mena-gmtdmp

لحظة اكتشاف

حينما ألمس الحزن في عينيك تضيع الكلمات، ويسقط الزمن من بين يديَ. تتوه العبارة وتتجمد الكلمات. كيف للحزن أن يتسلل إلى عينيك. كيف يجرؤ أن يقترب من تلك الأهداب. مخطىء أنت أيها الحزن. ألم تر الكون يستلقي بين جفنيها، وكيف غاب عنك نورها الذي يستضيء العالم بشعاعه. وذاك الحنان الذي يتعلق برموشها ويرتمي بعفوية على من يمنحه الحظ نظرة من تلك العينين؟ ظالم ومتعسف أيها الحزن، ضللت طريقك ووقعت في المحظور. 

 

أمشي طريقي في الحياة، تواجهني التحديات. أتجاوزها بالثقة والإيمان. أحول العقبات سهولا. وأتصدى لكل المشكلات. ولكن حينما أرى طيف الحزن في عينيك أرفع راياتي البيضاء، وأعلن هزيمتي. ما من ألم يساوي هذا الألم. أشعر أن العدالة اغتيلت. هاتان العينان، اللتان تمنحان الفرح للآخرين، لم تخلقا للحزن، بل هما دلالة على أن الحب ما زال موجودا في الحياة. وأن الخير يملأ هذا الكون.

 

يرتبك العالم عندما تحزنين. تتغير دورة الليل والنهار. وتختطف زرقة البحار، ويهرب اللون الأخضر من الحدائق، وتذبل الأزهار. فهل غادرت يا حزن تلك العينين لنستعيد ذواتنا. لنكون نحن؟ كم من الأشياء الجميلة تزخر بها حياتنا، ومشكلتنا أننا لا نكتشفها، إلا حينما تغادرنا.

 

رائعة أنت في كل شيء. تحملين النقاء في داخلك، والطيبة في روحك. وتستحقين أجمل ما في الحياة. في كل لحظة لك وهج مثير، وكأنني أكتشفك من جديد. لك الحب كله، وهو لايفي بما تستحقين. لك العمر كله، لكنه في حقك قليل. أتمنى أن أصنع لك السعادة، وأعرف أن هذا عملك الدؤوب منذ سنين. لكنها محاولة مجتهد صادق. كم أنا بك محظوظ، لقد أهديتني أحلام الغد وأفراح اليوم في لحظة واحدة، دون أن تدرين. 

 

اليوم الثامن:

الناس الانقياء حينما نظلمهم مرة واحدة يسامحوننا

لكنهم يظلموننا الآف المرات بتأنيب الضمير ...