مايا دياب الأم لا تختلف كثيراً عن مايا دياب الفنانة. فهي في كلتا الحالتين نفسها متمرّدة ثائرة. حتى مع والدتها، كانت متمرّدة حيث رفضت العادات والتقاليد والممنوعات المفروضة في نظام البيت. ولكن، الممنوع في طفولتها مسموح في تربية ابنتها كاي. للمرة الأولى، تطلّ الفنانة مايا ومقدمة برنامج "هيك منغني" على قناة الـ "أم تي في" على غلاف مجلة برفقة والدتها التي وصفت ابنتها بالابنة الحنونة والطيبة.
• أنت فنانة وأم في آن واحد، سؤال سهل وعميق: ماذا تعني لك كلمة أم؟
تنهّدت مايا، والتزمت الصمت قليلاً، وكأنها تبحث في قرارة نفسها عن مفردات تليق بوصفها للأم لتعود عن سكوتها قائلة: "هذه المفردة لا تعرف معناها إلا الأم نفسها".
• اشرحي لنا أكثر ما تقصدين في وصفك للأم؟
ما أقصده هو أن الأب لا يعرف ما تعنيه الأم. إحساس الأمومة غريب تشعر به المرأة لحظة وضعها لطفلها. ثم، قالت بعدما تعذّر عليها إيجاد تفسير واضح لمعنى الأم: "الأم كتلة من المشاعر المتضاربة والمتعاكسة والمتداخلة فيما بينها، تختلط فيها السعادة والخوف والقلق والفرح، ما يتحكّم في رعايتها لطفلها. وهذا ما يصيبني مع ابنتي كاي التي عند ولادتها أحسست بهمّ صغير، وبدأ يكبر كلما كبرت ابنتي. وأنا أكيدة أن هذا الهمّ هو همّ كل أم".
لحظة رعب
• لحظة الولادة هي لحظة هامة في حياة كل أم. بمَ تصفها مايا على طريقتها؟
لحظة الولادة هي لحظة رعب. لقد عشت أشهر الحمل بحالة من الخوف. وبعد الولادة، تساءلت كيف انتهى هذا الرعب بعشر دقائق؟ ولو كنت أدري أن رعب الولادة ينتهي بسرعة، لما كنت توهّمت وخفت طيلة فترة الحمل. وبعد الولادة، خرجت من المستشفى في حالة ذهول، لا أعرف ما أصابني لتبدأ مشاعر أخرى مع طفل يعرف أمه من رائحتها ويسكت عن البكاء إذا ضمّته إلى صدرها وشمّ رائحتها، واستمع إلى نبضات قلبها ويتذكّر نفسه يوم كان في رحمها، فيهدأ ويفرح. الأم حقيقة معجزة.
• بعدما أصبحت أماً ماذا قلت لوالدتك؟
قلت لها قولاً تتناقله الناس "لا نعرف قيمة الأم إلا إذا أصبحنا أمهات".
• لماذا قلت لها هذا المثل؟ هل كنت على عناد معها وترفضين حرصها عليك؟
نعم. قالتها بصراحتها المعهودة، كنت أكذب عليها وأذهب مع صديقاتي بدلاً من الذهاب إلى المدرسة. فيتصلون من المدرسة ويسألون والدتي عن سبب غيابي فينكشف أمري. كنت عنيدة أعمل ما يخطر ببالي غير مبالية بخوف أهلي عليّ. لذلك، لديّ خوف من الوقوع في الخطأ في تربية ابنتي. فأعمل ما بوسعي على تربيتها بأسلوب مبني على الثقة والصراحة بيننا، كي لا تعتمد مستقبلاً أسلوب الكذب عليّ كما فعلت أنا مع أمي.
لذلك، أنا متشدّدة وحريصة على تصرّفي معها؛ خوفاً عليها. أريدها أن تكون بأمان، وتأخذ من الحياة ما هو أفضل لها. فأتعامل معها بذكاء ووعي إلى أن تصبح شابة وتختار الزوج المناسب لها.
لا أرفض طلباً لكاي
• أليس من المبكر أن تخافي على ابنتك وعلى مستقبلها؟
هذا صحيح. لكن أريد أن أحيط بها من الجهات كافة، كي يطمئن بالي أنها ستكون بخير وحياتها مرتاحة. وأعتقد أن كل أم لديها هذا القلق على أولادها.
• يقال إن الفتاة تربّي طفلتها كما تربّت هي في منزل أهلها أو كما ربّتها والدتها. هل ستربّين ابنتك كما تربّيت أنت؟
والدتي تربّي ابنتي كما ربّتني. لكن، هناك بعض النقاط ألفت انتباه والدتي للأخذ بها.
• ما هي هذه النقاط؟
أنا لا أرفض أي طلب تطلبه مني ابنتي، ولا أقول لها لا على أي شيء تقوم به. لكن، حرص والدتي على ترتيب البيت لا يسمح لابنتي باللعب كما تحب، كي لا تخرّب ترتيبه. بينما أنا أسمح لها باللعب بحرية، قناعةً مني أن حياة ابنتي تبدأ من البيت ومنه تنطلق إلى المدرسة ثم إلى المجتمع. فإذا كانت حياتها المنزلية مرتاحة ستصبح في المجتمع مرتاحة وواثقة من نفسها. يجب أن تتحلّى ابنتي بحريتها الكاملة ترفض وتعترض ساعة تشاء وتقبل ساعة تشاء يجب أن تقول لا، وأنا أتفهّم رفضها.
