الملياردير دومينيك ديسانييه، الأب الشرعي لابنة الوزيرة السابقة رشيدة داتي

7 صور

«حياتي ليست قصة جميلة، ولست بطلة رواية تريد ابتزاز دموع الناس»، كانت هذه هي المقدمة التي استهلت بها رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية سابقاً، كتابها الصادر بعنوان: «جعلتكم حكّاماً»؛ مؤكدة أن هدفها من تأليف الكتاب، هو وضع حد للافتراءات والأكاذيب التي نشرتها بعض الصحف والمجلات الفرنسية عنها، إلا أنّ الأيام أثبتت أن حياة رشيدة داتي، هي فعلاً رواية، وأن الكثير من الإشاعات حولها كانت صحيحة.

الأب المجهول
تبدأ القصة عندما أنجبت رشيدة داتي، فرنسيّة من أصل عربي، طفلة في يناير 2009، من أب لم تكشف عنه رغم فضول الصحافة الفرنسيّة لمعرفته، وتركت الإشاعات الكثيرة تتسرب عن آباء كثر محتملين؛ عرباً وعجماً، إلا أن الوزيرة السابقة، فاجأت الجميع عندما تقدمت بشكوى إلى القضاء ضد رجل أعمال فرنسي شهير وثري، هو دومينيك ديسانييه؛ مطالبة إياه بالاعتراف بابنته التي أنجبتها منه، وعندما أنكر، طالبته بإجراء تحليل جيني لإثبات أبوته لابنتها، ولكن «هذا الأخير أعلن على لسان محاميه أنه لن يخضع لهذا التحليل؛ معللاً رفضه بأن رشيدة داتي، كانت لها في الفترة التي عاشرها فيها ثمانية رجال، كانت لها معهم علاقات حميمة في نفس الوقت، ومن بينهم، حسب كلام المحامي، صحفي شهير بالتليفزيون، ووزير، ورئيس حكومة في إسبانيا، وأحد إخوة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وآخرون.


الخديعة
رشيدة هي ابنة أسرة مهاجرة متواضعة؛ فوالدها مبارك داتي كان يعمل عاملاً بسيطاً في البناء، وأمها ربة بيت سهرت على تربية 12 طفلاً، وقد بلغت رشيدة من العمر عندما كانت وزيرة 42 عاماً، ولكنها لم تكن أمّاً، رغم أنها كانت قد تزوجت سابقاً أحد أقارب والدتها، لكن سرعان ما تم الطلاق ولم تتزوج بعده؛ بل كانت لها علاقات كثيرة خارج مؤسسة الزواج.


وأصدرت المحكمة الابتدائيّة حكمها بأن رجل الأعمال الثري هو والد الطفلة؛ إذ إنّ رفض الرجل الخضوع إلى التحليل الجيني كان قرينة ضده، والقانون لا يجبره على إجراء التحليل، ولكنه ينص على أنّ من يرفض إجراء التحليل، يعد بمثابة اعتراف ضمني بالأبوة.
كما حكمت المحكمة على رجل الأعمال الثري بدفع نفقة شهرية لابنته قدرها 2500 أورو؛ علماً بأن رشيدة كانت قد طالبت عبر محاميها بستة آلاف أورو، نفقة لابنتها من أبيها، وقد استأنف رجل الأعمال الحكم وأقرّت محكمة الاستئناف يوم أمس الحكم الابتدائي الأول، وحكم النفقة له مفعول رجعي، أي أن الأب مطالب الآن بدفعها منذ ولادة الطفلة زهرة في يناير 2009.


وهكذا ستصبح ابنة رشيدة داتي وريثة شرعية للملياردير الفرنسي، إلا أن محكمة الاستئناف لم تستجب لطلب رشيدة داتي بأن تحمل ابنتها «زهرة» اسم الثري الفرنسي؛ فهي ستكون وريثته، وقانونياً هي ابنته، لكنها لن تحمل اسمه.
ويعدّ دومينيك ديسانييه «70عاماً» أحد أكبر أثرياء فرنسا، وهو سليل أسرة غنية، وقد اعترف بأنه كانت له علاقة عابرة، حسب تعبيره، برشيدة داتي، لكن لم يكن هناك اتفاق على أن تنجب منه.


انتقادات
بعد صدور الحكم القضائي، انهالت على رشيدة داتي العديد من الانتقادات، على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها حملت من عشيقها الملياردير الفرنسي دون إعلامه، أي «من وراء ظهره» حسب ما ورد في تعليق امرأة فرنسية، وهناك شبه إجماع على القول بأن رشيدة داتي امرأة انتهازية لا تتأخر عن اتباع أي وسيلة؛ للوصول إلى تحقيق أهدافها الشخصية والمهنية، ورغم ذكائها ومستواها التعليمي «مهنتها الأصليّة قاضية» إلا أنها اعتمدت دائماً على العلاقات للوصول إلى أرقى المناصب وأعلاها، حتى قيل إنها كانت عشيقة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي نفسه، الذي جازاها بأن اختارها وزيرة للعدل.


ورشيدة داتي، هي اليوم نائبة في البرلمان الأوروبي، ومازالت ناشطة في الحياة السياسية الفرنسية، وترأس بلدية الدائرة السابعة في باريس.