| لم أتفاجأ بخطوة دولة الإمارات الرائعة في استحداث وزارة للسعادة ووزارة للتسامح، فهي خطوة متقدمة في التجربة الإنسانية وإحداث التغيير.
والإمارات عودتنا أن تخطو خطوتين لا خطوة واحدة، لأن الناس بالفعل يحتاجون للسعادة والتسامح مثل حاجتهم للكهرباء والماء.
في عالمنا العربي الكبير الذي كان يعدّ نفسه سعيداً ومتسامحاً لم نر أو نسمع طوال عقود طويلة عن جهة تعلن مسؤوليتها عن سعادة المواطن العربي ولم تضع من ضمن أولياتها أن يعيش بسلام وتسامح، ولم تخصص قسماً في وزارة مهمته التسامح، ومع ذلك كان يكتب ويخطب السياسيون بأن هناك استحقاقاً دستورياً بملء حقائب وزارية شاغرة في التشكيل الحكومي، وفي كل مرة تتشكل الحكومة بعد الحكومة ولاتزال هناك استحقاقات إنسانية أهم بكثير من الاستحقاقات الدستورية لأن حقائب أرواح الناس لاتزال شاغرة تحلم بالتغيير وملامسة متطلباتها فهي تريد وزارة للحب ووزارة للسعادة ووزارة للتسامح والتعايش السلمي.
كتبت قبل فترة هذراً وطالبت بوزارة للحقيقة ووزارة أخرى للحب، ولم تمر فترات طويلة حيث تحول الهذر إلى حقيقة في المحروسة مصر، من خلال طلب ناشطين شباب تتقدمهم، صحفية وعضو نقابة الصحفيين وعضو لجنة الشباب في المجلس القومي للمرأة، بمشروع عن وزارة جديدة تحمل اسم (وزارة الحب)، الفكرة مجنونة.. لكنها تبدو فكرة عاقلة في زمن الجنون العربي، فإذا كنا قد جربنا اللاحب في إدارة شؤون الدولة، ولم نحصد إلا العنف والدماء وتخريب كل ما هو جميل في نفوس الناس، فلماذا لايصدر مرسوم بحكومة حب؟ ووزارة حب قادرة على أن تصالح الناس مع أنفسهم بعد أن دمرتها السياسة.
«كله بالحب» ليس مجرد شعار أو مصطلح قد تسمعه في إحدى المسرحيات المصرية التي انضم إليها شعار «كله بالحب بيفك» كنوع من السخرية على الواقع المر، فالدولة مثلما مسؤولة عن توفير الأمن الغذائي، وأمن الحدود والخبز والحرية والتعليم ملزمة بكل نصوص الدساتير الإنسانية بتوفير الأمن النفسي، والحب والمصالحة بين أفراد الشعب، ففي مقابل توفير الحد الأدنى من الأجور لابد من توفير الحد الأدنى من الحب، فالحب «حاجة أساسية من حاجات المواطنين ولابد من خطة خمسية للحب»!.
شعلانيات:
| من عجائب الإنسان أنه يستفز من سماع « النصيحة» وينصت لسماع «الفضيحة»!
| املك من الدنيا ما شئت لكنك ستخرج منها كما جئت؛ لذا ازرع لنفسك جميلاً، فمتى ما غادرت يبقى أثرك!
| حياتك ليست سوى انعكاس لأفكارك.
| الحياة كأس شاي، والأشياء الجميلة مكعبات السكر، والملعقة بيدك أنت، فاصنع كأسك كما تريد