• أفهم من كلامك هذا كله أنك كنت مقموعة في بيت أهلك؟
(ضاحكة) هل شكلي أوحى لك أنني مقموعة؟
• إذاً، لا ينطبق عليك المثل القائل: "طب الجرّة على تمّها بتطلع البنت لأمها"؟
هذا القول لا ينبطق عليّ. لا أشبه والدتي. لكن، لغاية الآن، ينطبق هذا القول عليّ وعلى ابنتي، فشخصيتها قوية وعنيدة مثلي.
• طالما أن ابنتك، كما تقولين، شخصيتها قوية وعنيدة، هل تخافين مستقبلاً أن تتعبي معها في سن المراهقة؟
لماذا أخاف طالما أعاملها كصديقة لا كأمها؟ أنا راضية عن كل تصرف ستقوم به مستقبلاً طالما أنه سيكون صحيحاً.
• لماذا برأيك دائماً الأم هي من تتكفّل بتربية أولاد ابنتها في حين تنأى والدة الزوج بنفسها عن تربيتهم؟
البنت تثق بأمها أكثر من أم زوجها لسبب بسيط هو أن أمها هي الأم الحقيقية لها، والتي تثق بمبادئها وطريقتها في الحياة. والدة زوجي عباس متوفية. لذلك، لا أستطيع الإجابة عن حالة لم أعشها. لكني أعرف نفسي جيداً أنني لست أنانية. وأشعر بسعادة كلما رأيت السعادة في عينيّ الجدة ونظرتها إلى حفيدتها. فلو كانت حماتي على قيد الحياة، لكانت على وفاق تام مع والدتي وسعيدتين معاً في تربية ابنتي.
• من هي الفنانة الأم التي تعتبرينها أماً مثالية؟
لم أنظر يوماً إلى الفنانة كأم، إنما أنظر إليها كفنانة. لكن الفنانة نانسي عجرم لديها صفات الأمومة والحنان وحب كبير للأطفال.
زوجي لا يتدخّل
• إذا تغيّرت الظروف بينك وبين زوجك عباس وأبعد ابنتك عنك ماذا تفعلين حينها؟
زوجي عباس عقله يزن كرة أرضية وهو يؤمن جيداً أنه، مهما اختلفت الظروف، من الضروري بقاء الطفل مع والدته. عباس يعرف تماماً مكانة الأم عند الطفل، لأنه عاش مع والدته وكان يحبها كثيراً.
• هل يتدخّل عباس في تربية كاي؟
عباس يحب كاي كثيراً. لكنه لا يتدخّل في تربيتها بحكم سفره الدائم. وأنا بغيابه أربّيها على نمط معيّن. فلن يأتي عباس ويغيّر من أسلوب تربيتي لها حفاظاً على التوازن في تربيتها.
• هل تشبهك كاي أو تشبه والدها؟
تشبهنا نحن الاثنين معاً. لحظة ولادتي لها، قلت له: كاي هي عباس الصغير. لكن، مع الوقت، عادت ملامحها تشبهني خاصة عينيها.
مع هيفاء وهبي
• الأديان السماوية جميعها أوصت بتكريم الأم، ومع ذلك، هناك أمهات معذّبات. ما موقفك كأم من الرجال الذين يحرمون الأطفال من أمهاتهم؟
لديّ تعصّب ومساندة للمرأة بشكل عام، وأشعر بغضب شديد على الرجل الذي يحرم الأم من أولادها مهما كان السبب، لأن الحرمان يدفع ثمنه الطفل والأم تتعذّب لأجل أولادها.
• إذاً، أنت إلى جانب الفنانة هيفاء وهبي وتتعاطفين معها بسبب حرمانها من ابنتها؟
أكيد إلى جانبها وأشدّ على يدها بأي شيء تفكر به.
• هل تشدّين على يد هيفاء وأنت تنافسينها فنياً؟
لا أنافسها أبداً. ولا أريد التكلّم بهذا الموضوع. ثم، غنّت مايا وهي تمازح "سيدتي" أغنية للفنانة جوليا بطرس "منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى". وضحكت عالياً، وكأنّ هذا المقطع الغنائي هو رسالة تنمّ عن التحدّي في شخصية مايا وعنادها.
زيارة خاصة
• لماذا تحرصين سنوياً في عيد الأم على القيام بزيارة دار العجزة ومركز سرطان الأطفال؟
أولاً، أزور مركز سرطان الأطفال لأقول لهم أنا معكم. ثانياً، أحب كثيراً زيارة مراكز سرطان الأطفال لأزرع السعادة والأمل في قلوب الأطفال المرضى. أما دار العجزة، فزيارته رسالة لهم لأقول فيها كلنا نفكّر بكم ولأقف على أحوالهم خاصة في عيد الأم. (ولقد بدا على مايا وهي تتحدّث عن دار العجزة الحزن والتأثّر).
• هل كان أحد من أفراد عائلتك في دار العجزة حتى تأثرت وأنت تتحدّثين عن دار العجزة؟
هزّت رأسها قائلة: "نعم، خالة والدتي. لقد وضعت في المأوى أثناء غيابي عن لبنان بسبب رفض زوجة ابنها الاعتناء بها. ولما عدت، ذهبت إلى المأوى أطلب إليهم السماح لي بنقلها إلى بيتي، لكن المسؤولين رفضوا الطلب وسمحوا لها فقط بالخروج يوم الإجازة. وكنت دائماً آتي بها يوم الإجازة إلى بيتي وأهتم بها. فكنت أحبها كثيراً. أنا أقول دائماً يجب على الأولاد رعاية أهلهم لكي يوفقهم الله في حياتهم. الأهل بركة".
تابعوا ماذا قالت والدة مايا عنها وماذا قالت مايا عن صداقاتها الفنية في العدد 1620 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق..وشاركونا بآرائكم من خلال مساحة التعليقات
