ظروف عملنا وحياتنا الصعبة التي تجعلنا نقضي أكثر وقتنا خارج المنزل في العمل، حيث إن ما يتبقى لحياتنا الخاصة لا يكفي، أريد النصيحة كي أستغل الوقت، ولأستعيد محبة زوجي وأخفف عنه متاعب العمل والحياة وأزيد من ارتباطه بي وبالبيت فإني أحبه، لكني لم أعد أستطيع أن أعبر له عن هذا الحب كما كنت من ذي قبل وأخاف عليه جدا، كما أنني أغار عليه وأشتاق لكلماته الحنونة، مع العلم أنه قليل التعبير عن حبه وعن إعجابه بي؛ لأنه يميل إلى أن يكون عمليا.. ماذا أفعل؟

المحرومة

 

 

عزيزتي

لا يمكن التنظير في مثل هذا الوضع؛ لأن لكل علاقة بين زوج وزوجة كيمياء خاصة وإيقاعات تخلقها الحياة المشتركة، ولكن يبدو أنك تعرفين سبب الجفاء بينكما، وهو قلة الوقت المشترك والمجهود المتبقي بعد ساعات العمل، لا يمكنني أن أنصحك بأن تتنازلي عن عملك؛ لأنني لا أعرف ظروفكما المعيشية والمادية، ولكن ما يمكن أن أنصحك به هو فتح حوار مع زوجك حول إمكانية تخفيض حجم العمل الذي تمارسينه، والذي سوف يصحبه تخفيض في الأجر أيضا؛ لأن تخفيض أجرك سوف ينعكس على اقتصاديات الأسرة، أي أنه سيتأثر بالتغيير، ومن ثمَ يشاركك في صنع القرار، لو رفض اقتراحك وشجعك على الاستمرار فسيكون هناك حوار قد بدأ بينكما فيسهل عليك أن تناقشيه فيما آلت إليه العلاقة بينكما.  من جانبك تذكري أن الزوج لا يستسيغ أن يرى زوجة مرهقة لا تتوانى عن الشكوى من الإرهاق؛ لأن الرجل يعتبر زوجته في البيت مصدر راحة ومتعة، وقليلات يدركن كم يعتمد الزوج على قوة زوجته كعنصر استقرار، ولكن الزوجة التي تفتقر إلى الثقة الذاتية كثيرا ما تذكر لزوجها كم تتعب في ترتيب البيت وإعداد الطعام وجلبة الأولاد، وإن كانت عاملة تشكو من آلام الظهر وأوجاع الرأس كوسيلة لتعريف الزوج: كم هي مضحية وتستحق تقديره ووفاءه! ولكنها حيلة مصطنعة وغير ذكية، لا يوجد إنسان عاقل يطالب امرأة بأكثر مما يمكنها أن تقوم به، إن الخالق يقول لنا في كتابه العزيز إنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وبما أن الزوجة هي مديرة البيت وراعيته فمن اختصاصها أن تنظم العمل، بحيث لا ترهق ولا تشكو، وبحيث يراها الزوج العائد من عمله هادئة ومبتسمة. إذا أردت استعادة حب زوجك فخصصي أيام العطلة لك وله، وأنصتي لاحتياجاته، إذا شاء أن يرتاح نصف يوم عطلة يرتاح، ولتستغلي أنت وقت راحته في إنجاز المهام الأنثوية التي تحتاجين، مثل تصفيف الشعر وغيرها، وإذا كان اجتماعيا فاحرصي على أن يكون أحد أيام العطلة هو يوم الاجتماعات والزيارات والدعوات، وإن كان مهتما بالفنون فاحرصي على النشاطات التي تسره وهكذا، معظم الزوجات يخصصن أيام العطلة لتنظيف البيوت والغسيل، وما شابه ذلك، وهذا نوع من الطاقة الطاردة للأزواج، هذه المهام يمكن أن تكون جزءا من تنظيم الحياة اليومية بمعونة خارجية، وفي أوقات غير الأوقات التي يتواجد فيها الزوج بالمنزل، هذه الأمور ليست معجزة، ولكنها تنظيمية لا أكثر.

 

 

هل أصبر؟

أنا فتاة في الثانية والعشرين، عربية مقيمة في المملكة العربية السعودية، أحببت شابا من جنسيتي يعمل في المملكة وهو شاب طموح وجاد في عمله، يكبرني بثلاث سنوات، تعاهدنا على الزواج، ولكن حين أعلن عن رغبته في الارتباط بي احتجت والدته بشدة؛ لأنهم لا يزوجون إلا من الأسرة حرصا على النسب، وأخبرني من أحب بذلك، وكنت مدفوعة باقتناعي بأن الحب بيننا أقوى من أي شيء؛ لأنه قائم على اقتناع وتفاهم كاملين عرضت عليه أن أكلم والدته، وليتني ما فعلت لأنها كلمتني بجفاء شديد واستهزاء لم يرق لي، وحين أغلقت الخط قلت لنفسي: إنني لن أسمح لها باغتيال أحلامي، وأن عليَّ أن أصبر حتى تهدأ الأمور ثم أعيد المحاولة.

