رشا شربتجي تعترف: الصلح مع والدي أصبح بعيد المنال

 

هي جريئة في حديثها كما في مواقفها العامة والفنية. تقول رأيها بصراحة وتعتبر أن ما تقدّمه في أعمالها الفنية هو عن اقتناع تام منها. ترى أن للفن دوراً كبيراً في  توعية وتوجيه وتعليم وتغيير المجتمع نحو الأفضل. وتعترف بأنها لا تستخدم الجرأة لجلب الأنظار لأعمالها بل لتقول: «هنا موطن الخلل. وهذه هي مشكلاتنا وعلينا أن نعرفها ونواجهها». هذه هي رشا شربتجي التي قدّمت «قانون ولكن» و«غزلان في غابة الذئاب» وغيرها من الأعمال الناجحة، وهي التي لم تتوقّع أن يحقّق مسلسلها «تخت شرقي» ذلك النجاح الكبير الذي حقّقه الموسم الماضي والتي تطلّ في رمضان الحالي مع مسلسلها الجديد «الولادة من الخاصرة». فماذا تحدّثت عن حياتها وعملها الفني وجرأتها وجديدها في رمضان الحالي؟ وكيف تصف علاقتها بوالدها ومن حولها؟ كل هذا وأمور أخرى  سنعرفها من خلال حوارنا التالي معها الذي أجريناه بحضور زوجها مدير التصوير ناصر ركا:

    

منذ بدايتك عرف عنك اختيارك لمواضيع حسّاسة وجريئة تهمّ المجتمع العربي، فهل توقّعت الموسم الماضي ذلك النجاح الذي حقّقه مسلسل «تخت شرقي»؟

لم أتوقّع له ذلك النجاح الكبير، وفوجئت بتلك النتائج المهمة التي حقّقها. الناس أُعجبت بالعمل وفهمت رسالته الحقيقية كعمل يحمل هموماً واقعية ورسائل نمرّ بها بشكل يومي. خفت منه بداية، لكن إيماني به وبما يحويه من مضامين، حفّزني لأقوم بإخراجه دون تحفّظ وخشية من أحد.

*ألا تعتقدين أن العمل قدّم جرعة جريئة من الأفكـــــار والأفعـــال والتصرّفات والتي لا تتناسب مع مجتمعنا العربي؟

لا أنفي ذلك. جرأته تكمن في أفكاره وحواراته الساخنة وإيحاءاته. فهؤلاء الشباب الذين جسّدوا أدواره الرئيسية، مثّلوا شريحة كبيرة من شباب مجتمعنا العربي الذي يعاني من مشاكل كثيرة متعدّدة. مجتمعنا لم يتعوّد على هكذا طروحات عبر أعماله العربية، ولكنها مشروعة وهادفة وإصلاحية بل وتضع يدها على جروحنا التي ندير أعيننا عنها ولا نلامسها بواقعية لحلّها. لا شك أن العمل طرح نوعاً من الجرأة الهادفة كعلاقة ذلك الشاب الفلسطيني بتلك الفتاة الغربية. ولكن بتقديري كل العمل لم يخرج عن نطاق الإيحاء المشروع والبعيد عن التكلّف والإثارة المبالغة. العمل خلا من التعرّي واللحظات المخجلة، وأنا لا أخجل من أن تشاهده أي فتاة أو أي شخص شرقي.

لكن بعض الإيحاءات التي ضمّها بعض مشاهده كانت جريئة ومبالغاً فيها أحياناً؟

لا أعتقد ذلك. الإيحاءات مطلوبة في هكذا عمل، علماً أننا ابتعدنا فيه عن الإسفاف والابتذال. بعض الإيحاءات كان موظّفاً لصالح العمل ومتطلّباته الفنية. ولست نادمة على أي إيحاء قدّم في العمل.

