اشتقت إليك. حقيقة لا تخفيها الأقنعة، ولا تحجبها الكلمات. رغم كل الصخب الذي يحيطني إلا أنني أشعر بالوحدة. رغم زحمة الالتزامات وتوالي الأحداث، إلا أن هناك سكون ممل يغلف الفضاء، وخواء هائل يكسو المكان. ما أصعب لحظات الشوق إذا اضطررنا إلى تكبدها وحدنا وتحاشينا الاعتراف.
صعب الإحساس بالشوق، ولكن الأصعب كيف كانت حياتي بدونك. أيام تتساقط كأوراق الخريف، مجرد أرقام تلتهم العمر وتمضي. كانت الأشياء تتشابه، والأيام باهتة، تختلف فقط بمسمياتها، وليس بأحداثها.
وجودك في حياتي أجمل انقلاب ثوري. هذا الإحساس الذي احتل كل خلايا تفكيري وجعلني أكتشف الحياة، بل وأكتشف نفسي. أصبحت الحياة أجمل والزمن أعمق. تعرفت من خلالك على الجانب المشرق في هذا الكون. وأننا نظلم الحياة وأنفسنا حينما نثبت نظرنا على الظلال بينما النور أمامنا. تغير إحساسي باليوم، لم أعد أسيرا لمجريات اليوم، فمهما مرت من أحداث، تظل هامشية وعابرة، طالما أنك تشرق في فضاء عالمي.
وجودك في حياتي مصدر الأمان. ومهما تفاجأت في أشخاص وخذلتني مواقف، أعود بنظري إليك لأكتشف أن الحياة جميلة، وأن العالم ما زال بخير. كلماتك الحنون تمنحني طاقة لمواصلة السير، والتفاؤل بالآتي. وأستبشر بولادة كل يوم، لأنه يحمل بين ثناياه أملا في لقياك.
ما أصعب أن تنتظر القدر يمنحك من تستحق. تصبح الأيام بطيئة والساعات طويلة. وحينما تصالحنا الحياة وتفتح لنا أحضانها، نقدر قيمتها، لأننا ندرك معنى فقدانها. لحظات الحرمان، رغم صعوبتها، تعلمنا قيمة السعادة. وأنا منحت أجمل ما في الحياة. وأصبحت السعادة رفيقتي. طموحاتي، ببساطة، عمر جديد كي أقضيه معك.
اليوم الثامن:
مهما حاولنا تحاشي الحقيقة
لحظة شوق واحدة
تكشف المستور وتخلع الأقنعة.