لكن تغييرا ما طرأ على موقف من أحب، حيث إنه أفضى لي بأنه لا يستطيع عصيان أهله أكثر مما فعل، خاصة وقد هددوه بالقطيعة، وقال إنه يشعر بالاختناق من فرط الضغط عليه، وبأنه لا يريد أن يقف في طريقي.ما حدث هو أن علاقتنا استمرت، مازلنا نتحدث كما كنا في السابق، ومازلت أعتقد أنه يحبني، ولكني أرى المستقبل ضبابيا ولا أعلم إن كان الاستمرار معه يحسب لي كنوع من الوفاء للعلاقة التي بيننا أم يحسب عليَّ، لا أستطيع البوح بالأمر كله لأبي وأمي؛ خوفا من غضبهما ومن حرماني من كافة الامتيازات التي أتمتع بها حاليا، ومنها حرية ممارسة العمل، أرجو أن تفيديني

 

 

 

عزيزتي

أكتفي بأن أقول لك إن استسلام الشاب لضغط أمه لا يحسب له، ويجب عليَّ أن أبصرك بأن استمرار العلاقة على هذا الأساس يوحي له بأنك راضية بعلاقة لن تؤدي إلى ارتباط، وصفك له بالاختناق حين تشتد عليه الظروف يدل على ضعف عزمه، نصيحتي لك أن تعيدي النظر في الأمر، حين ينظر الإنسان إلى شيء يعتبره ثمينا عن قرب شديد فإن الرؤية تكون مشوشة، ولكن إذا أبعدها عن عينيه قليلا استرد القدرة على الرؤية السليمة.

أنا أحترم الحب إذا توافرت له المقومات والظروف، ولكن الحب الذي يتطلب من طرف كل التضحية وكل الجهاد لا يعتبر حبا، إذا قلّلت التواصل مع محمد فسوف تدركين أن الحياة ممكنة، فقد كانت ممكنة قبله وستكون ممكنة بعده، ثم إن تجربة الحب أصبحت جزءا من حياتك، ولا يمكن أن ينتزعها أي شخص منك، أصبحت من مكونات شخصيتك، ولكن يا حبيبتي الحب وحده لا يكفي لتعمير بيت، ولا لحياة مستقرة، إن لم تكن القوة المعنوية متوفرة للزوج فلا يعوض الزوجة عنها شيئا، لقد صارحك بأنه غير قادر على معارضة أهله، فما عليك إلا أن تؤكدي له أن الأمر لو كان بيدك لما اخترت غيره، وأنك تؤمنين بالنصيب، وإن شاء وقدر وتغلب على معارضة أهله، وإلا فيتمنى كل منكما السعادة للآخر، في الوقت الحالي قد لا تصدقينني إن قلت لك: إن القلب لا يحب مرة واحدة فقط، القلب نسيج حي يجدد خلاياه ويتنفس ويستمر، امنحي قلبك فرصة، وامنحي عقلك القدرة على الاختيار السليم.

 

أختي في خطر

 

أختي طالبة في  3إعدادي وتحب شخصا أكبر منها بعشر  سنوات، وهو يحبها ومتفق معها على أن يتقدم إلى والدي بعد سنتين، أنا أعلم أنه لا يتسلى بها، ولكن فرق السن كبير، فهو في مرحلة نضوج وهي في مرحلة مراهقة، وفشلت في إقناعها بأن تبعد عنه وتفكر في مذاكرتها، وأن الوقت للارتباط مازال بعيدا.

أرجو الرد وشكرا

 المترددة م. أ

 

عزيزتي

بحسبة بسيطة تصورت أن أختك في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة، ومن تحبه في الرابعة والعشرين، إن كانت تنتظر أن يخطبها بعد عامين فلن تنصت لأية نصيحة لها علاقة باختلاف مراحل النضج؛ لأن جزءا من جاذبية المشروع من وجهة نظرها أن الشاب المكتمل النضج اختارها هي، وهي في مثل هذا العمر، وليس عند أختك ما يكفي من التجارب لكي تدرك أن مثله ليس شابا سويا؛ لأنه يقتات على عواطف أنثى لم تبرح عالم الطفولة إلا منذ عهد قريب.

إن كنت أكبر منها، وأكثر فهما منها فعليك بإقناعها بأن تفوقها الدراسي سوف يزيده شغفا بها؛ لأنها ستكون متميزة في عينيه، وأن عليها أن تحافظ على عفافها؛ لأن الرجل الشرقي لا يتزوج بفتاة تهاونت في تلك الأمور، وإذا صدق حدسي فإن كل الأمور سوف تتغير خلال العامين؛ لأن الفتاة الصغيرة تتبدل مشاعرها عشرات المرات إلى أن تبلغ سن النضج.