 

من اختياري الشخصي


هل أنت من تختارين نصوص أعمالك بنفسك أم أن شركات الإنتاج أو الحاجة الجماهيرية هي التي تفرض عليك هذه النصوص لتخرجيها؟

90% ممّا قمت بإخراجه، كان من اختياري الشخصي بالتعاون مع مجموعة كتّاب سوريين ومصريين. وكانت الشركات المنتجة تقتنع بالنص، لأنها ترى أنه مهم من الناحية الإنتاجية. بينما قدّم لي نصان فقط في مصر من قبل  جهات إنتاجية، ونالا إعجابي. وفي سوريا قدّم لي فقط نص مسلسل «أسعد الورّاق» ووافقت عليه لأهميّته.

يلاحظ أنك تتبنّين وجهات نظر معيّنة في أعمالك التلفزيونية. فما الأولويات التي تحاولين دائماً اختيارها وتقديمها في أعمالك هذه؟ 

لا توجد لديّ وجهة نظر خاصة. أفضّل تقديم كل عمل يهمّ أكبر شريحة من الناس ويجسّد همّهم اليومي. في مسلسل «ولادة من الخاصرة»، كسرت هذا الحاجز، حيث قلنا فيه إننا مهما تخيّلنا وعملنا، فإن الواقع قد يصدمنا بأشياء لا يمكن تخيّلها.

 

براعة تيم حسن


كيف تلقّيت ردود الفعل على مسلسل «أسعد الورّاق» وما صحة أنه لم يلقَ النجاح المطلوب؟

هو لم يحقّق نفس النجاح الذي حقّقه مسلسل «تخت شرقي»، ولكن الحمدلله حقق نجاحاً جيداً. هو عمل بيئي قدّم منذ أكثر من ثلاثة عقود وأعدنا تقديمه بتقنيات جديدة العام الفائت. الناس تعرفه وقارنت بين النسختين، ولها ذاكرة متمسّكة بما قدّم سابقاً. هو لم يفشل ولكنه ظلم في توقيت عرضه في رمضان الماضي. وبتقديري هو سيبقى وسينجح خلال الفترة المقبلة وقد نفّذ ليبقى. وأنا أراهن عليه مستقبلاً.

استعنت بالفنان تيم حسن في النسخة الجديدة بينما جسّد الدور نفسه الفنان هاني الروماني في النسخة القديمة. هل نجح تيم في تقديم النسخة الجديدة من الدور؟

لا شك أن تيم قدّم دوراً كبيراً في النسخة الجديدة والفنان الراحل هاني الروماني قدّم خلال النسخة القديمة دوراً رائعاً ضمن إمكانيات تلك الفترة. أداء تيم كان ممتازاً حيث قدّم دوراً مهماً ومبهراً من خلال شخصية رجل يصعب عليه النطق بشكل سليم. وهو نجح من خلال لعبه على «كاراكتر» الشخصية والتي كانت مفاجِئة أحياناً لحدّ كبير للمشاهد العربي. دوره كان من أهم الشخصيات التي قدّمها خلال الفترة الماضية.

 

اتفاق وتفاهم


أسماء الأعمال الفنية التي تقدّمينها والتي توصف بأنها جريئة وجذّابة و«ملغومة» في أحيان كثيرة، هل أنت من ينتقيها أم أنها من صنع كتّاب النصوص؟

الحقيقة، أنا محظوظة لأنني أعمل مع مجموعة كتّاب مميّزين أمثال فؤاد حميرة ورانيا بيطار وممدوح حمادة وحسن يوسف ونجيب نصير ويم مشهدي وسامر رضوان وغيرهم. 90% من الأعمال التي قدّمتها انتُقد اسمها وبعض الشركات المنتجة وبعض القنوات الفضائية، كانا يعترضان على الاسم، ولكنني كنت أصرّ عليه. وبعد ذلك، يعرفون أن خياري كان صائباً بالنسبة لاسم العمل. الحقيقة، هناك توافق وشراكة حقيقية بيني وبين من يكتبون لي. وهذا يسفر عن تفاهم في المضمون وفي ما نقدّمه من أفكار وقيم وحتى على أسماء الأعمال الفنية.

 

كيف تنظر إلى الثورة المصرية وماذا عن مسلسل «الولادة من الخاصرة»؟ وهل من عمل جديد حالياً؟ ولماذا توقف صلحها مع والدها؟ والأهم موضوع الأمومة كل هذا وتفاصيل إضافية في مجلة سيدتي في المكتبات