mena-gmtdmp

البطيخ.. فاكهة لكل التوابيخ!

بسؤال أبيض وبراءة طفولية يتساءل العلامة اللغوي أحمد الغزّاوي في كتابه «الشذرات» ص 850 ويقول: «لماذا لا يزرع البطيخ «القصيمي» في منطقة مكّة المكرمة وجدّة، حيث تجري المياه والعيون»؟

وها نحن نقول: سامح الله الغزّاوي الذي علّمنا الكثير، أمَا علم أن أهل جدّة الآن يعانون الأمرّين ويشتكون الضررين في تحصيل جرعة ماء من هذه العيون أو تلك؟!

وسيرة البطيخ أوراق عطرة، وحديقة نضرة، تبدأ من الاسم إلى الشكل والاستخدام والمذاق! فهناك من يسميه «البطيخ»، وهناك من يدعوه «الحبحب»، وثالث يسمّيه «الجِحْ»، وهناك بعض الأسماء الدخيلة التي تأتي بـ«كفالة» مثل «الجبسة»، كما يدعوها إخوتنا في سوريا!

والبطيخ ثمرة كلها عجائب؛ فقشوره علاج لخمسة أمراض، لن أذكرها لأنها ما زالت فرضيات، ولم ترتقِ إلى مستوى «التثبّت العلمي»! وقد نشرت الصحف مؤخرًا تقارير بحوث علمية تفيدنا بأن البطيخ الأحمر له نفس تأثير الفياجرا!

وإذا كان الغرب قد اخترع العرائس والدمى للاستمتاع بها، فإن العرب سبقوا الغربيين بهذه الخطوة، ففي كتاب «بدائع الفوائد» لابن القيم الجوزية (ج4) أن الاستمناء بالبطيخ يخضع لما يخضع له حكم الاستمناء باليد من حيث الجواز والكراهية والتحريم!

وما أجمل ما قاله الشاعر سبط بن التعاويذي في وصف البطيخة، حيث قال:

«حُلْوةُ» الرِّيْقِ حَلالٌ

دَمُهَا في كُلِّ مِلّة!

نِصْفُها بَدْرٌ فإنْ قَسّمْتَها

صَارَتْ أهِلّة!

وقد وصل البطيخ إلى عالم الطرب؛ فهذا المطرب الراحل طلال مداح يقول «كما حبحب على السكين»!

والتطبيل على البطيخ دليل جيد لمعرفة جوف البطيخة في حالة غياب خاصية الكشف المبدئي الذي وصفه طلال بقوله: «حبحب على السكين»!

والبطيخ فوق ذلك وتحته يعطي دليلاً على «حظ المرء»؛ فمتى ما اشترى المرء بطيخًا، ووجده بعد الشراء حلوًا أحمر؛ فذاك مؤشر على «التوفيق وسلاسة الأمور»، أمّا إذا كان أبيض مرًا، فهو حظ صاحبه، لذا قال بعض الأشقياء: «حظي دائمًا أحمر قاتم إلا إذا اشتريت بطيخًا صار حظي أبيض»!

وقد قيل إن بعض قدماء العرب كانوا يتراشقون بقشور البطيخ، ترى إذا حذونا حذوهم، هل نتراشق بقشور البطيخ الأحمر أم الأبيض؟